الداخل المحتل / PNN – وصل قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، أمس السبت، إلى إسرائيل؛ وذلك في ظل استعدادات الجيش الإسرائيلي لشن هجوم على إيران، في رد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي.
واجتمع كوريلا برئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، وكبار قادة هيئة الأركان العامة الاسرائيلية، ومن المتوقع أن يلتقي بوزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، في وقت لاحق. وذكر الجيش الإسرائيلي أن الاستعدادات للرد على إيران مستمرة، وأن إسرائيل لا تنوي المرور على الهجوم دون “رد كبير وحازم”.
ولفتت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) إلى أن الولايات المتحدة عبر قيادتها المركزية ، تدير تحالفًا دوليًا وإقليميًا في الشرق الأوسط، ساهم في اعتراض صواريخ باليستية كانت متجهة من إيران نحو إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، وأضافت أنه “من المحتمل أن تشارك الولايات المتحدة في الهجوم الذي تخطط له إسرائيل ضد إيران”.
وتدرس إسرائيل خيارات للرد على هجوم إيراني بصواريخ باليستية والذي شنته إيران ردا على الحملة العسكرية الإسرائيلية الراهنة في لبنان، والاغتيالات التي نفذتها إسرائيلي بحق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
وفي مؤتمر صحافي عقده مساء أمس السبت، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، إن “الضربة القاسية التي تلقاها حزب الله تؤلم القيادة الإيرانية، تلك القيادة التي شنت هجوما صاروخيا على إسرائيل. الضربات التي استهدفت قواعد بيفاطيم وتال نوف لم تؤثر على جاهزية سلاح الجو أو القواعد. سنرد على الهجوم الإجرامي في الوقت والمكان اللذين نحددهما”.
وفي مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، قال عضو الكابينيت السياسي والأمن الإسرائيلي، الوزير غدعون ساعر، الذي عاد مؤخرا لحكومة بنيامين نتنياهو، إنه في إسرائيل “لم يتم اتخاذ القرار بعد بشأن كيفية الرد على إيران”.
ويعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في وقت لاحق اليوم، المزيد من المشاولات بشأن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني، فيما تسعى الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية لمنع إسرائيل من استهداف منشآت النفط الإيرانية، وسط توقعات برد إسرائيلي قوي.
وارتفعت أسعار النفط بسبب احتمال قيام إسرائيل بمهاجمة منشآت النفط الإيرانية، وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إنه لو كان في مكان إسرائيل لفكر في بدائل عن قصف حقول النفط الإيرانية، مضيفا أنه يعتقد أن إسرائيل لم تتوصل بعد إلى كيفية الرد على إيران.
وعندما سئل في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض عما إذا كان يعتقد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، يحاول عبر رفض الحلول الدبلوماسية التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية، أجاب بايدن قائلا: “لا أعرف إذا كان يحاول التأثير على الانتخابات أم لا؛ لم تفعل أي إدارة أكثر مني لمساعدة إسرائيل”.
وأكد الجيش الإسرائيلي، امس السبت، أنه يستعد لـ”هجوم كبير” على الأراضي الإيرانية، مشيراً إلى أنه لا يستبعد أن ترد طهران وتطلق صواريخ مرة أخرى باتجاه إسرائيل، وذلك في إحاطة صحافية لوسائل إعلام إسرائيلية ودولية، ما يزيد المخاوف الغربية من اندلاع نزاع واسع النطاق في الشرق الأوسط.
وفي البيت الأبيض، يخشون من أن تؤثر مهاجمة منشآت النفط الإيرانية على أسعار النفط والاقتصاد العالمي، قبل شهر من الانتخابات الأميركية. كما تخشى إدارة بايدن وعدد من الدول الأوروبية المؤيدة لإسرائيل أن يؤدي الهجوم على منشآت النفط إلى زيادة احتمالية نشوب حرب إقليمية شاملة “قد تضر بدول أخرى في المنطقة”، بحسب “هآرتس”.
وذكرت الصحيفة أن “إدارة بايدن نقلت رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستدعم هجومًا إسرائيليًا على إيران، إذا ركز على أهداف عسكرية وحكومية، ولكنها لا ترغب في هجوم ضد منشآت النفط اقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم”.
وأضافت أن “الرئيس الأميركي قلق ليس فقط من التأثير المحتمل لهذا التطور على الانتخابات المقبلة، ولكن أيضًا من الأرباح المتوقعة التي قد تحققها روسيا نتيجة ارتفاع أسعار النفط”. وبحسب “هآرتس” فإن “عدة دول أوروبية بارزة تشارك واشنطن هذا القلق، ونقلت رسائل مشابهة لإسرائيل في الأيام الأخيرة”.
وأفاد التقرير بأن “الهجوم الإسرائيلي المتوقع يثير قلقًا أيضًا لدى الدول الخليجية، التي تخشى أن ترد إيران بالهجوم عليها وتتسبب في أضرار كبيرة لصناعات الطاقة لديها”. وذكر أن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أعرب هذا الأسبوع عن قلقه من سيناريو كهذا خلال زيارته لقطر، حيث التقى الرئيس الإيراني مسعود باذقشيان.
وشدد بن فرحان في بداية اللقاء على “الصداقة” القوية بين البلدين، وأكد أن كلاهما يرغب في تجاوز تاريخ المواجهات بينهما. كان اللقاء يهدف إلى منع إيران من مهاجمة حقول النفط السعودية، كما فعلت عام 2019. وأشارت الصحيفة إلى “قلق مماثل أيضاً في دول أخرى في الخليج العربي التي تعتمد اقتصاداتها على موارد الطاقة”.
وأشارت إلى أن “الاجتماع بين الوزير السعودي والرئيس الإيراني عقد في قطر على هامش مؤتمر اقتصادي لدول آسيا، حيث عقدت اجتماعات أخرى بين قادة عرب وقيادة إيران. الرسالة المشتركة في جميع هذه الاجتماعات هي أن الدول العربية لا تنوي التعاون مع هجوم إسرائيلي على إيران، وعلى إيران تجنب مهاجمتها ردًا على أي تحركات تقوم بها إسرائيل”.