[[{“value”:”
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، د. عزمي بشارة، أن عوامل التصعيد الإقليمية قائمة طالما الحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة، مؤكدًا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يماطل في الوصول إلى وقف النار.
وقال بشارة في مقابلة السبت مع تلفزيون العربي: إنّ التجربة أثبتت أنّ لدى نتنياهو نهجًا ثابتًا هو نهج المماطلة والتسويف إلى حين يناسبه الأمر للحصول على نوع من وقف إطلاق النار لمدة قصيرة، بدليل الشروط الأربعة التي فرضها بعد خمسة أسابيع على طرح الرئيس الأميركي جو بايدن لما اعتبرها خطة إسرائيلية، وتبنّاها مجلس الأمن.
وأشار إلى أنّ موقف نتنياهو لم يتغيّر منذ ذلك الوقت، وهو مصرّ على مواصلة الحرب حتى تحقيق مفهومه هو للانتصار، ولذلك فهو يصرّ على أن أي وقف لإطلاق النار يجب ألا يمنع إسرائيل من مواصلة الحرب بعد ذلك والبقاء في رفح وكذلك في المناطق العازلة بين مصر وقطاع غزة، إلى آخره.
ونبه إلى أنّ منطق نتنياهو ما زال محاولة تجنب وقف إطلاق النار، على أنه يحصر موافقته، إذا وافق، على المرحلة الأولى فقط، في محاولة منه لاستلام المخطوفين أحياء، ليواصل الحرب بعد ذلك.
موقف المقاومة والضغط الغائب عربيًا وأميركيًا
وفيما استبعد بشارة أن تحمل مباحثات روما أيّ جديد بعيدًا عن هذه التفاصيل، أشار إلى أنّ كلّ المنطق الذي يتمسّك به نتنياهو غير مقبول بالنسبة إلى المقاومة الفلسطينية التي سبق أن قالت ما لديها. ولفت إلى أنّ المقاومة وافقت على المراحل الثلاث للخطة، بموجب التفسيرات التي أعطاها الرئيس جو بايدن، بمعنى أنّها ستقود إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وذكّر بشارة بأنّ المقاومة سبق أن طلبت أن يقول نتنياهو إنه يقبل خطة بايدن كما هي، وهو لم يفعل ذلك، بل طرح كلامًا مفاده أنّ لديه أربعة شروط، وهي شروط غير مقبولة لأحد، ولا هي جزء من الخطة الأميركية.
وإذ أعرب عن اعتقاده بأنّ نتنياهو يريد أن يستمرّ في الحرب لتغيير الوضع في قطاع غزة جذريًا، وهو يريد أن يدمّر غزة، شدّد على أنّه ليس لديه خطة حقيقية فيها شركاء لليوم التالي، خصوصًا على المستوى العربي والفلسطيني.
وردًا على سؤال عن العوامل التي أسهمت في تعزيز الموقف الفلسطيني حتى الآن، شدّد على أنّ العامل الأول الواضح في هذا الإطار، هو صمود المقاومة واستمرارها، وهذا حتى الآن كان العامل الحاسم، مع وجود عوامل أخرى، على غرار الضغط الدولي، والمظاهرات، إضافة إلى بعض التغيير في مواقف بعض الدول الأوروبية.
ورأى أنّ نتنياهو يعد في النتيجة أنّ ما يمكن أن يحصل قد حصل، ولم يُحدِث ذلك ضغطًا حقيقيًا، ولذلك فهو يشعر أنّ حريته مطلقة ويده مطلقة الآن. كما لفت إلى أنّ ما يلعب دورًا في هذا الإطار هو عدم حصول ضغط أو تهديد حقيقي، لا من جانب الولايات المتحدة، ولا من جانب الدول العربية.
وأوضح أنّه لو كان العالم كله مع نتنياهو وكانت الدول العربية مع الشعب الفلسطيني وقررت أن تخيّر نتنياهو بين السلام والحرب أو بين السلام وعدم وجود سلام، لكان الوضع مختلفًا.
نتنياهو يستهدف المجتمع الفلسطيني
وفي إشارة إلى البروباغندا الإسرائيلية، ذكّر المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أنّ حركة حماس وافقت على التفاوض منذ اليوم الأول، بل إنّ عملية طوفان الأقصى قامت على أساس فتح باب المفاوضات حول الأسرى، مشدّدًا على أنّ نتنياهو كاذب، وهذا ما يدركه الجميع.
