مع نهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الآسيوية عقب استسلام اليابان يوم 2 أيلول/سبتمبر 1945، استعرت الحرب الأهلية الصينية من جديد عقب توقف استمر لسنوات بسبب التدخل العسكري الياباني عام 1937. وخلال هذه المرحلة الثانية من الحرب الأهلية الصينية، تمكن الشيوعيون من تحقيق النصر ليعلنوا بحلول العام 1949 عن قيام جمهورية الصين الشعبية، على بر الصين الرئيسي، تزامنا مع فرار القوميين، بقيادة شونغ كاي تشيك، نحو جزيرة تايوان.ومع حصوله على مقاليد حكم جمهورية الصين الشعبية، اتجه ماو تسي تونغ لتسليح بلاده لمواجهة المخاطر الخارجية. وعلى إثر ذلك، وجّه القائد الصيني نظره نحو القنبلة الذرية معلنا عن بداية برنامج عسكري لقّب بـ”قنبلتان، قمر صناعي واحد”.برنامج تقدم علميما بين أواخر أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، اتجه عدد هام من العلماء الصينيين، من أمثال كيان وايشونغ (Qian Weichang) وكيان غزيوسين (Qian Xuesen) ودنغ جياكسين (Deng Jiaxian)، للعودة لوطنهم. فبعد سنوات قضوها في الدراسة والتعلم بجامعات الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا، فضّل هؤلاء العلماء العودة للصين أملا في تحسين وضعية بلدهم.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الآسيوية عقب استسلام اليابان يوم 2 أيلول/سبتمبر 1945، استعرت الحرب الأهلية الصينية من جديد عقب توقف استمر لسنوات بسبب التدخل العسكري الياباني عام 1937. وخلال هذه المرحلة الثانية من الحرب الأهلية الصينية، تمكن الشيوعيون من تحقيق النصر ليعلنوا بحلول العام 1949 عن قيام جمهورية الصين الشعبية، على بر الصين الرئيسي، تزامنا مع فرار القوميين، بقيادة شونغ كاي تشيك، نحو جزيرة تايوان.
ومع حصوله على مقاليد حكم جمهورية الصين الشعبية، اتجه ماو تسي تونغ لتسليح بلاده لمواجهة المخاطر الخارجية. وعلى إثر ذلك، وجّه القائد الصيني نظره نحو القنبلة الذرية معلنا عن بداية برنامج عسكري لقّب بـ”قنبلتان، قمر صناعي واحد”.
برنامج تقدم علمي
ما بين أواخر أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، اتجه عدد هام من العلماء الصينيين، من أمثال كيان وايشونغ (Qian Weichang) وكيان غزيوسين (Qian Xuesen) ودنغ جياكسين (Deng Jiaxian)، للعودة لوطنهم. فبعد سنوات قضوها في الدراسة والتعلم بجامعات الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا، فضّل هؤلاء العلماء العودة للصين أملا في تحسين وضعية بلدهم. وخلال السنوات التالية، أشرف هؤلاء العلماء على البرنامجين النووي والفضائي الصيني الذي سمح لجمهورية الصين الشعبية بدخول نادي القوى النووية وغزو الفضاء.
أثناء اجتماع مع أفراد الحزب الشيوعي الصيني خلال شهر يناير 1955، أعلن ماو تسي تونغ رسميا عن رغبته في حصول بلاده على السلاح النووي لتعديل موازين القوى بالمنطقة. وبداية من العام التالي، باشر المسؤولون الصينيون باستدعاء المئات من المختصين بمجالي الفيزياء والكيمياء بهدف إعداد برنامج علمي تتزود من خلاله الصين بتكنولوجيا وتقنيات متطورة بحلول العام 1967. وفي خضم هذه الأحداث، برز برنامج “قنبلتان، قمر صناعي واحد”. ومن خلاله سعت جمهورية الصين الشعبية للتزود بقنبلة ذرية، إضافة لقنبلة هيدروجينية، وصواريخ باليستية عابرة للقارات وقمر صناعي.
قنبلتان، قمر صناعي واحد
بداية من العام 1958، تعطلت الأبحاث العلمية بالصين بسبب ملاحقة السلطات الأمنية لليمينيين وسياسة القفزة العظيمة للأمام التي أسفرت عن مجاعة أودت بحياة عشرات الملايين. من جهة ثانية، تدهورت العلاقات السوفيتية الصينية أواخر الخمسينيات بسبب سياسة اجتثاث الستالينية التي اعتمدها نيكيتا خروتشوف. وعلى إثر ذلك، أنهت موسكو دعمها ومساعدتها لبكين ساحبة بذلك علماءها الذين تواجدوا بالصين وساعدوا بكين طيلة السنوات السابقة على الحصول على التكنولوجيا النووية. وبفضل هذه المساعدة السوفيتية، تمكنت الصين بفترة سابقة من صناعة أول مفاعلاتها النووية.
مطلع الستينيات، تعطل برنامج “قنبلتان، قمر صناعي واحد” بسبب خلاف صلب حول مدى حاجة البلاد لهذا البرنامج. وبحلول العام 1962، استهل العلماء الأبحاث أملا في تزويد البلاد بسلاح نووي وقمر صناعي.
وعلى الرغم من نجاحها في تفجير أول قنبلة ذرية لها عام 1964 وإطلاقها لصاروخ أرض – أرض مجهز برأس نووي حربي عام 1966، واجه البرنامج الصيني مصاعب جديدة عقب بداية الثورة الثقافية التي أمر بها ماو تسي تونغ بداية من العام 1966. وقد أسفرت هذه الحملة الأمنية حينها عن اعتقال وإعدام عدد كبير من العلماء الصينيين الذين قدموا إضافة لهذا البرنامج.
بحلول العام 1967، جرّبت جمهورية الصين الشعبية بنجاح أولى قنابلها الهيدروجينية. ويوم 24 نيسان/ابريل عام 1970، حققت جمهورية الصين الشعبية أهداف برنامج “قنبلتان، قمر صناعي واحد” عقب إطلاقها بنجاح لقمر صناعي نحو الفضاء لتكون بذلك خامس قوة عالمية تغزو الفضاء.