باريس / PNN – تحت عنوان “الحرب على غزة.. هل بدأ الغرب فعلاً منعطفًا جديدًا بخروجه أخيرًا عن صمته؟”، قالت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية، في افتتاحية لها، إنه من المؤكد أن النبرة قد تغيّرت.
الصحيفة: من الملحّ فرض حظر شامل على بيع وتصدير الأسلحة، والعمل بكل السبل الممكنة لضمان احترام القانون الدولي، واعتقال نتنياهو
فبتوقيعهم على بيان مشترك يطالب بوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، وبإدانتهم لـ”مستوى المعاناة الإنسانية”، و”اللغة البغيضة التي استخدمها مؤخرًا بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية، والتهديد بالترحيل القسري للمدنيين”، يكون إيمانويل ماكرون وكير ستارمر ومارك كارني قد خرجوا أخيرًا عن صمتهم المذنب، على الأقل بالكلمات، تضيف الصحيفة الفرنسية.
فهل تكون العواصم الغربية، في مواجهة الفظائع التي ترتكبها قوات نتنياهو، قد سلكت فعلاً طريق الوعي، مستجيبة لقوة الحراك الشعبي، بما في ذلك داخل إسرائيل نفسها؟ تساءلت صحيفة “ليمانيتي”.
وتابعت الصحيفة الفرنسية القول إن نظام تل أبيب أصبح معزولًا أكثر من أي وقت مضى. وبنيامين نتنياهو يعلم ذلك جيدًا. والمزايدات العسكرية البشعة التي يمارسها تبدو في آن واحد طوق نجاة سياسيًا ومخططًا إستراتيجيًا لتحقيق هدفه الأخير: ضم غزة، وترحيل الفلسطينيين الذين يعيشون فيها، ومواصلة الاستيطان في الضفة الغربية وسوريا ولبنان.
وفي خطاب عبثي لا يتغير، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على وصف كل من يعارض أهداف الإبادة في غزة بالعداء للسامية، أو بدعم “حماس”، تقول صحيفة “ليمانيتي”.
وتواصل الصحيفة الفرنسية القول إنه صحيح أن الكلمات التي يستخدمها قادة الدول الأوروبية والأمريكية الشمالية قوية وغير مسبوقة، بل حاسمة، عندما تشدد باريس ولندن وأوتاوا بصوت واحد على “التصميم على الاعتراف بدولة فلسطينية”. لكن خلف التصريحات الرنانة، يجب أن يحين وقت العقوبات، وهي ضرورية لإنهاء المجازر الجماعية التي يرتكبها “مجرم حرب” ملاحق بمذكرة توقيف دولية، تقول “ليمانيتي” دائمًا.
الصحيفة الفرنسية، أشارت إلى إعلان رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كايا كالاس، أمس الثلاثاء، عن مراجعة اتفاق الشراكة مع إسرائيل. وشددت “ليمانيتي” على أن الوقت قد حان لذلك، وعلى أنه يجب على بروكسل ألا تتوقف عند هذا الحد.
واعتبرت الصحيفة أنه من الملحّ فرض حظر شامل على بيع وتصدير الأسلحة، والعمل بكل السبل الممكنة لضمان احترام القانون الدولي، واعتقال بنيامين نتنياهو. فالإدراك وحده لا يكفي، إنه فقط أول خطوة. ويجب الآن صعود جميع الخطوات الأخرى، تُشدد صحيفة “ليمانيتي”.
صحيح أن الكلمات التي يستخدمها قادة الدول الأوروبية والأمريكية الشمالية قوية وغير مسبوقة، بل حاسمة، لكن خلف التصريحات الرنانة، يجب أن يحين وقت العقوبات
وتابعت الصحيفة القول إن نتنياهو يصعّد في تحدٍّ للعدالة الدولية ولأبسط حقوق الإنسان، بل وحتى ضد شعبه، حيث إن %70 من الإسرائيليين، بحسب منتدى العائلات، ينددون بـ”الخطر المميت” الذي يشكّله على الرهائن المخطط الإسرائيلي لـ”غزو” قطاع غزة، الذي تم بتواطؤ من تل أبيب، وبدعم من واشنطن.
وتساءلت صحيفة “ليمانيتي”، في ضوء كل ما يحدث: ما الذي ينتظره العالم بعد لكي يتحرك؟ إلى أي درجة من اللاإنسانية يجب أن يصل بنيامين نتنياهو ليتم منعه واعتقاله ومحاسبته على سجله الشنيع؟
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه، في غضون أسابيع، وخلال مؤتمر الأمم المتحدة المشترك بين فرنسا والسعودية، في الثاني من يونيو المقبل، يمكن أن تعلن باريس أخيرًا اعترافها بدولة فلسطين، مشددة على أنه يجب على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ألا يتردد أو يتراجع، قائلةً: “هذا هو أمر رمزي.. نعم، ولكنه ضروري”.
المصدر / القدس العربي