مخيم نور شمس.. مجزرة صهيونية وصمود فلسطيني ملحمي

[[{“value”:”

طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يهدأ هدير الدبابات والجرافات الصهيونية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، فمنذ 3 أيام والمخيم تحت عدوان صهيوني كبير أدى إلى استشهاد 14 مواطنًا وإصابة العشرات، إضافة لدمار هائل في المخيم.

وعلى مدار 3 أيام، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على قطع الطرقات بين حارات المخيم المختلفة، وفرضت حصارًا على كل واحدة منها وعزلتها عن الأخرى، ومنعت فرق الإسعاف والطوارئ من الدخول إلى المخيم لانتشال الشهداء والجرحى، وفق ما أفاد به مواطنون من داخل المخيم وفق متابعة المركز الفلسطيني للإعلام.

◾ تغطية صحفية: ” جانب من وداع جثامين الشهــداء في المشفى الحكومي بطولكرم” pic.twitter.com/zkbqSHYKwY

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) April 20, 2024

وقسم الاحتلال المخيم إلى 3 أقسام، حارة المنشية التي حاصرها من جميع مداخلها، وسمعت فيها أصوات انفجارات كبيرة، وحارة العيادة التي تم فيها تجميع الشهداء والجرحى الذين تمكن الأهالي من انتشالهم، وأخيرًا حارة الدمج التي ما زالت أصوات الانفجارات تسمع فيها.

ومنذ الخميس الماضي، يتعرض المخيم لقصف عنيف بالقذائف المحمولة على الكتف، وقذائف الإنيرجا، فيما تحتدم المواجهات مع المقاومين الفلسطينيين في أزقة المخيم.

ووفق تقارير؛ فقد وثقت الجهات المحلية تدمير الاحتلال 60 منزلًا منها 15 بالكامل، فيما جرف أسوار الأراضي، وهدمت المحلات التجارية والمرافق العامة، وجرفت البنى التحتية.

🛑صور ..
الدمار الهائل الذي خلفه عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس بطولكرم. pic.twitter.com/7fxY6jsyVU

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) April 20, 2024

وتعمل قوات الاحتلال وفق شهود عيان، على اقتحام المنازل، بزعم البحث عن مقاومين، وتنكل بالأهالي وتحتجزهم في ظروف غير إنسانية، وقاهرة.

كما يفيد الشهود بأن القناصين اعتلوا أسطح البنايات المرتفعة يقتلون الناس في الشوارع، وسط استمرار القصف العشوائي في المخيم.

شهداء وجرحى

وأعلنت وزارة الصحة عن وصول 13 شهيداً إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، من مخيم نور شمس،ما يرفع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال على المدينة والمخيم، منذ مساء أول أمس الخميس إلى 14 شهيداً.

وتمكنت مركبات الاسعاف الليلة، إلى الدخول لمخيم نور شمس وتحديدا حارة العيادة، عقب انسحاب جزئي لآليات الاحتلال، لانتشال الشهداء.

كما أفاد الارتباط العسكري الفلسطيني بإبلاغه من الجانب الإسرائيلي باستشهاد واحتجاز جثامين كل من: علاء يوسف عبد الرحيم (35 عامًا) ، وجعفر سليم خالد اعمر(20 عامًا)، وأحمد حسام محمد شحادة (20 عامًا)، وعمر صالح نايف أبو الرب(24 عامًا)، وعلي محمد علي عبد الله (25 عامًا)، دون أي معلومات عن ظروف استشهادهم.

وفي اليوم الأول للعملية استشهد الطفل قيس فتحي نصر الله (15 عاما) الذي تم نقله أمس الى المستشفى، والشهيد سليم فيصل غنام (30 عاما).

◾ تغطية صحفية: ” من أمام مستشفى ثابت ثابت بطولكرم، تزامناً مع وصول شــهداء من مخيم نور شمس.” pic.twitter.com/BbvPOwOTTW

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) April 20, 2024

وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها حاولت الوصول إلى إصابات بعد ورود بلاغات في منطقة “المسلخ” بمخيم نور شمس، بيد أنّ قوات الاحتلال منعتهم ولاحقتهم وطلبت منهم مغادرة المكان.

وأطلقت قوات الاحتلال النار نحو مركبة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر بعد محاولة طاقمها سحب جثمان أحد الشهداء من أحد أطراف المخيم، وتواصل إطلاق النار على كل ما يتحرك في شورع وأزقة المخيم.

