[[{“value”:”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام
من قلب خيام النزوح، وبين الأبنية المهدمة، وفوق ركام المنازل، وعلى مدّ البصر نحو معالم غزّية لم يتبق منها غير الذكريات.. يستقبل أهالي قطاع غزة عيد الفطر المبارك هذا العام بمزيج من الحزن والأسى على ما خلّفته آلة الحرب الصهيونية من دمار وقتل وإبادة جماعية جعلت لقطاع غزة ملامح ومعالم غير ما عهده أهله.
وفي مشهدٍ مهيب اجتمع فيه الشعور بالتحدّي مع الأحزان المكتظة على أهالي القطاع، اختلط أزيز الطائرات في السماء والانفجارات في الأرض مع أصوات تكبيرات العيد في المصليات التي أقيمت قرب أنقاض المساجد المدمرة أو قرب مراكز الإيواء وسط أجواء ماطرة في وقت غابت أجواء الفرحة والزينات، وحُرم الأطفال من الملابس الجديدة، ومظاهر البهجة.
تكبير تحت القصف
ويًصرّ الغزيون على انتزاع حقهم في إثبات وجودهم حيث أراد العدو الصهيوني زوالهم وتهجيرهم من أرضهم، فصدحوا بالتكبير بعد توديع أكثر من نصف عام من القصف والقتل والاستهداف المباشر للبشر والشجر والحجر في غزة، أسفرت عن أكثر من 120 ألفا بين شهيد وجريح ومفقود.
وغابت عن القطاع طقوسٌ كانت تلازم أعياد الغزيين، مثل إعداد الفسيخ والكعك وشراء الحلويات والملابس الجديدة، لكن بقي مالم يستطع العدو الصهيوني بلوغه في هذه الحرب المجنونة بعد كل هذا الدمار، وهو التشبث بالأرض والتمسك بالحق في مقاومة الاحتلال حتى دحره.
المعايدة على الشهداء
ووفق ما رصده مراسلنا، فإن الزيارات التي يتبادلها الغزيون كل عيد، كان لها مظهر آخر هذا العام؛ حيث لوحظ في مختلف مناطق غزة ذهاب الأهالي إلى المقابر لزيارة قبور الشهداء، للدعاء لمن فقدوهم من الأقارب والجيران والأصدقاء، كما يتجلى الألم بوجود قرابة آلاف المفقودين تحت الانقاض تقتل الحسرة قلوب أحبابهم بانتظار انتشالهم.
ويقول المواطن بلال عطا: أدينا الصلاة، وعيدنا يوم عودتنا إلى منازلنا ويوم دحر الاحتلال عن أرضنا ووقف الإبادة.
“لا متسع للفرح”
ويضيف عطا في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، بعد أن اصطحب أطفاله إلى مصلى العيد، أن الفرح مفقود وملابس العيد غائبة نظرًا لمنعها من قبل الاحتلال، كما أن الناس لا يجدون نقودًا لتلبية احتياجات أطفالهم الأساسية، مؤكدًا أنه “لا متسع للفرح”!.
أما المواطن محمود ارحيم، فيؤكد أن ألم الفراق يتجدد في هذا اليوم؛ بعد أن بقي هو في مدينة غزة، بينما نزح جزء من عائلته إلى جنوب القطاع؛ حيث يتواصل مع الأهل عبر الهاتف بصعوبة بالغة.
ويبدو التزاور بين الأرحام في هذا العيد متعذرًا بعدما بات 90 % من السكان يعيشون خارج منازلهم مشردين في مخيمات النزوح.
تكافل وتراحم
من جهتها، دعت حركة حماس إلى أن تكون أيَّام عيد الفطر ميدانًا لتعزيز التكافل والتراحم والصمود والمقاومة حتّى دحر الاحتلال وزواله، مباركة لشعبنا ومقاومتنا في قطاع غزَّة رباطهم وتضحياتهم.
وقالت حماس في بيان لها: “يحلّ عيد الفطر المبارك هذا العام، وشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة يسطّرون بصمودهم ورباطهم وتضحياتهم ملحمة أسطورية على مدار نصف عام كامل، في مواجهة عدوان صهيوني وحرب إبادة جماعية يرتكبها احتلالٌ نازي بشراكة كاملة من الإدارة الأمريكية، وصمت وتقاعس دولي في تجريمها ووقفها، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية والشرائع السماوية”.
وأضافت إنَّنا ومع حلول عيد الفطر المبارك، لنبارك لأهلنا الصابرين المرابطين ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزَّة، رباطهم وتضحياتهم المتواصلة وصمودهم الأسطوري في وجه آلة الحرب الصهيونية دفاعاً عن أنفسهم وأرضهم ومقدساتهم.
كما ترحمت على قوافل شهداء شعبنا وأمتنا الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى البطولية وعلى طريق تحرير القدس والأقصى، وسألت الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريّة للأسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني، وأن يكتب لشعبنا ومقاومتنا على امتداد الوطن، فرجاً قريباً ونصراً مبيناً، بإذن الله وقوّته.
وفشلت مساعي الوسطاء في التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان أو حتى خلال أيام العيد، بسبب تعنت الاحتلال وتجاهله لكل النداءات والمطالبة بوقف حرب الإبادة التي أدت إلى استشهاد أكثر من 33360 شهيدا وإصابة 75993 إضافة إلى آلاف المفقودين منذ السابع من أكتوبر الماضي.
“}]]