كيف أصبح التعليم في غزة بعد عام من حرب الإبادة الإسرائيلية؟

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

كان واضحًا منذ بداية الحرب على غزة أن الاحتلال لن يُمكّن سكان القطاع من استكمال حياتهم في أيٍّ من جوانبها، وعلى رأسها السكن والصحة والتعليم، فاستهدف المنازل والمستشفيات ومعظم المدارس التي تحولت لمراكز إيواء النازحين، وذلك للقضاء على العملية التعليمية بشكل كامل داخل القطاع.

وفي وقت سابق كشف وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أن 10 آلاف طالب و400 معلم استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال الوزارة إن 39 ألف طالب ثانوية عامة من قطاع غزة لم يتقدّموا لامتحان الثانوية العامة العام الماضي، بسبب عدوان الاحتلال المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مضيفة أن الاحتلال صادر حقّ عشرة آلاف من طلبة المدارس والجامعات في القطاع في الحياة، منهم 450 من طلبة الثانوية، علاوة على استشهاد 400 معلم.

طلاب مدرسة قيسارية الذين أصيبوا بالاختناق جراء استهداف الاحتلال مدرستهم بقنابل الغاز شرق مخيم البريج وسط قطاع #غزة pic.twitter.com/C2TWKeQIn2

— الساهرة (@alsahera_ar) October 13, 2022

ومن جهتها أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن جميع المدارس التابعة لها في قطاع غزة قد أغلقت بسبب الحرب، مما حرم 300 ألف طفل من التعليم.

وقالت الأونروا إن أكثر من 625 ألف طالب قد حرموا من التعليم منذ بدء الحرب على غزة، في حين فقد 22 ألف مدرس وظائفهم في قطاع التعليم.

وفي منشور له على منصة أكس مطلع الشهر الماضي قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن أكثر من 600 ألف طفل يعانون صدمة شديدة ويعيشون تحت الأنقاض، وما زالوا محرومين من التعليم، ونصفهم كان في مدارس الأونروا”، محذّرًا من أنه “كلما طالت مدة بقاء الأطفال خارج المدرسة، كلما زاد خطر ضياع جيل”.

وتابع: “أكثر من 70 بالمائة من مدارسنا في غزة دمّرت أو تضررت، والغالبية منها أصبحت ملاجئ مكتظة بمئات آلاف الأسر النازحة ولا يمكن استخدامها للتعليم”.

بعد حملة استهداف المساجد.. جندي إسرائيلي يصور نفسه في مدرسة ابتدائية وهو يحطم شهادات تكريم الطلاب الموهوبين في #غزة!
ما الغاية من استهداف المساجد والمدارس برأيكم؟ pic.twitter.com/USllN6aKqt

— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) May 24, 2024

مئات الآلاف من النازحين من كل أنحاء القطاع لجأوا إلى مدارس تابعة للأونروا ومدارس حكومية وأخرى خاصة بحثًا عن الأمان وهربًا من القصف الإسرائيلي، إلا أن كثير من هذه المدارس تحول إلى برك من الدماء النازفة بعد استهدافها من طائرات الاحتلال.

ووثق “المكتب الإعلامي الحكومي” و”الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني”، استهداف الاحتلال 181 مركز إيواء منذ اندلاع الحرب، من بينها 152 مدرسة تابعة للأونروا، وحكومية وخاصة، مأهولة بالنازحين، وقد تجاوز عدد الشهداء من النازحين داخلها أكثر من 1040 شهيدًا.

واستنادًا لتوثيق “الإعلامي الحكومي”، فإن الاحتلال تعمد تدمير 15 قطاعًا حيويًّا، من بينها التعليم، كما دمر بشكل ممنهج 117 مدرسة وجامعة تدميرًا كليًّا، و332 مدرسة وجامعة تدميرًا جزئيًّا، إلى جانب قتل 500 معلم ومدير مدرسة، و100 عالم وباحث وأستاذ جامعي، و9 آلاف طالب مدرسة وجامعة.

ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة إن شهور الحرب الماضية شهدت 9 آلاف حالة وفاة، فضلًا عن تسجيل مليون و800 ألف إصابة بأمراض مختلفة نتيجة ظروف الحرب والنزوح.