وانحسبت قوات الاحتلال من مخيم نورشمس بعد ثلاثة أيام من اقتحامها، مخلفة دماراً كبيراً في منازل المخيم ودماراً كبيراً في بنيته التحتية، كما داهمت قوات الاحتلال خلال عمليتها العشرات من منازل المواطنين وأدخلت الكلاب البوليسية عليها، وقامت بتفتيشها وتخريبها.

وضع مأساوي

ويقول فيصل سلامة مسؤول لجنة خدمات مخيم نور شمس إن الوضع مأساوي جدًا.

ويتابع -وفق حديثه للجزيرة-” الناس يعيشون منذ يوم الخميس بدون ماء ولا كهرباء، واليوم تم قطع الإنترنت والاتصالات، لا أحد يمكنه دخول المخيم، الهلال الأحمر حاول التنسيق مع الصليب لإجلاء الجرحى ونقل الشهداء، لكن مع ذلك تم منع سيارات الإسعاف من الدخول لأي من حارات المخيم”.

وتواصل آليات الاحتلال تمركزها في محيط المخيم وعند مداخله، وتمنع التجول بشكل كامل داخله، وفي مدينة طولكرم بشكل عام.

وتحدث مسؤول الخدمات فيصل سلامة عن حاجة الناس للتزود بالطعام والماء الذي بدأ ينفذ من البيوت، وقال “الناس لا تجد خبزا تأكله منذ 3 أيام”، ويرى سلامة أن قوات الاحتلال تهدف من اقتحاماتها للمخيم وتدمير البنى التحتية والمنازل فيه أن تصبح المخيمات بيئة طاردة للناس.

ويقول “طبيعة الإنسان تسعى للبحث عن الأمان والهدوء والاستقرار، الاحتلال يحاول أن يسلب أهالي المخيم الأمن والأمان، ويسعى لجعلهم يعيشون بخوف وقلق على مصير عائلاتهم وأطفالهم، وبالتالي هروبهم من بيئة المخيم التي انعدم فيها الاستقرار والأمن بسبب الاحتلال طبعا، الاحتلال يحاول أن يُنهي كلمة لاجئ من القضية الفلسطينية”.

غزة الصغرى

من جانبه، قال مؤيد شعبان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إنّ “إسرائيل” تمارس إبادة جماعية في مخيم نور شمس لليوم الثالث على التوالي وسط تواصل اقتحام جيشها للمدينة والمخيم ما أسفر عن شهداء وجرحى.

وأفاد شعبان، وابن مخيم نور شمس في تصريح صحفي، “الحصار مستمر منذ مساء الخميس الماضي، جيش الاحتلال يحاصر المخيم من كافة الجهات، حيث لا يمكن لأحد الدخول أو الخروج منه”.

وأضاف أنّ الوضع “كارثي وصعب بمعنى الكلمة، أعمال تجريف للبنية التحتية وهدم منازل ومحال تجارية في أحياء المنشية والعيادة تحديدا”.

وأشار إلى أن “قوات جيش الاحتلال تقصف بقنابل “أنيرجا” المنازل الفلسطينية.

وشبه شعبان ما يحدث في مخيم نور شمس بما يجري في قطاع من تدمير وقتل وتحويل المخيم إلى منطقة غير قابلة للعيش.

وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ السكان، وللسماح للطواقم الطبية من الدخول للمخيم وإجلاء الجرحى والشهداء.

وختم حديثه قائلًا: “بات كل سكان المخيم رهائن، بلا طعام ولا كهرباء، قطعوا عن العالم الخارجي بفعل الحصار المتواصل والعمليات العسكرية”.

وأعلنت كل من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة “فتح” في بيانات منفصلة أنها تخوض اشتباكات مع جيش الاحتلال المتوغلة في المخيم.

واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال بإصابة 8 جنود إسرائيليين بجروح متفاوتة بنيران مقاومين في مخيم نور شمس، شرق طولكرم.

وادّعى جيش الاحتلال، وفقاً لوسائل إعلام عبرية، أنّ جنوده قتلوا عشرة فلسطينيين واعتقلوا ثمانية آخرين، خلال العدوان العسكري المستمر، منذ أكثر من 40 ساعة على مخيم نور شمس.

وكانت الاشتباكات المسلحة تجددت بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس، صباح اليوم، في حين أرسلت قوات الاحتلال تعزيزات عسكرية جديدة للمخيم، وذلك بعد يومين من اقتحامه.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة