تل ابيب / PNN / اعتبر المحلل العسكري عاموس هارئيل أن إسرائيل تتفادى الإعلان باللغة العبرية عن انتقالها إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة بسبب المشاكل السياسية التي تواجهها الحكومة، وتتحدث عن ذلك باللغة الإنجليزية.
وكتب المحلل الإسرائيلي البارز، بمقال تحليلي في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الثلاثاء: “ما تم التلميح إليه بحذر في اللغة العبرية بالنسبة للإسرائيليين، قد قيل الآن علنًا باللغة الإنجليزية في وسائل الإعلام الأجنبية”.
وتابع: “ففي مقابلات مع صحف أمريكية الاثنين، قال وزير الدفاع (يوآف غالانت) والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي (دانييل هاغاري) إن المرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة بدأت”.
وأضاف: “تعكس تصريحاتهم الوضع الواضح على الأرض في الأسابيع الأخيرة، تقليص حجم القوات في شمال غزة وتقليص العمليات الهجومية للجيش هناك، وإطلاق سراح جنود الاحتياط ليعودوا إلى منازلهم”.
“وينصب تركيز الجيش الآن على مخيمات اللاجئين وسط غزة وفي منطقة خان يونس بالجزء الجنوبي من القطاع”، وفق المقال.
وتابع هارئيل: “ولم يتم الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة التالية من القتال في غزة صراحة في إسرائيل بسبب المشاكل السياسية التي تواجهها الحكومة”.
وأردف هارئيل: “لقد انغلقت (الحكومة الإسرائيلية) على نفسها عند بداية الحرب بوضع توقعات غير واقعية: تدمير حكم حماس، والعودة المبكرة لسكان جنوب إسرائيل إلى ديارهم، وتوفير الظروف الملائمة لعودة كافة الرهائن”.
وقال: “بعد مرور ثلاثة أشهر، لا تزال هذه الأهداف بعيدة عن التحقيق”.
وإزاء الإعلانات الإسرائيلية عن قتل أعداد كبيرة من نشطاء “حماس”، أشار هارئيل إلى أن “أياً من هذا لم يجعل إسرائيل قريبة من نقطة النصر، وهذا يجعل من الصعب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسويق النجاحات للجمهور”.
وقال: “كعادته (نتنياهو)، يحاول التعويض عن ذلك من خلال كلام فارغ، ويفضل أن يكون ذلك مدعوماً بالتقاط صورة تذكارية مع الجنود”.
ولفت هارئيل إلى صدور “الإعلانات باللغة الإنجليزية يوم الاثنين قبل وقت قصير من وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارته الخامسة منذ بدء الحرب”.
ومساء الاثنين أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي في تصريحات صحفية بدء “مرحلة جديدة” من الحرب بقطاع غزة، “أقل كثافة في القتال، تشمل قوات برية وهجمات جوية أقل”.
وأشار هاغاري إلى أن الجيش “سيركز الآن على معاقل حماس جنوب ووسط القطاع، وخاصة حول مدن خان يونس ودير البلح”.
وقال هارئيل في مقاله: “بالنسبة للأمريكيين، الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب مهم، حتى لو تم ذلك من الخارج وبفتور”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، بدأ بلينكن، اجتماعا ثنائيا مع نتنياهو بمدينة تل أبيب التي وصلها الاثنين في إطار زيارة تستمر حتى الأربعاء، واجتمع صباح اليوم، مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ.
وزيارة الوزير الأمريكي لتل أبيب هي المحطة الخامسة من جولته في المنطقة التي بدأها من تركيا الجمعة، وزار خلالها اليونان والأردن وقطر الإمارات، وتقوده غدا إلى الضفة الغربية ومن ثم مصر.