[[{“value”:”
الكويت – المركز الفلسطيني للإعلام
قال الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي عبدالله الشايجي، إن “ما جرى في معركة طوفان الأقصى هو تحول كبير في ديناميكية المشهد بالشرق الأوسط”.
وأضاف الشايجي في ندوة نظمتها جمعية الإصلاح الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان “طوفان الأقصى.. معركة الوعي”، أن “الحرب على غزة دخلت شهرها الخامس والتي لا يمكن أن توصف أنها طوفان للأقصى فقط بل طوفان لانتزاع الحق ومعركة لانتصار الحق على الباطل”.
وأشار إلى أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الجيش الأكثر إجرامًا في العالم بعد أن كان يطلق على نفسه أن لديه قيمًا.. فأين هذه القيم حينما يقتل ويقنص الأطفال والنساء؟!”، مؤكدًا أن “الاعلام الغربي التقليدي سقط في فخ الإفلاس الأخلاقي والقيمي، فأمريكا تدعم العدوان والطغيان والابادة”.
وأوضح الشايجي أن “نتنياهو يعلم أن اليوم الذي ستوقف فيه الحرب على غزة ستبدأ تشكيل اللجان على محاكمته وتقصيره في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد أن نجحت المقاومة في تدمير هيبة جيش الاحتلال في ظل اعتبار بعض الإسرائيليين أن ما حدث أكبر نكسة لليهود منذ المحرقة”.
وتطرق السياسي الكويتي إلى “النفاق الغربي وازدواجية المعايير من خلال مقارنته بالحرب على أوكرانيا والحرب على غزة”، مبينًا أنه “حينما شن الرئيس الروسي فلادمير بوتين الحرب على أوكرانيا، قام الغرب بمحاكمته أمام الجنائية الدولية، وأصدرت حكمًا ضده بالقبض عليه واتهموه بأنه مجرم حرب، بل إن رئيس جنوب أفريقيا أخبره بأنه سيتم اعتقاله إذا جاء إلى القمة تنفيذًا لحكم الجنائية الدولية، وحينما قتل نتياهو 30 ألف مدني وهناك 10 آلاف تحت الأنقاض لم يستطيع أحد إنقاذهم.. فأين النظام العالمي؟!” وفق تساؤله.
واعتبر الشايجي أن “الغرب في ورطة فالرئيس الأمريكي بايدن بدأ يتحرك ويطلق ما يسمى وهما حل الدولتين، بعد أن أصبح وضع الديمقراطيين صعبا خاصة مع انطلاق موسم الانتخابات والتي تعد أطول انتخابات في العالم والتي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، فاستطلاعات الرأي تؤكد على أن شعبية بايدن أصبحت في أدنى مستوياتها”.
ولفت إلى أن “المعركة العسكرية والتي فاجأت بها حماس الاحتلال الصهيوني بشكل صادم في 7 أكتوبر وقد وضعت 10 ظواهر حققتها حماس والمقاومة الفلسطينية خاصة حركة الجهاد الإسلامي كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس”.
وأضاف أن “إسرائيل بوغتت مرتين المرة الأولى في حرب أكتوبر 1973 عندما وصلها معلومات استخباراتية ان هناك تحرك على الجبهة المصرية والسورية ولم تتعامل معها، والمفاجأة الكبرى كيف اقتحمت حماس الجدار الفاصل الذي كلف مليارات الدولارات وكيف وصلت الى الأراضي المحتلة ووصلت إلى أربعين كيلو متر وكيف اشتبكت على مدى ساعات في انتكاسة للمخطط العسكري والاستخباراتي والأمني”.
واعتبر الشايجي أن “معركة طوفان الأقصى من أهم المعارك منذ 2008 لأنه لم يحدث ابدا ان إسرائيل قاتلت داخل الأراضي التي تحتلها وهذا بحد ذاته انجاز وتكتيك مميز”، مشيراً إلى أن “إسرائيل غير معتادة أن تخوض حربا طويلة ومكلفة”.
وبين أن “العقدة لدى إسرائيل هي كيف نجحت حماس في بناء أنفاق غزة؛ ففي آخر حربين شنتها إسرائيل قالوا إن حماس لم تشارك، والواضح أنها كانت تحضر لعملية نوعية فكانت طوفان الأقصى”.
وأشار إلى أن “هناك خذلان عربي وتواطؤ دولي وضعف إسلامي، وأهل غزة يرددون ما كانوا يقوله السوريون ضد بشار الأسد “مالنا غيرك يا الله”، وما يحدث في غزة سيحدث في دول عربية والكل سيصبح بمفرده”.
وتساءل: “هل يعقل أن نفعل هذا بالفلسطينيين وأن نتركهم في هذه المأساة يأكلون علف الحيوانات شمال غزة.. أين إنما المؤمنون اخوة، وانصر أخاك، ورمضان على الأبواب”.
وأكد أن ” التحول الذي أنتجته معركة طوفان الأقصى هو في معركة الوعي”، مشيراً إلى أن “القضية الفلسطينية تهمشت خلال العشر سنوات الماضية كليا والسلطة الفلسطينية فقدت كل شيء فيها فساد ومحسوبية، وتعاونت أمنياً مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال إن “ما يزعج إسرائيل ما يجري في العواصم الأوربية من مظاهرات داعمة لفلسطين”، مضيفاً أن “إسرائيل بنت سردية كاذبة على مدى 75 سنة بأنها الدولة الأكثر ديمقراطية وسط محيط من الاستبداد”.
ولليوم 131 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 28٫576 شهيدا و 68٫291 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
“}]]