وأوضح أنّ نتنياهو وتياره وائتلافه كله لديه قرار بالاستمرار بالحرب لحين تحقيق ما يعتبرونها أهدافهم، مشيرًا إلى وجود انطباع لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ حركة حماس يمكن أن توافق على شروطه بالضغط العسكري.
ونبه إلى أنّ نتنياهو يعد أنّ الضغط الحقيقي على المقاومة هو من الشارع الفلسطيني، ولا سيما أنّ الوضع لم يعد يُطاق على الأرض، في إشارة إلى القصف والقتل والموت بالصدفة وموت المرضى الذين لا يجدون علاجًا وتفشي الأمراض والأوبئة وغير ذلك.
وشدّد على أنّ نتنياهو يعرف أن هذا هو الضغط الحقيقي على المقاومة، “ولذلك فهو يستهدف المجتمع الفلسطيني عن قصد”.
اليوم التالي
وبالحديث عن مفهوم نتنياهو لليوم التالي، أشار بشارة إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية يراهن على خذلان الأنظمة العربية للفلسطينيين، وهو يراهن تحديدًا على من يعتبرهم “حلفاء عربًا”، ليسندوه في التمويل وفي الضبط الأمني، وكذلك على مستوى الإشراف المشترك مع إسرائيل أمنيًا بحيث تستطيع قوى محلية في غزة تأخذ سندًا عربيًا القيام بهذه المهمة.
لكنّ بشارة أشار إلى أنّ مثل هذه الظروف غير متوافرة حتى الآن، متحدّثًا عن دول عربية “تشترط نظريًا” التعاون مع إسرائيل بوجود خطة حقيقية للوصول إلى دولتين. ومع ذلك، عد أنّ الرفض العربي الحالي للتعاون مع هذه الخطة قد يتغيّر إذا استمر الوضع الفلسطيني على هذا النحو بمعنى إذا لم تحصل وحدة فلسطينية يضع فيها الشعب الفلسطيني كله عبر إرادة موحّدة وعبر منظمة التحرير الفلسطينية، موقفًا يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني بمعنى أنه لن يتكرر أوسلو مشوّه جديد في قطاع غزة.
خطاب نتنياهو “الاستعماري” أمام الكونغرس
وعلق د. بشارة على خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي، حيث وصفه بالخطاب الاستعماري المليء بالأكاذيب.
وأشار إلى أنّ جو الحماس الذي أحاط بالخطاب حصل لأنّ النواب الـ112 الذين قاطعوه لم يكونوا في القاعة أساسًا، فتمّ ملء مقاعدهم بأشخاص يهتفون ويصفّقون، مشدّدًا على أنّه لو كان المقاطعون موجودين في القاعة ولم يصفقوا، لظهر الانقسام الحقيقي في الكونغرس.
وعدّ أنّ ما حصل في الكونغرس عبارة عن “محفل من الحماقة والبلاهة والسخافة مشين ومعيب بالنسبة لبرلمان من هذا النوع”، مشيرًا إلى أنّ النواب كانوا يصفّقون بمعدل حوالي مرة في الدقيقة. ورأى أنّ هذا المشهد يعبّر عن “سطحية البرلمان الأميركي” في كلّ ما يتعلق بالسياسة الخارجية، ولا سيما أنّ أعضاء البرلمان لا يهمّهم سوى الجمهور الذي ينتخبهم في الولاية ويعرفون القليل جدًا عمّا هو خارج ولايتهم.
وقال بشارة إنّ كل خطاب نتنياهو مبني كمقاطع صوتية وكليشيهات لاستدرار التصفيق، وهو يكاد يكون موجَّهًا لجمهور جاهل. لكنّه مع ذلك اعتبره خطيرًا للعديد من الاعتبارات والأسباب، من بينها أنّه لا يزال هناك رئيس حكومة يتبنّى خطابًا استعماريًا علنيًا، فضلاً عن استخدام التوراة كأنها ورقة ملكية، وتشبيه غزة بألمانيا واليابان وغيرها من الكليشيهات.
وأشار إلى أنّ الخطورة في كلام نتنياهو تكمن أيضًا في أنه ينطوي على تدخل في شؤون أميركا الداخلية، وهو ما تجلّى بقوله إنّ من يتظاهر ضد إسرائيل معاد للسامية أو عميل لإيران. وإذ اعتبر أنّ هذا الأمر يعكس صورة المشهد الأميركي، أشار إلى حصول تغيّر كبير في المزاج العام، وتحديدًا في الحزب الديمقراطي، لدرجة قيل إنّ هذا خطاب جمهوري للحزب الجمهوري.
نتنياهو معني بعودة ترامب إلى البيت الأبيض
وفي السياق نفسه، لاحظ أنّ محطة تلفزيونية مثل “سي إن إن” كانت معبّأة ضد خطاب نتنياهو بشكل واضح، مشيرًا إلى أنّ الأميركيين كانوا يتوقعون أن يطرح شيئًا بالنسبة للحلول وهو ما لم يحصل، بل على النقيض، تحدّث بتعالٍ وغرور حتى إزاء الولايات المتحدة، وقال إنّ إسرائيل تعرف مصلحة الولايات المتحدة، وأنها يجب أن تكون إلى جانبها.
وأشار إلى أنه قال كلامًا واضحًا في نقد إدارة بايدن حين قال إن الأسلحة لا تصل بالسرعة اللازمة، ليخلص إلى أنّ الغطرسة التي تحدّث بها نافرة ومنفّرة، معربًا عن اعتقاده بأنّ نتنياهو معني بعودة ترامب إلى البيت الأبيض لأنه يعرف أن الحزب الديمقراطي تغيّر، مع تشديده على أنّ هذا التغيير لا يعني أن الحزب الديمقراطي أصبح مع الحقوق الفلسطينية، ولكن أصبح هناك نفور وابتعاد عن نتنياهو.
وفي ما يتعلق بموقف يهود الولايات المتحدة على هذا الصعيد، لفت بشارة إلى أنّ هؤلاء في غالبيتهم الساحقة من المعسكر الثقافي الذهني المخالف لترامب، مضيفًا أنّ الغالبية الساحقة للجالية اليهودية هي ضده ولديها موقف من تقارب نتنياهو معه.
وأوضح أن التقارب الذي حصل بين نتنياهو وترامب في مرحلة رئاسة ترامب نفّر الكثير من الشباب اليهودي من السياسة الإسرائيلية، وهذا كان أحد أسباب تعاطف الشباب اليهودي مع القضية الفلسطينية والابتعاد عن التعصب لإسرائيل.
لكنّه لفت أيضًا إلى وجود متموّلين يهود داعمين لترامب، بسبب موقفه من الضرائب وأيضًا موقفه من إسرائيل “ومن هؤلاء ناس متعصبون لا يريدون من ترامب فقط أن يقف مع إسرائيل إذا ما انتُخِب، ولكن يريدونه أيضًا أن يدعم ضمّ الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية لإسرائيل”.
وقال بشارة إنّ ترامب يَعِدهم بذلك من تحت الطاولة، ويقول إنه سيذهب بعيدًا هذه المرة، علمًا أنّ خطة أبراهام للسلام كان ضمن بنودها أنّه يجب ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل بحيث تبقى المستوطنات كما هي وتسيطر إسرائيل على الطرق المؤدية إليها. وأضاف “هم قالوا إنه إذا لم يتعاون الفلسطينيون مع هذه الخطة فسيمضون بتنفيذها من طرف واحد، وهذا يعني دعم إسرائيل في ضم الكتل الاستيطانية من طرف واحد”.
وأعرب بشارة عن اعتقاده بأنّ كل الممارسات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في الضفة الغربية هدفها الوصول إلى الضم وليس الاكتفاء بإدارة ذاتية وسلطة واستيطان، مشيرًا إلى أنهم يعتقدون أن ترامب سيدعمهم في ذلك، كما أنّ نتنياهو يعتقد أن ترامب قد يكون شريكًا في ذلك، “وهنا خطورة ترامب”.
فلسطين في انتخابات أميركا.. “المرّ والأمرّ”
وردًا على سؤال عن موقع القضية الفلسطينية في السباق الرئاسي الأميركي بين ترامب وهاريس، قال بشارة “هناك مرّ وهناك أمرّ”، لكنّه أكد وجود فارق بين “المرّ والأمرّ”، على حدّ وصفه.
