القدس / PNN -تسعى منظمات الهيكل المزعوم إلى فرض حضور تدريجي لأدوات الطقوس اليهودية في المسجد الأقصى، حيث سمحت خلال السنوات الماضية بإدخال كتب الأذكار، وملابس الصلاة، والأدوات الدينية المختلفة.
والآن تحاول هذه الجهات إدخال أدوات أكثر رمزية مثل لفائف التوراة، والشمعدان، والأبواق المعدنية، وحتى المذبح والقربان الحيواني، ما يشكل تصعيدًا واضحًا يستهدف تغيير الطابع الإسلامي للمسجد.
ويذكر أن الذكرى الـ58 لاحتلال القدس تواكبها سنويا فعاليات استيطانية وتصعيد في الاقتحامات، في ظل استمرار محاولات فرض سيطرة إسرائيلية كاملة على المدينة وخصوصا على المسجد الأقصى، الذي يعتبره الفلسطينيون رمزا دينيا وتاريخيا بالغ
بينما اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى صباح اليوم الإثنين، في تصعيد استفزازي تزامن مع الذكرى الـ58 لاحتلال القدس الشرقية عام 1967.
وجاء الاقتحام على شكل مجموعات متتالية، حيث رفع مستوطنون العلم الإسرائيلي في باحات الأقصى، واحتفلوا بتنفيذ طقوس تلمودية أمام قبة الصخرة، في حين حاول آخرون إدخال معدات دينية توراتية إلى المسجد عبر باب المغاربة.
وشهدت ساحات المسجد الأقصى وساحة البراق المجاورة تجمعات للمستوطنين الذين أقاموا رقصات وطقوسا صاخبة، مرددين أناشيد دينية، ومرتدين اللفائف السوداء “تيفلين” وشال الصلاة “طاليت”، حاملين لفائف التوراة.
فيما دفعت “مدرسة جبل الهيكل” الاستيطانية المستوطنين للمشاركة بشكل مكثف في الطقوس داخل المسجد في هذا اليوم.
ويأتي هذا الاقتحام ضمن سلسلة من المسيرات الاستفزازية التي نظمها المستوطنون في القدس والبلدة القديمة خلال الأيام الماضية، حيث رفعوا العلم الإسرائيلي وسط دعوات متصاعدة لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى ومسيرات استفزازية في أسواق البلدة القديمة.
من جانبه حمل خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حالة التوتر والفوضى التي تشهدها القدس المحتلة، والتي نتجت عن السماح للمستوطنين بتنظيم مسيرات استفزازية في شوارع المدينة المقدسة.
وفي بيان لوسائل الإعلام، قال صبري إن الاحتلال يسعى كل عام لاستعراض قوته في القدس من خلال هذه المسيرات ورفع الأعلام الإسرائيلية، بهدف تأكيد الطابع الاحتلالي للمدينة واستفزاز مشاعر سكانها الفلسطينيين.
من جهتها، حذرت حركة حماس من تداعيات الاقتحامات والانتهاكات المتزايدة في المسجد الأقصى، معتبرة أن هذه التصرفات تمثل تصعيدًا خطيرًا ومحاولة يائسة لفرض واقع تهويدي على المسجد.
وأضافت حركة حماس في بيان أن تصاعد اقتحامات المستوطنين وجماعات الهيكل المزعوم وأداء طقوس السجود الملحمي بشكل علني وجماعي في ساحات المسجد الأقصى، يشكل تصعيدا خطيرا في العدوان المستمر على المقدسات الإسلامية.