[[{“value”:”
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام
مع بزوغ فجر أمس الاثنين استيقظ جيش الاحتلال على دوي انفجار مدرعة “نمر” ومقتل جندي وإصابة آخرين في كمين أعدّته المقاومة في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، وذلك بعد أن قامت القوات الإسرائيلية باقتحام المخيم بأعداد كبيرة، ترافقها جرافتان عسكريتان، لتحاصره وتداهم عددًا من منازله قبل أن تشتبك مع المقاومين عند مدخله.
الكمين وقع ضمن سياق تطوير عملياتي للمقاومة في الضفة الغربية، ضد قوات الاحتلال لا سيّما منذ اندلاع حرب طوفان الأقصى في تناغم ملحوظ بين البطولات النوعية للمقاومة في غزة ومثيلاتها في الضفة الغربية، إلا أن وقع هذه العمليات بالضفة ربما يزيد إيلامًا في رأس الاحتلال، كونها مناطق تعاني من سيطرة الاحتلال في الأساس، الأمر الذي يلقي بظلاله على وجه آخر من أوجه فشل جيش الاحتلال في تبوير أرضية المقاومة أو حتى مواجهتها بالسبل التقليدية.
الأداء المتميز للمقاومة في الضفة الغربية، والذي لوحظ بوضوح بالتزامن مع طوفان الأقصى، كان قد أخذ في التصاعد منذ زهاء عامين، متجاوزًا الإمكانات الاستخباراتية الإسرائيلية، والتنسيق الأمني بين أجهزة السلطة وقوات الاحتلال، ليُسجّل صفحات جديدة من تاريخ البطولات التي أربكت حسابات الاحتلال وزدات من الضغط السياسي على حكومة نتنياهو.
العبوات الناسفة باتت أحد أهم الأسلحة في إعداد الكمائن التي تنصبها المقاومة لقوات الاحتلال، وتتسبب بإعطاب لآليات الاحتلال وجرافاته العسكرية، إلى جانب قتل وإصابة الجنود، ما يرفع من مستوى المخاوف الإسرائيلية قبل أي مداهمة أو اقتحام لمدن الضفة الغربية.
عبوات نسف الآليات
منذ ما يزيد عن العام، وتحديدًا في الـ 19 من يونيو 2023 قامت المقاومة في جنين بتدمير آلية النمر المدرعة، ومقتل وإصابة من فيها من جنود، وهي مدرعة من أفضل الآليات المتوسطة حول العالم؛ حيث تتميز بقدرات متطورة، ومثبت عليها كاميرات من الاتجاهات كافَّة، وتزن 10 أطنان وتسير بسرعة 70 كلم، كما تستوعب على الأقل 14 شخصًا ويمكنها حمل أوزان ثقيلة، وتتميَّز بقدرتها على تجاوز الطرق الوعرة والضيقة.
وتشتمل المركبة على أنظمة السلامة ومثبت عليها أسلحة متقدّمة ومدافع رشاشة، ونظام نفخ تلقائي للإطارات، وصدامات وشباك حديدية للوقاية من الحجارة وواقي من أشعة الشمس، ومثبطات حريق للحماية من زجاجات المولوتوف كما أنها مكيفة من الداخل.
ومنذ أسبوعين وثقت كتائب القسام لحظة تفجير عبوة ناسفة من نوع “الغول 1” في آلية إسرائيلية خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية فقوعة قضاء جنين.
والخميس الماضي أعلن أفاد جيش الاحتلال بمقتل قائد فرقة قناصة وإصابة 16 جنديًّا بجروح متفاوتة في انفجار عبوتين خلال اقتحام مدينة ومخيم جنين بالضفة الغربية؛ حيث انفجرت العبوة الأولى في مدرعة “فهد” تحمل طاقمًا طبيًّا عسكريًّا، وعند وصول قوة أخرى لإنقاذ الطاقم، انفجرت العبوة الثانية مسفرة عن مقتل الضابط وإصابة الآخرين.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن العبوة الناسفة الأولى انفجرت في مدرعة من نوع الفهد وكان فيها طاقم طبي عسكري، مشيرة إلى أن الضابط الذي قتل في جنين كان ضمن قوة وصلت لتخليص القوة الأولى التي أصيبت بعبوة ناسفة.
وأضافت أن تحقيقات الجيش الأولية تشير إلى أن العبوتين كبيرتان جدًّا تم زرعهما على عمق متر ونصف، دون معرفة كيفية تفجير العبوتين.
“تحول نوعي”
وتعقيبًا على هذه العملية قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إنها تمثل تحولًا نوعيًّا في عمل المقاومة، وتعكس العديد من النقاط المهمة من الناحية العملياتية، مضيفًا أن العملية استهدفت عربة الفهد المزودة بنظام كاميرات وأسلحة رشاشة، وهي تكنولوجيا أمريكية، وتم تفجيرها بحشوات.
ووصف الدويري العملية بأنها “نتاج توحيد جهد فصائل المقاومة لتنفيذ عمليات مشتركة تحت إشراف غرفة العلميات المشتركة”، مؤكدًا أن العملية تحمل العديد من النقاط المضيئة، وتعكس استفادة المقاومة من العمليات السابقة، لأنها نفذت العلمية على مرحلتين، و”هو ما يعكس قدرتها على توقع ردة فعل الاحتلال”.
عالج تقرير على الضغوط الكبيرة على الجيش التي تتمثل في العبء غير العادي والتحديات الفنية والإدارية.
جبهة ثالثة
موقع “واي نت” الإسرائيلي حذّر من أن الوضع على وشك الغليان والانهيار مع عبء الاحتياطيات على الجمهور وتكاليف المعيشة والمهمات في ثلاثة قطاعات تغلي، وهي غزة، وشمال إسرائيل على الحدود اللبنانية، والضفة الغربية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه في حالة “تأهب قصوى” ويستعد لإحباط هجمات من بينها هجمات قد ينفذها مقاتلو “حماس” في الضفة الغربية.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، لوكالة “رويترز”، إن “حماس” تحاول “إقحام إسرائيل في حرب على جبهتين أو ثلاث جبهات” بما في ذلك الحدود اللبنانية والضفة الغربية، ووصف مستوى التهديد بأنه “مرتفع”.
ومن جهته اعتبر ليور أكرمان، المسؤول السابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “شين بيت”، أن المخاوف من اضطرابات واسعة في الضفة الغربية قائمة من قبل حرب غزة، مضيفًا أن “حماس” تحاول منذ سنوات “بذل كل ما في وسعها لتحفيز “الإرهابيين” في الضفة الغربية، على حد وصفه.
ومع ذلك، أقرّ أكرمان بأنه تم تشديد الإجراءات الأمنية منذ بدء القصف على غزة، وقال إن حملة الاعتقالات الأخيرة ربما لم تكن لتحدث في ظل الظروف العادية.
ويقول محللون، إن أحد مباعث قلق إسرائيل في الضفة الغربية هو الهجمات التي تنفذها “ذئاب منفردة” من الفلسطينيين، الذين لديهم ولاءات متباينة للقوى الداخلية، لكن يجمع بينهم الازدراء العام للاحتلال الإسرائيلي.
“}]]