وقال “لدينا مشكلة كعرب مع ذواتنا، حيث ننظر دائمًا إلى العامل الخارجي، من دون أن نفكّر بما نفعله نحن”، مضيفًا “الولايات المتحدة لن تكون مع طرف ليس هو مع نفسه، في حين هنالك دول عربية وأنظمة عربية تتقبل الإملاءات الأميركية كما هي”.
وذكّر بما شهدته القضية الفلسطينية في مرحلة رئاسة ترامب، بدءًا من موجة التطبيع الكبيرة التي قادها، وصولا إلى الاعتراف بضم القدس إلى إسرائيل ونقل السفارة والاعتراف بضمّ الجولان، كما أنه كان يوجّه الإملاءات للدول العربية بهذه الشؤون.
ولفت إلى أنّ بايدن لم يقم بتغييرات كبيرة وحاول أن يستمرّ بمسار التطبيع، الذي كان ترامب وضع أسسه، حين أظهر أنّه بالإمكان تهميش قضية فلسطين. وقال “بايدن مضى في هذا الطريق وكان يعتقد أنه صحيح، لكنهم الآن جميعهم يدركون أنه بدون حل قضية فلسطين لا يوجد شيء”.
وشدّد على أن عبء الإثبات يبقى على عاتق الفلسطينيين، “فإذا كان الشعب الفلسطيني موحّدًا في إرادة موحّدة، وإذا أظهرت الشعوب العربية ذلك ولم تسمح لهذه الأنظمة بمواصلة نهج التطبيع على حساب الشعب الفلسطيني، يمكنها أن تؤثّر، وإلا فإنّ المخطط سيمرّ”.
ولذلك، أشار إلى أنّه يعلق أهمية كبيرة على كيفية تصرف الشعوب العربية في الضغط على أنظمتها، وكذلك على الشعب الفلسطيني وقواه السياسية إذا كانت قادرة على بلورة إرادة موحدة، منبّهًا إلى أنّه “من دون ذلك يمكن أن تمرّ الأمور”.
إعلان بكين.. هل يقود إلى مصالحة فلسطينية؟
وفي سياق حديثه، توقف د. بشارة كذلك عند جولة المصالحة الفلسطينية في بكين، حيث أعرب عن اعتقاده بأنّ “لا بوادر حقيقية على أن إعلان بكين سيقود إلى وحدة وطنية فلسطينية”.
وقال إنّ كثيرين توقفوا عن النظر بجدية إلى لقاءات المصالحة الفلسطينية المتنقلة من عاصمة إلى أخرى، مشيرًا إلى أنّ المضمون الذي خرج به إعلان بكين ممتاز، وجزء منه كانت ترفضه السلطة الفلسطينية سابقًا، لكن حصل تغيّر مفاجئ بقبوله، ربما لعدم إغضاب الصين.
لكنه لفت إلى أنّ التصريحات والمواقف في اليوم التالي للإعلام لم توحِ بأنه سيقود إلى الوحدة الفلسطينية المنتظرة، بل بدا على النقيض أنه مجرد بيان لا يؤدي إلى وحدة حقيقية.
وشدّد بشارة على أنّ المطلوب الآن وليس بعد الحرب، وحتى يكون لدى الشعب الفلسطيني خطة لليوم التالي، “أن تكون هناك حكومة وفاق وطني موافق عليها من المقاومة ومن السلطة الحالية، قادرة على إدارة غزة، بحيث لا تبقى أي حجة للاحتلال الإسرائيلي للبقاء هنا، وفق ما يخطط”.
وفيما لفت إلى وجود حديث عن مفاوضات تجريها إسرائيل مع السلطة الفلسطينية بشأن استلام معبر رفح، قال: “لا يجوز أن نكون في هذا الوضع إطلاقًا”، مضيفًا: “يجب أن تكون هناك حكومة وفاق وطني وأن تكون لها مرجعية سياسية هي منظمة التحرير التي تمّ تهميشها وتحويلها إلى مجرد أداة أو دائرة من دوائر السلطة، في حين يجب أن تكون هي مرجعية السلطة”.
وطالب بشارة بإعادة منظمة التحرير لتكون قادرة على القيام بمهمة كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مشدّدًا على ضرورة منع استبدالها بأيّ جسم آخر. وأضاف “السلطة غير حرّة ومقيّدة، ولذلك يجب أن يكون هنالك جسم متحرر من ذلك وفي الحقيقة متحرر من أوسلو وأن يشمل جميع القوى الفلسطينية بما في ذلك القيادات السياسية للمقاومة الفلسطينية”.
