كمين القسام ببيت حانون.. يفوق الخيال وسيدرّس في الكليات العسكرية

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية وتفاصيل جديدة لكمين مركب نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في بيت حانون شمالي قطاع غزة، أواخر مايو/أيار الماضي.

ونقلت القناة عن قيادي بالقسام أنّ الكمين نفذ على 3 مراحل، واستمر 26 ساعة متواصلة، مؤكداً أنً قوات الاحتلال تقدمت وفق المسار الذي توقعه المقاتلون، وأنّ الكمين دفع جيش الاحتلال لوقف تقدمه في محور بيت حانون بشكل كامل.

وكان جيش الاحتلال قد عاد إلى محور بيت حانون الحدودي يوم 22 مايو/أيار الماضي، ممثلا في لواء “كفير”، وفي مقدمته كتيبة “نتساح يهودا”، التي لها تاريخ طويل في المجازر بحقّ الفلسطينيين.

وفي اليوم ذاته، أعلنت القسام تنفيذ كمين مركّب شمل استهداف جنود الاحتلال بتفجير عبوة رعدية وإلقاء قنابل يدوية، ثم تفجير عبوة شواظ بقوة الإنقاذ، وصولاً إلى قنص الجنود الإسرائيليين في المنطقة نفسها.

كمين مركّب

وبدأت العملية فجر الثلاثاء، 21 مايو/ أيار الماضي، حين رصد مقاتلو القسام القوات الخاصة الإسرائيلية من كتيبة “نتساح يهودا” التابعة للواء “كفير” أثناء تسللهم إلى بيت حانون، ووصولهم إلى محيط مدرسة الزراعة شمالي المدينة.

يقول القيادي القسامي: “تقدمت قوات العدو تحت أعيننا من المحور الشمالي والشرقي لبيت حانون فجر الثلاثاء، وتمت متابعتها من طرفنا، حيث تم تقدمت القوة باتجاه المدينة وفق المسار الذي توقعناه مسبقاً”.

وخلال المرحلة الأولى من الكمين، فجر مقاتلو القسام عبوات ضد الأفراد في عين نفق قرب جنود الاحتلال، ثم أطلقوا قنابل يدوية على القوة الإسرائيلية المستهدفة.

ويضيف القيادي: “تم استدعاء قوة الإنقاذ في الليل للمكان، وعند قيامهم بمحاولة الإسعاف تم استهدافهم بعبوة شواظ، وإيقاع باقي القوة بين قتيل وجريح”، وهو ما نتج عنه انسحاب القوة من المكان.

وفي المرحلة الثانية، أرسل الجيش الإسرائيلي ضابطا كبيراً للإشراف على موقع العملية لتعزيز التحرك العسكري في المنطقة، حيث ظهر في المقطع المصوّر مع مساعديه، أثناء عملية الرصد التي نفذها مقاتلو القسام.

وحسب القيادي القسامي، فقد “تم رصد الضابط المسؤول عن المهمة، فقام المجاهدون باستهدافه ومساعديه في عملية قنص فريدة من نوعها، حيث تمت إصابة جنديين بطلقة واحدة، ثمّ أردي الثالث قتيلاً برصاص القسام”.

بعد الخسائر التي حلّت بها، أجلت قوّات الاحتلال قواتها من المكان، لكنّها عادت بعد عدة ساعات، وهو ما توقّعه مقاتلو القسام ليقوموا بتفخيخ عين النفق.

وفي المرحلة الثالثة من الكمين، تظهر المشاهد عملية تفخيخ عين النفق استعداداً لعودة قوات الاحتلال، وهو ما حدث بالفعل ليلة الثلاثاء، إذ أنزلوا روبوتاً مع كاميرا داخل النفق، ثمّ تبعه جنود الاحتلال إلى عين النفق لتدميره.

وفي تلك الأثناء، فجّر مقاتلو القسام النفق المفخخ بمن فيه، ليسحب جيش الاحتلال بعدها قواته وينسحب إلى داخل السياج الحدودي. وتظهر المشاهد المصورة عملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى من المكان.

ووفقاً للقيادي القسامي، فقد استمرت العملية 26 ساعة متواصلة من الرصد والتفخيخ والاشتباك، وشهدت عمليتي تفجير لعبوات وقنصاً لضابط وجنود.

تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال أعلن مقتل 3 من جنوده يوم 22 مايو/أيار الماضي، في المعارك شمالي قطاع غزة.

وشهدت بيت حانون أول توغل لقوات الاحتلال في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانتهى بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الشمالية أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، قبل أن يعود للمدينة 4 مرات، حيث دمر أكثر من 80% من مباني المدينة.

أداء يفوق الخيال

وصف الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، الكمين المركّب الذي نفذته كتائب القسام في بيت حانون، بأنّه يفوق الخيال، وتوقّع أنّه سيدرّس لاحقاً بالكليات العسكرية، والوحدات الخاصة.

وأكّد الدويري في تحليله للكمين، أنّ ما جرى من تخطيط قسامي وما فيه من صبر ورؤية استشرافية للخطوة القادمة “أمر يفوق الخيال”.

ولفت إلى رمزية المكان، حيث بيت حانون الزاوية الشرقية الشمالية لقطاع غزة، وتعرضت للقصف المكثف، منذ مساء السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودخلتها قوات الاحتلال برّياً، أواخر الشهر ذاته.

ويؤكّد اللواء الدويري أنّ كتيبة بيت حانون لا تزال فاعلة وقادرة على ضبط إيقاع المعركة، بعد قرابة ثمانية أشهر من التوغل البري الإسرائيلي، مثنياً على قدرتها الاستشرافية لتحديد الخطوات اللاحقة لجيش الاحتلال، وأنّها دائماً تسبقه بخطوة أو أكثر.

وأشاد بالقراءة الاستشرافية لمقاتلي القسام، وأنّهم يفكرون “بعقلية قائد العدو”، إذ توقعوا عودة قوات الاحتلال لفتحة النفق مجدداً، فتمّ تفخيخها ثم تفجيرها.

ولفت الخبير العسكري إلى أنّ هذا الكمين الذي أعدّته القسام يشير إلى أنّها أعادت تأهيل كتائبها في المنطقة الشمالية بعد التوغل البري الواسع، في دحض للتصريحات الإسرائيلية بتفكيكها والقضاء عليها.

كما أشار الدويري إلى أنّ هذه العملية تثبت أن شبكة الأنفاق لا تزال مجهولة لكافة أجهزة الاستخبارات، وأنّ المعلومات عنها “محدودة جداً، وضبابية”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة