بيت لحم -PNN- قررت حكومة الاحتلال، بقيادة بنيامين نتنياهو، سحب الوفد المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة، بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت القناة 13 العبرية أن القرار جاء نتيجة الجمود الكامل في المباحثات، حيث نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: “نحن مستعدون لإعادة الوفد إذا حدث أي تقدم. حتى الآن، حماس ما زالت تطالب بإنهاء الحرب”.
من جانبها، أشارت القناة 12 العبرية، إلى أن انسحاب الوفد جاء بسبب إصرار حماس على الحصول على ضمانات أميركية بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه “إسرائيل” في المرحلة الحالية.
ورغم وجود الوفد الإسرائيلي في الدوحة منذ أكثر من عشرة أيام، لم تُعقد أي اجتماعات مع الوسطاء منذ السبت الماضي، في ظل ما يصفه محللون بمحاولة من نتنياهو لـ”شراء الوقت” لمواصلة عدوانه على غزة، مع الإيحاء داخليًا وخارجيًا بجديته في التفاوض.
وفي سياق ردود الفعل، أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة عن ألمها الشديد عقب إعلان الانسحاب من المفاوضات، وقالت في بيان نُشر على منصة “إكس”: “الألم مستمر منذ 594 يومًا، لكننا لن نيأس وسنواصل النضال حتى عودتهم جميعًا”.
وأضافت العائلات: “لا نملك امتياز التخلي عن أحبائنا… لن تنجح محاولات تقديم نصر زائف، فلن يكون هناك نصر طالما بقي مختطف واحد في غزة”.
وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة جهود الوساطة بين الطرفين. ووفق الإعلام العبري، فإن المقترح الأميركي المسمى “مخطط ويتكوف” – المنسوب إلى مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب – يشمل إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء وتسليم جثامين نصف القتلى مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.
لكن حركة حماس، وفق ما نقلته القناة 13 العبرية، تتمسك بمطلب إنهاء الحرب بالكامل، وهو ما اعتبرته شرطًا أساسيًا للدخول في أي اتفاق، مؤكدة أنها مستعدة لإطلاق الأسرى “دفعة واحدة”، مقابل انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
في المقابل، يواصل نتنياهو رفض المطالب الفلسطينية، متمسكًا باستمرار الحرب ونزع سلاح الفصائل، وسط اتهامات من المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى له بـ”إدارة المفاوضات وفق حسابات سياسية شخصية، وإرضاء الجناح اليميني المتطرف في حكومته”.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه غزة تصعيدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية، ما يزيد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، داخليًا وخارجيًا، للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للمأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.