عمدة سراييفو.. مدينتنا أكثر من تدرك معاناة غزة وشعبها

 ​   

سراييفو/PNN-  “سراييفو تدرك جيدا ما يحدث حاليا في قطاع غزة”، هكذا عبرت عمدة العاصمة البوسنية بنيامينا كاريتش، عن خالص دعمها وتضامنها مع القطاع الذي يعيش حربا إسرائيلية لأكثر من مئة يوم راح ضحيتها آلاف المدنيين.

وفي حديث مع الأناضول ذكرت كاريتش أن سراييفو التي عانت كثيرا من ويلات الحصار والحرب، تقف حاليا بكل صمود إلى جانب غزة الفلسطينية وسكانها.

وذكرت بأن سراييفو ظلت تحت الحصار لمدة 1425 يومًا (في حرب البوسنة والهرسك 1992-1995)، معربةً عن خالص دعمها وتضامنها مع القطاع.

وعن معاناة أطفال سراييفو تقول العمدة إن المدينة “شهدت أطول حصار في التاريخ الحديث ومعاناة كبيرة، وقُتل المدنيون والأطفال آنذاك، وسراييفو أكثر من يدرك ما يحدث حاليا في قطاع غزة“.

وتساءلت “إنني كمواطنة في بلد عانى من الحرب ورئيسة بلدية مدينة ظلت لفترة طويلة تعاني من الحصار، ماذا يمكنني أن أفعل غير دعم غزة وشعبها الأبرياء؟”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلّفت حتى الثلاثاء، 24 ألفا و285 شهيدا و61 ألفا و154 مصابا، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

وأشارت كاريتش أنها تقدمت بشكوى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، إلى الشرطة ضد رجل الأعمال الإسرائيلي آمير غروس كبيري، الذي هددها بسبب إدانتها للهجمات الإسرائيلية على غزة ومقتل المدنيين.

وقالت في هذا الخصوص: “لم يكن من المتوقع أن أبقى صامتة إزاء ما يحدث في غزة. أنا لست خائفة، التهديد بالنسبة لي هو مؤشر لضعف الذي يقوم به. الحقيقة مؤلمة في بعض الأحيان، ولكن الحقيقة هي الحقيقة”.

ولفتت إلى أن سراييفو مدينة تستضيف العديد من الديانات والثقافات المختلفة، مضيفةً في هذا السياق: “إننا نحتفل بجميع الأعياد معًا. ولم تكن سراييفو أبدًا مدينة للكراهية”.

وقالت كاريتش التي تنحدر من عائلة متعددة الثقافات: “عندما بدأ حصار سراييفو، جاء إلينا جارنا أولاً وأخبرنا ألا نخاف. لم يسألنا أحد عن الدين الذي ننتمي إليه. الشيء المهم هو أن نكون بشرًا”.

وأوضحت أن سراييفو مدينة تحتوي على العديد من التراث الثقافي، وأنها بصفتها عمدة المدينة، تهتم بالشباب والدعم المقدم لهم.

وفي حرب البوسنة والهرسك حوصرت سراييفو لمدة 44 شهرا قتل خلالها 11 ألفا و541 شخصا بينهم 1601 طفل في هجمات القوات الصربية.

وارتكبت القوات الصربية، العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة “حرب البوسنة” التي بدأت عام 1992 وانتهت في 1995 بعد توقيع اتفاقية “دايتون”، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

  

المحتوى ذو الصلة