ألقى البنك المركزي السويسري يوم الخميس بشريان حياة لبنك “كريدي سويس” المحاصر بقيمة 54 مليار دولار لدعم السيولة بعد تراجع أسهمه وسنداته، مما زاد المخاوف بشأن أزمة مصرفية عالمية على الرغم من أن المحللين قالوا إنهم يعتقدون أن هذا قد لا يكون كافيا.. فمتى بدأ الانهيار؟تأتي تراجعات الأسهم الأخيرة بعد سلسلة من الفضائح على مدى سنوات عديدة، وتغييرات في الإدارة العليا، وخسائر بمليارات الدولارات، واستراتيجية غير ملهمة يمكن أن تُلام على الفوضى التي يجد المقرض السويسري البالغ من العمر 167 عاماً نفسه فيها الآن.يذكر أن عمليات البيع في أسهم “كريدي سويس” بدأت في عام 2021، بسبب الخسائر المرتبطة بانهيار صندوق الاستثمار “أركيغوس كابيتال”، و”غرينسيل كابيتال”، وفقاً لتقرير لوكالة “رويترز”، اطلعت عليه “العربية.نت”.وفي يناير 2022، استقال أنطونيو هورتا أوسوريو من منصب رئيس مجلس الإدارة لخرقه قواعد “كوفيد-19″، بعد 8 أشهر فقط من تعيينه لإصلاح البنك المتعثر.ومروراً بشهر يوليو، كشف الرئيس التنفيذي الجديد وخبير إعادة الهيكلة أولريش كورنر عن مراجعة استراتيجية – لكنه فشل في كسب المستثمرين. وأدت شائعة لا أساس لها من
ألقى البنك المركزي السويسري يوم الخميس بشريان حياة لبنك “كريدي سويس” المحاصر بقيمة 54 مليار دولار لدعم السيولة بعد تراجع أسهمه وسنداته، مما زاد المخاوف بشأن أزمة مصرفية عالمية على الرغم من أن المحللين قالوا إنهم يعتقدون أن هذا قد لا يكون كافيا.. فمتى بدأ الانهيار؟
تأتي تراجعات الأسهم الأخيرة بعد سلسلة من الفضائح على مدى سنوات عديدة، وتغييرات في الإدارة العليا، وخسائر بمليارات الدولارات، واستراتيجية غير ملهمة يمكن أن تُلام على الفوضى التي يجد المقرض السويسري البالغ من العمر 167 عاماً نفسه فيها الآن.
يذكر أن عمليات البيع في أسهم “كريدي سويس” بدأت في عام 2021، بسبب الخسائر المرتبطة بانهيار صندوق الاستثمار “أركيغوس كابيتال”، و”غرينسيل كابيتال”، وفقاً لتقرير لوكالة “رويترز”، اطلعت عليه “العربية.نت”.
وفي يناير 2022، استقال أنطونيو هورتا أوسوريو من منصب رئيس مجلس الإدارة لخرقه قواعد “كوفيد-19″، بعد 8 أشهر فقط من تعيينه لإصلاح البنك المتعثر.
ومروراً بشهر يوليو، كشف الرئيس التنفيذي الجديد وخبير إعادة الهيكلة أولريش كورنر عن مراجعة استراتيجية – لكنه فشل في كسب المستثمرين. وأدت شائعة لا أساس لها من الصحة حول فشل وشيك للبنك في الخريف إلى فرار العملاء.
وأكد بنك كريدي سويس في فبراير، أن العملاء قد سحبوا 110 مليارات فرنك سويسري (119 مليار دولار) من الأموال في الربع الرابع، بينما تكبد البنك أكبر خسارة سنوية له منذ الأزمة المالية بلغت 7.29 مليار فرنك سويسري. كما استعان البنك في ديسمبر الماضي، بالمستثمرين عبر بيع أسهم بقيمة 4 مليارات فرنك سويسري.
ويوم الأربعاء، قال البنك الأهلي السعودي، أكبر المساهمين في كريدي سويس، للصحافيين إنه لا يمكنه تقديم المزيد من الأموال للبنك لأنه مقيد بالعقبات التنظيمية، بينما قال إنه سعيد بخطة التحول الخاصة بالبنك.
فقدت أسهم كريدي سويس أكثر من 75% من قيمتها خلال الاثني عشر شهراً الماضية.
ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لتهدئة المستثمرين؟
قال بنك كريدي سويس إنه سيقترض ما يصل إلى 54 مليار دولار لدعم السيولة وثقة المستثمرين، لكن بعض المحللين يعتقدون أنه من غير المرجح أن يكون ذلك كافياً لتهدئة المستثمرين.
وقد يكون كسب دعم المستثمرين الاستراتيجيين أحد الخيارات لتعزيز ثقة السوق، إذ يضم هيكل ملكية البنك، جهاز قطر للاستثمار القطري ومجموعة العليان السعودية.
في الأيام الأولى للأزمة المالية العالمية في عام 2008، حصل بنك “UBS” على استثمار من صندوق الثروة السيادية السنغافوري “GIC”، لكن بيع الحصة أدى في النهاية إلى خسارة “GIC”، وهي قصة تحذيرية للداعمين المحتملين.
وبخلاف بيع الأسهم، فإن تجريد حصص في أصول مختلفة يعد خياراً آخر، حيث يمتلك كريدي سويس شركة إدارة أصول وحصة في “SIX Group”، التي تدير بورصة زيوريخ للأوراق المالية.
قال مصدر مطلع على الأمر إن المنظمين السويسريين يشجعون “UBS” و”كريدي سويس” على الاندماج، لكنه أضاف أن أيا من البنكين لم يرغب في القيام بذلك.
ما مدى أهمية كريدي سويس؟
يُصنف البنك بين أكبر مديري الثروات في العالم، وهو واحد من 30 بنكاً عالمياً مهماً على مستوى النظام، والتي قد يتسبب فشلها في حدوث تموجات في النظام المالي بأكمله.
ويمتلك كريدي سويس بنكاً سويسرياً محلياً وشركة إدارة الثروات والخدمات المصرفية الاستثمارية وعمليات إدارة الأصول. كما أن لديه ما يزيد قليلاً عن 50000 موظف و1.3 تريليون فرنك سويسري في الأصول الخاضعة للإدارة في نهاية عام 2022، انخفاضاً من 1.6 تريليون في العام السابق.
مع أكثر من 150 مكتباً في حوالي 50 دولة، يعد كريدي سويس البنك الخاص لعدد كبير من رواد الأعمال والأثرياء والشركات.