السلطة الفلسطينية في الضفة.. أبعد من التنسيق الأمني
كما توقف المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عند المشهد المتعاظم في الضفة والعمليات النوعية التي تجري فيها، ودور السلطة في هذا السياق، حيث لفت إلى أنّ السلطة غير قادرة على فعل شيء يتجاوز سقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
استنادًا إلى ذلك، لاحظ بشارة أنّ الخطوات التي تقوم بها إسرائيل تتجاهل السلطة وإلى حد بعيد فيها إشارات إلى إمكانية الاستغناء عن السلطة، موضحًا أنّ إسرائيل تقوم بالوظائف الأمنية بنفسها، وهي تقوم بعمليات تمشيط في كل مكان من دون الاعتماد على السلطة.
ولفت إلى انّها تعتمد على السلطة لأخذ معلومات فقط عن الناس وعن المقاومين، مشيرًا كذلك إلى أنّه أصبح كل مواطن يستطيع أن يتواصل مع الجهات المعنيّة مباشرة للحصول على عمل من دون المرور بالسلطة.
وفي السياق نفسه، لفت إلى أنّ إسرائيل تقوم بشكل واضح بتغيير قواعد التعامل مع الأسرى الفلسطينيين في السجون على نحوٍ يتعرض فيه الأسرى لما لم يتعرضوا له منذ العام 1967، منبّها إلى أنّ السجون الإسرائيلية أصبحت من أسوأ السجون في العالم حتى إن الناس يموتون تحت التعذيب فيها.
كما لفت أيضًا إلى محاولة القضاء على دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، منوّهًا في المقابل بقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير حول الاحتلال الإسرائيلي، مشدّدًا على أنّ من واجب السلطة أن تتابع تنفيذ هذا القرار. وقال “تخيّلوا لو أنّ منظمة التحرير قائمة وتتابع الآن مثل هذا القرار أو تطرح أمام العالم خطتها لليوم التالي في غزة، هذا طبعًا وضع مختلف تمامًا”.
سيناريوهات التصعيد الإقليمي من لبنان إلى اليمن
وفي ختام اللقاء، تطرق د. بشارة إلى احتمالات الحرب الشاملة في المنطقة، خصوصًا بعد ضرب ميناء الحديدة، وعملية مجدل شمس التي تتهم إسرائيل حزب الله بالوقوف خلفها.
وفيما لفت بشارة إلى أنّ حزب الله نفى ضلوعه في هذا الهجوم، ولاحظ أنّ هناك أدلة كثيرة على عدم قيام الحزب بعمليات مشابهة طيلة الأشهر العشرة الأخير، توجّه بالتعازي إلى أهل مجدل شمس نتيجة لما حصل.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ التصعيد على الجبهة الشمالية وارد إن كانت هذه العملية حجّة أو سببًا، لكّنه رجّح ألا يؤدي ذلك إلى حرب، لأنّ المقاومة في لبنان وإسرائيل أرسيا معادلة في الآونة الأخيرة، وهي رفع مستوى قواعد الاشتباك، بمعنى أن التصعيد يقابله تصعيد من دون الوصول إلى حرب.
وحول ما إذا كان الموضوع يمكن أن يخرج عن السيطرة، ويصل إلى حرب، قال بشارة إن كل الاحتمالات مفتوحة “لكن بالتأكيد هناك تصعيد متبادل”.
ورأى أن إسرائيل متضرّرة من كلّ ما حصل في الجبهة الشمالية منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مسجّلاً أنّه لم يحصل أنهم أفرغوا هذا العدد من هذا السكان كل هذه المدة.
ولفت بشارة إلى أنّ الأمر نفسه يسري على الجبهة مع الحوثيين، حيث لم تتوقع إسرائيل أن يحصل ما حصل، مشيرًا إلى أنّه من الصعب توقع كيف يمكن أن تتطور الأمور.
وخلص إلى أنّه من المبكر الحكم على كل هذه السيناريوهات، “لكن الواضح أنه طالما الحرب في غزة مستمرة عوامل التصعيد الإقليمي قائمة”.
“}]]