[[{“value”:”
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام
قال المؤرخ والباحث السياسي الإسرائيلي آفي شيلون إن “إسرائيل” منقسمة فعليا إلى دولتين رغم وجودها بوصفها دولة واحدة رسميا، وأن الخلاف بين نتنياهو وغالانت يتعدى السياسة إلى الانقسام في النهج والرؤية.
واستدّل شيلون -في مقال نشره بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية- على ذلك بالخلافات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت، وقال إنها ليست مجرد خلافات سياسية عادية، بل إنها نزاع عميق يجسد استقطابا يتعدى السياسة إلى انقسام في النهج والرؤية بشأن مستقبل البلاد.
وقال شيلون في المقال الذي ترجمته منصة “الجزيرة نت”: “يمكن اعتبار الخلاف بين غالانت ونتنياهو، ورفض الأخير الموافقة على رحلة غالانت إلى الولايات المتحدة، فصلا آخر في المؤامرات السياسية الشخصية التي رافقت حكومة نتنياهو خلال العام الماضي، بالإضافة إلى الضجة التي أحاطت بمحاولة استبدال غدعون ساعر بغالانت قبل بدء عملية البيجر في لبنان”.
وأضاف: “رغم أنه تم حل الخلاف بينهما، وأن غالانت سيسافر في النهاية إلى واشنطن، فإنه لن يتبقى لنا سوى الطعم المر لسلوك السياسيين، وحتى في زمن الحرب”.
ورأى المؤرخ الإسرائيلي أن الجدال بين نتنياهو وغالانت نزاع عميق يجسد استقطابا يتعدى السياسة إلى انقسام في النهج والرؤية بشأن مستقبل البلاد.
ومضى إلى القول: “يجب فهم الخلاف بين غالانت ونتنياهو بشكل أعمق، وهو ما يتوافق مع الحقيقة المجنونة المتمثلة في أنه في ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أقيم احتفالان في إسرائيل”.
وتابع: “بعبارة أخرى، فإن ما يحدث في إسرائيل اليوم يشير إلى أننا تجاوزنا بالفعل مرحلة الاستقطاب السياسي، ووصلنا إلى وضع تتصرف فيه إسرائيل رسميا كدولة واحدة، ولكنها في الواقع انقسمت بالفعل إلى دولتين”.
وتحدث المؤرخ عن اتجاهين مختلفين لكل من نتنياهو وغالانت اللذين “يقودان حربا واحدة لها أفقان مختلفان”. وقال إن “نتنياهو يركب موجة نجاحات الجيش الإسرائيلي في لبنان، وهو الآن مستعد للعمل بطريقة التصعيد حتى في مواجهة الأميركيين، الذين يسعون إلى ترتيب سياسي بعد النجاحات العسكرية”.
وتابع: “لا تسعى سياسة نتنياهو إلى إنهاء الحرب في غزة لصالح صفقة رهائن ومحاولة للتوصل إلى تسوية سياسية هناك وفي لبنان. إنه يريد أن تستمر الحملات حتى ما يسميه النصر الكامل”.
وحسب شيلون، فإن غالانت -على العكس من ذلك- “يدعو إلى التنسيق الكامل مع الأميركيين، على أساس افتراض أنه إلى جانب الإنجازات العسكرية، فإن مصلحة إسرائيل تتوافق مع الأفق الذي اقترحته الإدارة الأميركية، وهو إنهاء المعركة في غزة بصفقة تسفر عن تسوية سياسية وتحالف إقليمي مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج المعتدلة، وتسوية في لبنان”.
واعتبر المؤرخ الإسرائيلي أن فشل الحكومة في إنشاء لجنة تحقيق مستقلة للوقوف على إخفاقات العام الماضي، “يعكس عمق الانقسام وعجز النظام السياسي عن استخلاص الدروس الضرورية”.
وخلص إلى القول “ليس عليك أن تذهب بعيدا في التاريخ. إن حقيقة أن النظام السياسي غير قادر على الاتفاق حتى على لجنة تحقيق مستقلة.. لا تبشر بالخير لمستقبلنا”.
وتابع “إذا لم نقم بإصلاح هذا الوضع في الوقت المناسب، فسوف ندفع جميعا ثمن الانقسام، من كلا المعسكرين”.
“}]]