[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“نجهز أنفسنا ونتزين ونتعطر قبل لقاء العدوّ.. لأنّنا سنلقى الله عز وجلّ، بإذن الله شهداء مقبلين غير مدبرين، وإن قدّر الله عز وجلّ لنا الحياة، فستكون حياتنا إن شاء الله في سبيل الله، وسُنري عدونا من بأسنا”.
بهذه الكلمات الممتلئة بالعزّة والصمود والثقة المطلقة بالنصر في المعركة، ترك الشهيد عبادة صقر أبو هيّن رسائل بليغة في حبّ الجهاد والشهادة في سبيل الله، والاستعداد لها على أكمل ما يكون عشاق الجنّة بكامل حلّتهم، وكأنّك حين تستمع لرجلٍ من الأجيال الأولى من الصحابة والتابعين الذين صدقوا الله فصدقهم.
قصة أسد الشجاعية
يقول ياسر أبو هين عم الشهيد عبادة في تصريحاته لـ المركز الفلسطيني للإعلام: إنّ عبادة ظلّ مرابطا صامدا منذ بداية الحرب في الشجاعية ولم يغادرها ولو ليومٍ واحد، وفي شهر ١١ أصيب وبقي تحت الأنقاض أسبوعين أو ثلاثة وهو مصاب، حتى أنّه أشيع عنه في حينه أنه استشهد.
وتابع بالقول خرج بعد أكثر من أسبوعين وتشافى بعد أن تمّ علاجه، ورجع للميدان مرة أخرى.
وأشار إلى أنّ أهله وأصحابه تعرفوا عليه من خلال مقطع فيديو بثته كتائب القسام عن حياة المجاهدين في الشجاعية، وهو يتزين ويتعطر مستعدًا إلى لقاء الله مقبلاً غير مدبر.
ويصفه أبو هين، بالقول: إنّ الشهيد شخصية محبوبة هادئة ضحوكة ومتزنة، أصيب عدة مرات خلال انخراطه في المقاومة والتدريب مع القسام.
ويلفت إلى جوانب من شخصية عبادة كان لها الأثر البالغ فيمن حوله، فيقول: رحمه الله كان ناشطًا بقوة في منطقة الشجاعية بأكثر من ميدان ومجال، في المجالات الدعوية والمجال الشرعي والوعظ والإرشاد، فهو كان بالإضافة لمشاركته بالعمل العسكري في صفوف كتائب القسام، إمام مسجد الشيخ أحمد ياسين، وتحمّل مسؤولية الإمامة بعد استشهاد شقيقه الأكبر أسامة في حرب ٢٠١٤ حيث كان إمامًا للمسجد.
وينوه أبو هين، إلى أنّ الشهيد عبادة – رحمه الله – كان متبحرًا في العلم الشرعي، ويحمل شهادة الماجستير في الحديث الشريف.
ويلفت إلى أنّه كان صاحب صوتٍ جميل، ويؤم مساجد غزة في رمضان، ويتم استدعاءه للإمامة في صلاة التراويح في كل أحياء مدينة غزة وخارجها.
وبكلماتٍ ممزوجة بالألم والفخر في الوقت ذاته يقول عمّه: ودعنا اليوم ابن شقيقي الكبير صقر.. الشهيد القائد عبادة صقر أبو هين “أبو يحيى”.
وينوه إلى أنّ عبادة الشهيد الثالث لشقيقي صقر خلال الحرب حيث لحق بأخويه حمزة وأحمد، سبقهم في حرب ٢٠١٤ ابنه البكر المهندس أسامة وابنته هالة وزوجها أسامة خليل الحية و٤ من أولادهما.
ويتابع ممتدحا خصاله الحميدة: عبادة رحمه الله شخصية فريدة في هدوئه واتزانه وعقليته وانتمائه وعلمه وثقافته.
ويقول: ما عرفت أكثر منه اخلاصا وانتماء وحبا للجهاد وإقداما عليه.
كما يصفه رحمه الله بالقول: إنّ قلبه جميل مثل وجهه المنير، تزوج أرملة أخيه أسامة وتحمل المسؤولية عن أسرته مبكرا وقام على تربية أبناء الشهيد خير تربية.
ويختم بالقول: تعرفه ميادين الجهاد وساحاته ليس في الشجاعية فحسب، بل تشهد له حارات غزة وأحياؤها، أبكانا رحيله كما كان عبادة يبكينا بصوته القرآني العذب في ليالي رمضان.
له الرحمة والقبول، ولوالده صخرة الصمود الصبر والسلوان.
