جنين /PNN/ تعاني محافظة جنين من تحديات عديدة ،حيث تعتمد في اقتصادها على الزراعة والتجارة بشكل أساسي، ومنذ سنوات عديدة يتراجع اقتصاد المدينة بسبب تراجع الانتاج الزراعي الذي لا يستطيع المنافسة في ظل سياسة السوق المفتوح وغياب الدعم والحماية للمنتجات الزراعية والمزراعين، ما يؤدي الى خسائر كبيرة في القطاع الزراعي وتحديدا بعد انشاء مناطق امنية عازلة في عدة مناطق كعانين ويعبد ومرج بن عامر.
وفي الجانب التجاري سبب اغلاق الحواجز، ومنع المتسوقين من داخل الخط الأخضر الى تراجع الحركة التجارية ما سبب خسائر مادية كبيرة ، فيما ارتفعت نسبة البطالة في المحافظة بعد احداث السابع من اكتوبر والحرب على قطاع غزة ما أدى الى تفاقم الازمة، الامر الذي يتطلب البحث عن حلول سريعة لانقاذ الوضع العام في المحافظة اقتصاديا واجتماعيا
وفي الحلقة الاولى من برنامج صوتكم مهم الذي تنتجه شبكة وطن الاعلامية وخصصت لمحافظة جنين وشارك فيها مسؤولين في المحافظة، ومجموعة ممثلة من المواطنين ناقشوا خلالها اوضاع المحافظة من جوانب متعددة كالصحة والتعليم والزراعة والوضع الاجتماعي، حاولوا خلالها وضع حلول للتحديات التي تعاني منها المحافظة.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن المحافظة عملت بالتعاون مع المجتمع المدني على تنظيم الأسواق وتحسين الاقتصاد في مدينة جنين وتطويرها، مع تكثيف التواجد الأمني في كل مكان، وتعزيز التعاون في تنشيط الحركة التجارية.
ولفت أبو الرب ان المحافظة تعاني من ظروف صعبة، أبرزها النقص بالكوادر الطبية في مستشفى جنين الحكومي، ما يتطلب من وزارة الصحة النظر بعين الاعتبار لهذا النقص وتأمين حاجة جنين للكوادر الطبية بسبب الاقتحامات المتواصلة.
ولفت أبو الرب أن الجيش الاسرائيلي قام بتدمير البنية التحتية في جنين أكثر من 11 مرة، كما جرى تخصيص قرابة 9 مليون شيكل لترميم وإصلاح الدمار في مخيم جنين بسبب خسائر واقتحامات الجيس الاسرائيلي.
واستعرض أبو الرب تداعيات الاقتحامات الإسرائيلية على جوانب الحياة في مدينة ومخيم جنين، وما يسببه من وضع امني يؤثر سلبا على استقرارالمدينة ومواطنيها والتي اتضحت مؤخرا على نتائج الثانوية العامة، ومعدلات الطلاب.
وشدد أبو الرب على أهمية الاستمرار بالتعليم الوجاهي، على ضوء تأثير التعليم الإلكتروني على مستوى الطلبة.
وبين استطلاع الكتروني خاص أجرته شبكة وطن الاعلامية حول أهم التحديات التي تواجه المواطنين في محافظة جنين أن 68 % من المشاركين يولون أهمية لحفظ الأمن والسلم الأهلي، مقابل 23% التراجع الحاد في الوضع الاقتصادي و 9% لنقص خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية.
من جانبها قالت مديرة التخطيط والتنظيم في مديرية الحكم المحلي في جنين سهير نعجة إنهم يتابعون أعمال البلديات جميعها في جنين.
ولفتت أن المساعي متواصلة للسيطرة على الوضع العام بين المواطنين، والنظر في الشكاوى المقدمة من قبلهم ومتابعتها ودراستها مع ضرورة مراعاة الوضع الذي نمر به.
وتطرقت سهير نعجة في حديثها للعديد من التحديات والمشكلات التي تواجه المواطنين، مشيرة “تواصلنا مع البلديات والهيئات المحلية لمتابعة المخالفات في الأراضي الزراعية لحلها لكن المشاكل التي لا تحل هي البناء بالأراضي الزراعية لذلك نسعى لتوجيه المواطنين للبناء في الأراضي المخصصة للبناء والترخيص قبل البناء”
وشددت على ضرورة استغلال المواطنين للأراضي الزراعية وتخصيصها للزراعة فقط وتجنب البناء فيها لدعم المواطن واقتصاده وتعزيز الرجوع للأراضي والاهتمام بها.
ولفتت ان العمل جار على اعداد مخطط هيكلي للمدينة لحل هذه المشاكل.
بدوره قال رئيس الغرفة التجارية في جنين عمار يعيش إن السلم الأهلي جيّد في جنين، ومؤخراً تم حل الكثير من المشاكل، موضحا “يوجد سيطرة مجتمعية ولا يوجد فوضى بالسلم الأهلي والفوضى الوحيدة هي التي تسببها الاجراءات الاسرائيلية بتدمير الشوارع والاعتداءات المستمرة على المدينة وممتلكاتها”.