إلى كل إنسان بقيت فيه ذرة إنسانية وشرف وعروبة وإسلام..
لا تدع هذا الفيديو يتوقف عندك..
شارك.. انشر.. عمم.. اوصله لمحيطك.
مشاهد مروعة تظهر اللحظات الأولى لمجزرة الاحتلال بقصف مدرسة تؤوي نازحين في دير البلح، واستشهد وجرح على إثر ذلك العشرات من المدنيين.
pic.twitter.com/zAWce3DsR4

— محمد الصفي – AL Shami (@safiALshami) July 27, 2024

ويؤكد الثوابتة -في حديث لشبكة الجزيرة- أن إسرائيل ترتكب المجازر وتستهدف كل سبل الحياة في غزة، ومنها مدارس ومستشفيات، في سياق “الضغوط العسكرية لتحقيق أهداف سياسية”.

أما رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عبد العاطي، فيرى أن إسرائيل تسعى من وراء استهداف المدارس وتدميرها إلى “التجهيل والتهجير”، وهي بذلك ماضية في جريمة الإبادة الجماعية ضمن إستراتيجية باتت واضحة هدفها “تدمير كل سبل الحياة في غزة”، ومن بينها قطاع التعليم.

وقد حرمت الحرب 800 ألف طالب وطالبة من التعليم، من بينهم 39 ألفا فاتتهم امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) المؤهلة للالتحاق بالجامعات.

وتندرج جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال على مدار الشهور العشرة الماضية ضمن “خطة ممنهجة”، بحسب وصف الثوابتة، وهدفها “قتل الفلسطيني بالصواريخ والقذائف والأمراض، وتجهيله وتهجيره”.

منعت الحرب الإسرائيلية على غزة نحو تسعة وثلاين ألفا من طلبة الثانوية العامة من إجراء امتحاناتهم، بعد أن حرمتهم من استكمال دراستهم. حيث استهدفت قوات الاحتلال المدارس والمراكز التعليمية في كافة أطوارها في مختلف أنحاء القطاع | تقرير: إسماعيل الغول pic.twitter.com/gFMEQEa73q

— إسماعيل الغول – Ismail Alghoul (@ismail_gh2) June 23, 2024

وفي أبريل/ نيسان الماضي، قال 19 خبيرًا ومقررًا أمميًا إن التدمير الذي طال أكثر من 80% يؤكد تعمد الاحتلال تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يُعرف باسم “الإبادة التعليمية” التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلبة والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.

وقال الخبراء في بيانهم إن “الهجمات القاسية المستمرة” على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد في حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم”.

حرمان أطفال غزة وطلابها من التعليم جريمة أخرى تضاف إلى قائمة الانتهاكات الإسرائيلية في هذه الحرب! pic.twitter.com/k7pEM1TtQW

— #سعوديون_مع_الاقصى (@Saudis2018) June 23, 2024

وتنص اتفاقية جنيف الرابعة في المادة 50 على أن “تكفل دولة الاحتلال، بالاستعانة بالسلطات الوطنية والمحلية، حسن تشغيل المنشآت المخصصة لرعاية الأطفال وتعليمهم، وعليها أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لتيسير التحقق من هوية الأطفال وتسجيل نسبهم. ولا يجوز لها بأي حال أن تغير حالتهم الشخصية أو أن تلحقهم بتشكيلات أو منظمات تابعة لها”.

وتضيف المادة: “وإذا كانت المؤسسات المحلية عاجزة، وجب على دولة الاحتلال أن تتخذ إجراءات لتأمين إعالة وتعليم الأطفال الذين تيتموا أو افترقوا عن والديهم بسبب الحرب في حالة عدم وجود قريب أو صديق يستطيع رعايتهم، على أن يكون ذلك كلما أمكن بواسطة أشخاص من جنسيتهم ولغتهم ودينهم”.

كلمات مهمة من المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إلدر: “هناك سبب بسيط لكون غزة لم تنهر: معدل المتعلمين في غزة هو من الأعلى في العالم.. رغم كل الأزمات هنا الآباء والأجداد شديدو الحرص على تعليم أبنائهم، وخريجو الجامعات الغزيون مطلوبون حول العالم.. خبراء التغذية، الأطباء، المهندسون..” pic.twitter.com/Kr80UKIgNU

— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) September 30, 2024

“}]] 

المحتوى ذو الصلة