أمّه الخنساء الصابرة المحتسبة
وفي مقطع فيديو لمقابلة مع والدة الشهيد، وبثباتٍ عزّ نظيره رغم ألم الفقد واحزان الوداع التي تملؤ عينيها، تقول: استشهد لي عبادة أبو هيّن.. زهرة من الزهرات.. نوّارة، كان الكل يحبه في المنطقة، استشهد وهو يقاتل في سبيل الله، ربنا يتقبله مع الشهداء.
وتضيف أم عبادة: هذا خامس أبنائي الشهداء، ابنة وأربع أبناء، وهو الوحيد الذي سأراه، لأنّ جميعهم هدمت البيوت عليهم وما استطعنا أن نودعهم.
وتعبّر عن فرحها: أنا سعيدة أنّي سأودعه.. الله يرحمه.. الله يرحمه.. ويتقبلهم في الشهداء والصالحين.
وتستدرك بالقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، كل العالم متخاذل لكن ربنا معنا، ونحن متأملين في وجه الله سبحانه وتعالى، ولا نتأمل من أحد أن يعمل لنا شيئًا، وربنا هو الذي سيفصل إن شاء بيننا وينصرنا وهذا حالنا بدنا نقدم شهداء واحنا صابرين والله صابرين ما راح نطلع من هذه البلد، وغير ندافع عن حقوقنا، وإذا ولادي ما رجعوا حقهم، غير ولادهم يرجعوا حقهم ان شاء الله بإذن الله.
وتتابع حديثها: ربيناهم على الجهاد، وهو اسمه عبادة على اسم الصحابي عبادة بن الصامت، وحمزة على اسم سيدنا حمزة بن عبدالمطلب، وأحمد على اسم رسولنا صلى الله عليه وسلم، وسمّيت أسامة كذلك (الصحابي) الذي قاد الجيش إلى القدس.
وتختم بالقول: ربيتهم على الجهاد في سبيل الله وماتوا وهم مرابطين ثابتين والحمد لله رب العالمين، موجهة رسالة الصمود في نهاية حديثها: بدنا نصمد ونصبر، وربنا معنا سينصرنا ومهما سقط على هذه الأرض.
وتداول المدونون والنشطاء مقاطع لخطب ودروس الشهيد عبادة أبو هين، وهو يتحدث عن الشهداء وكراماتهم وما يكتب لهم من الأجر والثواب يوم القيامة، وأنّهم أحساء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله.
ويقول رحمه الله: إنّهم – أي الشهداء – لا خوف عليهم فإنّهم في جوار ربٍ كريم، فلا يحزنون على أهلهم ولا على ذويهم لأنهم سيشفعون لهم عند الله يوم القيامة.
وعبّر المدونون عن حزنهم على ألم فقد الشهيد الشيخ القائد عبادة أبو هين، فيقول المدوّن عزالدين أبو عمر : أتعلم من يكون ذلك المقاتل الذي خرج في فيديو القسام، يمشط شعره و يتزين للقاء الله، الشهيد الأنيق العابد الزاهد: عبادة صقر أبو هين أبو يحيى ، أسد من أسود الإسلام العظيم في حي الشجاعية ،هنيئاً لك الشهادة يا حبيب.
أمّا المدون الدكتور هاني الدالي يقول في حق الشهيد – رحمه الله – صدق الله فصدقه.
يقول أحد المدونين: يا الله! انظروا يا شباب من رأيناه يتزين للقاء الله!؟ بطل جديد وقدوة جديدة للأمة من شجاعية العز.
وينوه إلى انه “عبـاده صقر أبو هين”.. حامل القران والسيف ، المقاتل بكلام الله ، بصدرٍ وعى كلام ربه فأذاب الله له الحديد. حمل القران وعمل به.. فيا طوبى لغزة بهم!
وتابع بالقول: ولو سألت عن السر خلف هذا المشهد والمنظومة الفدائية الفريدة فهـو “الأم المسلمة الصالحة” التي تربي أولادها على الجــهاد في سبيل الله.
وأضاف: انظروا لأمه رضي الله عنها، وثباتها ، وهي تتحدث عنه.. وهو خامـس ابناءها الشـهداء بعد زوجها!
ويواصل بالقول: يا شباب الاسـلام هـؤلاء هم القـدوة الصالحة، انشأوا ثغوراً تسمى “بيوتاً مسلمة”، واختاروا زوجـاتٍ يربـّوا أولادكم ليكونوا مثلهم، فوالله من هنا يُنصر الإسلام، “أولئك الذين هـدى اللهُ فَبِـهُداهُم اقتدِه”.
“}]]