[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
خرج الملثم قبل ٢٠ عاماً وقال يومها أن الاحتلال لن يستطيع دخول مخيم جباليا وإن بقي مقاتل واحد من القسام وها هي الأيام تعيد نفسها حيث يسطر المخيم ملحمة أسطورية فريدة.
وقبل يومين بدأت قوات الاحتلال هجوماً بريا واسعا على مخيم جباليا بدعوى أن حركة حماس تحاول إعادة تجميع نفسها عسكرياً ومدنيا.
إلا أن مهمة الاحتلال كانت صعبة جداً حيث قوبل بمقاومة شرسة وغير مسبوقة وبكمائن محكمة أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الجنود الصهاينة.
تفاعل لافت
وتصدرت منصاتِ التواصل الاجتماعي مشاهدُ استهداف المقاومة الفلسطينية للقوات الإسرائيلية المتوغلة في جباليا شمالي قطاع غزة.
وتفاعل رواد منصات التواصل مع كثافة العمليات المركبة للمقاومة الفلسطينية في مختلف جبهات غزة، وقدرتها على مباغتة قوات الاحتلال وإيقاع الإصابات فيهم.
وأحصى مدونون -عبر حساباتهم على منصات التواصل- جميع عمليات المقاومة الفلسطينية، خاصة كتائب القسام، في مختلف جبهات غزة خلال الـ24 ساعة الماضية ووجدوا أنها وصلت إلى أكثر من 18 عملية استهداف، ولكن جبهة مخيم جباليا كانت الأكثر تفاعلا على منصات التواصل.
وقال مغردون إن “الاحتلال يريد للحرب أن تستعر مجددا في عديد من المناطق بغزة، متوهما أن المقاومة انتهت أو خارت قواها، لكن هيهات له ذلك، وعما قريب سيدرك حجم خيبته”.
وأضافوا أن المقاومة في معسكر جباليا تستبسل مجددا بعد 7 أشهر من زعم الاحتلال أنه قضى على المقاومة فيه، ليخرج له المقاومون اليوم من بين الأزقة والحارات والركام، ويخوضوا معارك ضارية ضد قواته ويثخنوا فيها في “ملحمة عظيمة”.
ووصف ناشطون معركة جباليا بالافتتاحية المبشرة، وقالوا إن كتائب القسام افتتحت التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف دبابة ميركافا بواسطة قذيفة مضادة للدروع من طائرة مسيرة، ووثقت هذه العملية بالفيديو، في تحدّ كبير للاحتلال بعد 219 يوما من المعركة.
ولفت بعض المتابعين الانتباه إلى الأوضاع الإنسانية في مخيم جباليا ووصفوها بالصعبة جدا مع عجز قوات الاحتلال عن التصدي لضربات المقاومة فلجأت إلى الاستهدافات العشوائية، واقتحام 6 مدارس تابعة للأونروا تؤوي آلاف النازحين، وإعدام أو اعتقال الرجال المدنيين وإجبار النساء والأطفال على النزوح، وبعد إخلاء المدارس تتمركز فيها الآليات وتتخذها ثكنات عسكرية.
وأعاد مدونون نشر كلمة القيادي في كتائب القسام الشهيد نزار ريان في معركة “أيام الغضب” مع الاحتلال في سبتمبر/أيلول 2004، التي قال فيها “لن يدخلوا معسكرنا.. يعني لن يدخلوا معسكرنا”.
مخيم الثورة
المخيّم الذي أُنشئ بعد نكبة عام 1948، من أكبر مخيّمات اللاجئين الثمانية في غزة، وضمن مناطق مدينة جباليا، ويفتقر عشرات الآلاف مِن سكانه إلى مأوى يقيهم البرد والأمطار، بعد استهداف مدارس ومناطق الإيواء.
ويبلغ تعداد سكانه نحو 59 ألفا و574 لاجئا، وفق إحصاءات 2023.
ويقع شمال مدينة جباليا، وعلى مسافة كيلومتر عن الطريق الرئيسي “غزة ـ يافا” ويقطنه نحو 114 ألف لاجئ مسجل بوكالة “الأونروا”.
تحدّه من الغرب والجنوب قريتا جباليا، والنزلة، ومن الشمال بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات لمجلس قروي جباليا، النزلة، وبيت لاهيا.
ويعد من أكثر المناطق اكتظاظا بغزة، حيث مساحته لا تزيد على 1.4 كيلومتر.
مجازر
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا عدة مجازر على مدار التاريخ، من بينها:
مجزرة جباليا سنة 1967.
مجزرة جباليا سنة 1968.
مجزرة سنة 1987 التي أشعلت الانتفاضة الأولى.
مجزرة جباليا في 2003.
مجزرة اجتياح شمال غزة 2004.
مجزرة جباليا من 27 فبراير 2008 حتى 4 مارس 2008.
مجازر شرق جباليا خلال حرب 2009.
مجازر خلال “طوفان الأقصى” 2023.
ملاحم وصمود
الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، يقول إن اسم جباليا يبرز مع كلّ جولة تصعيد مع إسرائيل، حيث إنه أقرب نقطة إلى معبر “إيرز” ومنطقة محيط غزة، وهو المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى إسرائيل.
ويقول في تصريح صحفي إن السيطرة على جباليا وحي الزيتون إحدى أصعب مهمّات الجيش الإسرائيلي الذي أقرّ بمعارك ضارية مع مقاتلي القسام في تلك المناطق.
وأحضر جيش الاحتلال إلى محيط جباليا “الفرقة 162″ و”اللواء المدرع 401” و”لواء المشاة ناحال”، فضلا عن “لواء الاحتياط 551” وقوات النخبة الأخرى لمحاولة السيطرة، لكنه لم يستطِع تحقيق أي إنجاز عسكري يذكر في المخيم وفي كل غزة، بخلاف قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية وهدم المنازل. وفق عريقات.
وأضاف: تدَّعي إسرائيل وجود قيادات حركة حماس في المخيم ومدينة جباليا، وهي ادّعاءات لا دليل عليها.
إسرائيل فضلا عن استباحتها القطاع دون رادع أو رقيب، ترتكب مجازر وجرائم حرب بحق السكان العزل بالمخيم.
“}]]