قيادات دينية فلسطينية: أوقفوا الحرب على غزة ووحّدوا الصف الوطني

بيت لحم -PNN- أوصى مشاركون في ندوة حوارية افتراضية عقدها تحالف التضامن العالمي من أجل السلام في فلسطين، بضرورة إيقاف الحرب المستمرة في قطاع غزة، مؤكدين على أهمية حماية الإنسان الفلسطيني وتوحيد الصف الداخلي، وتفعيل دور رجال الدين في تعزيز العدالة ووقف الانتهاكات. وشدد المشاركون على أن تحقيق السلام العادل في فلسطين يتطلب إنهاء الاحتلال، وتغيير الخطاب الموجه للعالم لضمان إيصال الرواية الفلسطينية والحق في الاستقلال.

جاءت هذه التوصيات خلال ندوة عقدت تحت عنوان “أصوات دينية فلسطينية لإيقاف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة”، شارك فيها نحو 200  شخص من مختلف أنحاء العالم، لا سيما من أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة، وأدارتها هانيا البيطار، المديرة العامة للهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب “بيالارا”، وشارك فيها نخبة من الشخصيات الدينية الفلسطينية البارزة.

بدوره أكد غبطة البطريرك ميشيل صباح على أن الأولوية في المرحلة الراهنة تكمن في إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، داعيا إلى تجاوز الخلافات الحزبية الضيقة والتركيز على الإنسان الفلسطيني وحقوقه؛ لتثبيت وجوده على أرضه خاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ القضية الفلسطينية.

وشدد سيادة المطران الدكتور منيب يونان على قدسية حياة الإنسان الفلسطيني، مشيرا إلى أن البشر خلقوا سواسية دون تمييز على أي أساس، ولا يجوز أن يستثنى الفلسطيني من معايير العدالة العالمية معربا عن قلقه من تناقص أعداد المسيحيين الفلسطينيين بفعل الهجرة؛ التي من أحد أسبابها إجراءات الاحتلال، داعيا إلى تفعيل دورهم الوطني والديني في المطالبة بوقف الحرب على غزة والدفاع عن كرامة الإنسان الفلسطيني، مؤمدا على خطورة الرواية التي تنشرها المسيحية الصهيونية والتي تحاول قلب الحقائق وتبرير الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

وفي نفس السياق، قال فضيلة الشيخ الدكتور ماجد صقر إن الدين الإسلامي هو دين إعمار وحياة وليس دين قتل ودمار، موضحا أن الشهادة وسيلة وليست غاية، داعيا إلى توحيد مواقف الدول العربية من أجل الضغط لوقف العدوان. وأكد على أن الخطاب الديني يجب أن يترجم إلى فعل مؤثر، وأن يكون لرجال الدين المسلمين والمسيحيين دور ريادي في تحريك الشارع نصرة لغزة والمظلومين فيها.

وأكد سيادة المطران عطا الله حنا أن إيقاف الحرب على غزة هو المطلب الأول والأساسي للشعب الفلسطيني في هذه اللحظة، منبها إلى أهمية اللغة والمنطق الذي يستخدم في مخاطبة شعوب العالم لنقل الرسالة الفلسطينية بفعالية. وأوضح حنا أن غياب العدالة واستمرار الاحتلال سيؤديان إلى تكرار هذه الحروب مستقبلا، حتى وإن توقفت الحرب الحالية.

تجدر الإشارة إلى أن المشاركين في الندوة يمثلون رموزاً دينية بارزة في المشهد الفلسطيني؛ إذ يُعد غبطة البطريرك ميشيل صباح أول بطريرك لاتيني فلسطيني في القدس، وسيادة المطران منيب يونان هو الرئيس السابق للاتحاد اللوثري العالمي، بينما يشغل سيادة المطران عطا الله حنا منصب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في مدينة القدس، ويُعرف فضيلة الشيخ الدكتور ماجد صقر كأحد أبرز الدعاة والمفكرين الدينين الإسلامين الناشطين على الصعيد الوطني.

ويذكر أن تحالف التضامن العالمي من أجل السلام في فلسطين (GSPP) هو ائتلاف عالمي أُطلق في أغسطس 2024، يضم عشرات المنظمات والنشطاء الذين يعملون لإيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وانهاء الاحتلال والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني استنادا للشرعية الدولية.

مشاركات مماثلة