ولفت إلى أن المشاكل المجتمعية التي قد تشهدها المحافظة تتعلق باسترجاع الشيكات، الناجمة عن الضغوطات الاقتصادية، ما يتسبب بحدوث بعض المشاكل في بعض الأحيان.
وقال يعيش ان الحالة الاقتصادية في المحافظة منذ 7 أكتوبر في غاية الصعوبة، وقد نجم عن ذلك تحديات عدة، منها ارتفاع نسبة عدم صرف الشيكات، واغلاق الكثير من المحلات التجارية أبوابها، ما أثر على قطاع العمال، وهو ما يتطلب تعزيز الأمن والأمان والقضاء لأننا بحاجة لهم بشدة في هذه المرحلة.
وتابع إن هناك تقصير في الكثير من القطاعات، ومنها على سبيل المثال اننا وُعدنا ببناء مستشفى جديد، لكن ذلك لم يتحقق، كما تعاني المحافظة ومرافقها الطبية والصحية من نقص بالكوادر الطبية على الرغم من تعاقب الحكومات والوعودات العديدة.
وقدم المشاركون مجموعة من المداخلات والتوصيات، تركزت على قطاع التعليم في المحافظة الذي يعاني منذ جائحة كورونا مرورا باضراب المعلمين وتحسين واقع التعليم ومؤخرا انعكاسات الحرب على غزة بالاعتماد على دور أكبر للاسرة، بالاضافة الى تراجع الوضع الاقتصادي المعتمد على العمال وقطاع الزراعة، واغلاق الحواجز ومنع دخول الفلسطينين من داخل الخط الأخضر الى المدينة و التسوق فيها ما ادى الى تراجع القوة الشرائية، وأشار المشاركون الى نقص الخدمات في قطاع الصحة وحاجة المحافظة الى مستشفى جديد وتعزيز القطاع الصحي بالمختصين والكوادر الطبية.
وخلصت التوصيات الى ضرورة العمل على توفير الدعم اللازم لمختلف القطاعات، وتعزيز التعاون والتكامل ما بين المؤسسات الرسمية والاهلية في وضع خطط المستقبلية لمواجهة التحديات وتحسين الوضع في المحافظة على المستويات المختلفة.
ومن ابرز مداخلات وتوصيات المشاركين في الحلقة قالت صمود نزال عضو مجلس بلدي جنين ورئيسة جمعية فلسطين للأيتام والمحتاجين إن جنين تعاني منذ ثلاث سنوات من تدمير البنية التحتية بسبب الاجتياحات الاسرائيلية وزادت بعد السابع من اكتوبر، وبالرغم من ذلك بقيت محافظة جنين محافظة مثالية بتظافر الجهود.
بدوره قال د. صالح زكارنه مدير صحة جنين سابقا إن الوضع الصحي في جنين بشكل عام مقبول على مستوى الرعاية الصحية الاولية، ولكن العجر هو على مستوى المستشفيات والنقص في التخصصات الجراحية والكوادر الطبية ما يستدعي توظيف المزيد من الكوادر الطبية.
من جانبه قال محمد عابد مدير محطة بيت قاد الزراعية إن التعديات على الارضي الزراعية مشكلة قائمة في الوطن بشكل عام وتحديدا في جنين، مطالبا الموازنة بين الحفاظ على الارض الزراعية والحاجة الى التمدد العمراني، ومن جهة اخرى ضرورة التكامل بين الغرفة التجارية والمزارعين لتسويق المنتجات الزراعية.
وطالبت رؤى الفايز مديرة هيئة العمل التعاوني في جنين التركيز على دعم الجمعيات التعاونية وتحديدا الزراعية حيث أن جنين هي سلة زراعية وغذائية، ودعم جمعيات الاسكان التي ستساهم بدورها في عملية التنظيم العمراني والحد من التعديات على الاراضي الزراعية .
وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي وضح أمجد ابو فرحة عضو بلدية مرج بن عامرأن القطاع الزراعي يواجه العديد من التحديات، ما يعزز الحاجة الى الدعم المالي والتوعية في مجال اختيار اصناف المزروعات وتنوعها بما يلبي حاجة السوق.
واقترح عبد الله بركات وهوموظف متقاعد بأن حل المشاكل والتحديات التي تواجه التعليم هو العودة الى تعزيز القيم المجتمعية وتعزيز دور الاسرة في عملية التعليم.
بدورها أكدت سامية لحلوح -مديرة مدرسة في محافظة جنين انه بالرغم من أن قطاع التعليم يواجه مشكلات حقيقية بدءا من كورونا والاضرابات والاجتياحات ،يمكن تجاوز الازمة بتظافر جهود ذوي العلاقة ،وقالت ان الوقت لم يفت لتحسين واقع التعليم.
وأخيرا طالبت الناشطة الشبابية شهناز درويش بضرورة تعزيز الوضع الصحي من خلال نشر الوعي، واشراك المواطنين في تقديم خدمات صحية اولية وتزويدهم بحقائب الاسعاف.