قصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل والمبعوث الأمريكي يصل بيروت

[[{“value”:”

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على لبنان مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى يومياً، ووصلت اعتداءاته إلى قلب العاصمة بيروت خلال اليومين الماضيين، وفي حين شن حزب الله هجوماً بالمسيرات على تل أبيب، وصل المبعوث الأمريكي إلى لبنان غداة موافقته على مقترح وقف إطلاق النار.

وشن جيش الاحتلال غارات على مار إلياس، ورأس النبع، وزقاق البلاط، ما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص وإصابة 31 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بسقوط عدد من الإصابات إثر غارة إسرائيلية، فجر اليوم الثلاثاء، استهدفت مبنى من 4 طوابق في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت. وجاءت الغارة بلا بيانات إنذار من جيش الاحتلال، إذ غالباًً ما ينشر خرائط لمناطق ينوي استهدافها، قبيل دقائق من الغارات، ما لا يمنح السكان فرصة لإخلائها كما يدّعي.

على الطرف المقابل، يوسع حزب الله اللبناني عملياته العسكرية ضد مواقع انتشار جيش الاحتلال وقواعده العسكرية، فضلاً عن إعلانه التصدي الدائم لمحاولات التوغل البري لجيش الاحتلال من جنوب لبنان، إضافة إلى قصف المستوطنات في شمال وعمق فلسطين المحتلة.

وأعلن حزب الله، فجر اليوم الثلاثاء، تنفيذه هجوماً جوياً بسرب من الطائرات المسيّرة الانقضاضية على نقاط حساسة في تل أبيب وسط إسرائيل. يأتي هذا بعدما أُصيب خمسة إسرائيليين مساء الاثنين، وأغلق مطار بن غوريون جراء انفجارات وحرائق بمنطقة تل أبيب الكبرى (وسط) بعد سقوط صاروخ قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه أُطلق من لبنان.

كما أعلن حزب الله، عن إسقاط طائرة إسرائيلية مسيّرة في أجواء بلدة الطيبة بصاروخ أرض جو، مشيراً إلى أن الطائرة شوهدت وهي تحترق. كما أعلن الحزب عن استهداف مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية.

دبلوماسياً، يسود الترقب بعد أن نقلت وكالة رويترز عن علي حسن خليل، مساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري، قوله، مساء أمس الاثنين، إنّ لبنان وحزب الله وافقا على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل مع بعض التعليقات على المضمون.

ووصف خليل الجهود بأنها الأكثر جدية حتى الآن لإنهاء العدوان، مضيفا أنّ لبنان سلم رده المكتوب إلى السفيرة الأميركية في لبنان، مشيراً إلى وصول المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت، اليوم الثلاثاء، بعد موافقة لبنان على المقترح الأميركي لوقف النار مع الاحتلال الإسرائيلي.

ووافق حزب الله على أن يتولى بري التفاوض بشأن وقف إطلاق النار. وقال خليل “لبنان سلم ملاحظاته على الورقة بأجواء إيجابية”، رافضاً الخوض في مزيد من التفاصيل. وأضاف “كل الملاحظات التي قدمناها هي تأكيد على الالتزام الدقيق بالقرار 1701 بكل مندرجاته”. والقرار رقم 1701 أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.

لكن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، مساء أمس الاثنين، إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد حزب الله اللبناني حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.

وأضاف نتنياهو في كلمة أمام الكنيست: “الأمر الأهم ليس (الاتفاق الذي) سيوضع على الورق… سنكون مجبرين على ضمان أمننا في الشمال وتنفيذ عمليات بشكل منهجي ضد هجمات حزب الله… حتى بعد وقف إطلاق النار”.

ويأتي تصاعد استهداف تجمعات جنود الاحتلال بعد إعلان جيش الاحتلال قبل أسبوع بدء المرحلة الثانية من عدوانه البري في لبنان، والتي تتضمن محاولة التوغل لبلدات أعمق في الجنوب اللبناني بدلا من البلدات الحدودية التي كان يحاول التوغل فيها.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2024 عملية برية في الجنوب اللبناني بهدف “ضرب وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله” في المنطقة، حسب قول الاحتلال.

وتأتي هذه العملية البرية ضمن عملية أوسع أطلقتها إسرائيل في لبنان في سبتمبر/أيلول 2024 تحت اسم “السهام الشمالية”، وذلك على خلفية مساندة حزب الله للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023. وأكد الحزب مراراً أن وقف هجماته الاسنادية للمقاومة في غزة مرتبط بوقف الاحتلال حرب الإبادة على القطاع.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3481 شهيدا و14 ألفا و786 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن أكثر من مليون و200 ألف نازح، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة