مجزرة عائلة بريص .. هكذا أصبح الأطفال هدفًا لصواريخ الاحتلال

خانيونس – المركز الفلسطيني للإعلام
لا تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن اقتراف جرائمها البربرية في قطاع غزة منذ أكثر من ٣ أشهر، مستهدفة الأطفال والنساء والشيوخ وكل معالم الحياة الإنسانية.

وغربي مخيم خانيونس، شهد مساء السبت الماضي، على وقائع مجزرة دامية اقترفتها طائرات الاحتلال عندما قصفت بصاروخين على الأقل بناية سكنية مأهولة لعائلة بريص، ما أدى لاستشهاد ٢٨ مواطناً نصفهم من الأطفال وعدد آخر من النساء.

يقول أحد الناجين من المجزرة المروعة لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن المنزل المكون من ٥ طبقات كان يؤوي على العشرات من السكان، من عدة عائلات نازحة، وأغلبهم أطفال ونساء، من بينهم عوائل نازحة من مدينة غزة وشمال القطاع.

يضيف أن غارتين استهدفتا المنزل وأحالت المكان إلى كومة من الركام والموت.

ووسط أهوال ما يحدث، تبين أن أكبر من استشهد في المنزل يبلغ ٥٠ عاماً وأصغرهم طفلان لم تتجوزا أعمارها الأسبوع، إضافة لجنينين في أحشاء والدتيهما.

محمد بريص أحد أقرباء العائلة يتساءل: كل الشهداء من الأطفال والنساء ماذا فعلوا؟ هل هذه أهداف نتنياهو من حربه القذرة؟

ومنذ بداية حرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة في 7 أكتوبر استشهد أكثر من 10 آلاف طفل و7 آلاف سيدة، ضمن قرابة 23 ألف شهيد.

يؤكد بريص أن المنزل كان يؤؤي العشرات من المدنيين ولم يكن هناك أي نشاطات للمقاومة في المكان، إلا أن إسرائيل ترمي حمم موتها في كل مكان في إبادة جماعية يشهدها العالم بأسره.

شهداء تحت الأنقاض

ومثل كل المجازر المروعة التي اقترب عددها من ألفي مجزرة تواجه طواقم الدفاع المدني والمواطنون صعوبات كبيرة في عمليات انتشال الشهداء والجرحى نظرا لقلة الإمكانيات والآلات والوقود، فيضطرون للحفر بأظافرهم لانتشال ما يمكن انتشاله، في حين يبقى العديد من الشهداء تحت الأنقاض لأيام وأسابيع طويلة.

ليست المجزرة الوحيدة وعلى ما يبدو لن تكون الأخيرة، فالاحتلال الإسرائيلي مشبع بغريزة القتل الإجرامية ولا يكاد يرتوي من دماء الأطفال والأبرياء التي يزهقها على مدار الساعة في قطاع غزة منذ ٣ أشهر دامية.

جريمة إبادة جماعية

أستاذ القانون الدولي رائد أبو بدوية يؤكد أن هذه المجازر المستمرة على مدار الساعة تثبت بما لا يحتمل أي تأويل أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشاد بدعوى دولة جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية والتي تشتكي فيها دولة الاحتلال لارتكابها إبادة شعب؛ تلك الدعوة التي أقلقت الاحتلال.

وقال أستاذ القانون الدولي: إن ما يصدر من قطاع غزة من مشاهد مروعة للجرائم البربرية لا يستدعي أي دلائل؛ فالصورة واضحة جلية والمشاهد والشهادات تدين الاحتلال بشكل جازم وحاسم.

ودعا إلى تفعيل الدبلوماسية الفلسطينية والعربية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم للعدالة الدولية وإنصاف المظلومين.

 

المحتوى ذو الصلة