[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
تتواصل ارتدادات استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون حاليفا من منصبه بعد الاعتراف بالمسؤولية عن الفشل في مواجهة “طوفان الأقصى” يوم السابع من أكتوبر، ليلحقه المزيد من الجنرالات، الذين بدأ استشعار قرب سقوطهم مثل “أحجار الدومينو” تباعًا في ضربةٍ جديدةٍ للكيان الهش العاجز عن تحقيق أي إنجازٍ حقيقيٍ بعد ما يزيد عن مائتي يومٍ من العدوان المتواصل على غزة.
كرة الثلج تتدحرج
ويرى محللون ومراقبون أنّ “كرة الثلج” التي بدأت باستقالة حاليفا سوف تكبر ويتساقط مع تدحرجها كبار جنرالات الكيان الصهيوني في قادم الأيام، وفقًا لما أكدته تقارير الصحافة العبرية التي كشفت جانبًا من الهزيمة التي كرسها طوفان الأقصى في أوساط جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، ليبدأ تدفيع الثمن لهم جميعًا ولن يكون نتنياهو بعيدًا عن اللحاق بهم.
الكاتب والمحلل السياسي أحمد منصور رأى في استقالة حاليفا “بداية سقوط عصابة القتلة” في إسرائيل، لا سيما بعد إعلانه تحمله مسؤولية إخفاقات هجوم 7 أكتوبر.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد، إنّ سلسلة السقوط بدأت بحليفا، فبعد ان أغرق “طوفان الاقصى” الجنرال اهارون حاليفا قائد جهاز الاستخبارات في جيش الاحتلال الاسرائيلي، ودفعته للاستقالة الثلاثاء، كشفت هيئة البث كان (القناة 11) استقالة الجنرال يهودا فوكس قائد المنطقة الوسطى- الضفة الغربية ليغرق في امواج الضفة الغربية التي وعد بكسرها في عملية “كاسر الأمواج” لدى توليه منصبة في العام 2021.
ولفت عياد في مقالة له، رصدها المركز الفلسطيني للإعلام، أنّ الضفة الغربية اضاعت احلام الجنرال فوكس كما اضاعت عكا مستقبل نابليون واحلامه في الشرق بعد فشل حصاره لها في لعام 1799، ورغم محاولات رئيس الاركان الجنرال هرتسي هاليفي ثني الجنرال فوكس عن الاستقالة، وإغرائه بتولي منصب نائب رئيس الاركان الا انه اصر على الاستقالة التي ستصبح نافذة في اب/ اغسطس من العام الحالي، لينتهي بذلك مستقبله العسكري والسياسي على الارجح.
ضحايا الجنرالات في الضفة كما غزة
وقال عياد، إنّ ضحايا المقاومة الفلسطينية من الجنرالات في الضفة الغربية لا يختلفون عن ضحاياها في قطاع غزة؛ إذ يتوقع ان يستقيل اربعة من الجنرالات الكبار خلال الايام والاسابيع المقبلة من ضمنهم رئيس الاركان نفسه هرتسي هاليفي، فـ”الطوفان” أغرقهم كما أغرقت امواج الضفة الجنرال فوكس الذي بات عاجزا امام صلابة المقاومة في الضفة، وفشل المؤسسة السياسية الاسرائيلية في الآن ذاته.
كما لفت إلى أنّ “الانهيارات المتتابعة في جيش الاحتلال لن تقتصر على قطاع غزة والضفة الغربية؛ إذ من الممكن ان ينضم اليها جنرالات الجبهة الشمالية المحاذية للحدود اللبنانية قريبا؛ فعدوى الاستقالات والهروب من المسؤولية، ونقلها الى آخرين مرض يتفشى في اركان المؤسسة العسكرية والامنية، تفاقمه المخاوف من الملاحقات القضائية والجنائية الدولية التي ستحقق في جرائم الحرب الاسرائيلية في المحاكم المحلية والدولية”.
ونوه إلى أنّ “غرق الجنرال فوكس في أمواج الضفة الغربية يعكس الفشل في الاستراتيجية السياسية والعسكرية للاحتلال الاسرائيلي، وغياب الرؤية السياسية لدولة الاحتلال، فجيش الاحتلال يعاني من فوضى داخلية تعكس تفكك بناه الداخلية التي تعاني من ضغوط سياسية وانقسامات فكرية لا تعكس التماسك الظاهر التي يبدو عليها”.
وأشار عياد إلى أنّ التناقض يظهر بجلاء في استطلاع الرأي الذي اعدته جامعة رايخمن في تل ابيب، واشار الى ان 87% من المجتمع الاستيطاني في فلسطين المحتلة يثقون بجيش الاحتلال، وفي الآن ذاته يرغب خمسهم في مغادرة فلسطين والحصول على جنسية جديدة.
وختم عياد بالقول: إنّ التناقض والفوضى في المؤسسة العسكرية منعكس بوضوح في المجتمع الاستيطاني في فلسطين المحتلة؛ فالقادة يغرقون واحد تلوا الآخر في “طوفان الاقصى”، وأمواج المقاومة في الضفة الغربية التي نزعت الثقة من جيش الاحتلال والقادة السياسيين في الآن ذاته، وهي حقائق يخفيها الاعلام الحربي الاسرائيلي، ويحاول إخفاءها بمناورات سياسية، ومراجعات داخلية وهمية.
القادم أصعب
من جانبه قال الإعلامي شريف منصور:يبدو أن إستقالة (أهارون حاليفا) رئيس الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) علي خلفية عملية 7 أكتوبر المجيدة،ستجر وراءها استقالات أخرى لقادة كبار في جيش الإحتلال.
ونوه منصور إلى أنّ تداعيات زلزال 7 أكتوبر كبيرة وعميقة علي الكيان الإسرائيلي، والقادم أصعب عليهم وعلى نتنياهو.
بداية تأثير الدومينو
أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية أنّ استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أهارون حاليفا، “لن تكون الأخيرة” بين كبار ضباط الاحتلال، متحدثةً عن تأثير “الدومينو”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ حاليفا هو أول عضو في هيئة الأركان “لـلجيش” الإسرائيلي العامة، يستقيل بسبب إخفاقات يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكشفت أنّ هناك ضباطاً كباراً آخرين، بما لا يقل عن 4 برتبة عقيد، على مستوى قادة الوحدات الميدانية، أبلغوا رفاقهم بنيتهم الاستقالة، من بينهم قائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد.
ولفتت إلى أنّ جنرالاً آخر في هيئة الأركان العامة اختفى أيضاً عن أعين الجمهور في الأشهر الـ 6 الماضية، وهو رئيس شعبة الإستراتيجية وإيران، إليعازر توليدانو، الذي قاد فرقة غزة، وبعد ذلك مباشرة تولّى القيادة الجنوبية.
وأوضحت أنّ معضلة المستقيلين المحتملين تتعلق بالتوقيت، إذ قد تعجل هذه الاستقالات من انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية، “ولا سيما في ظل انسحاب معظم القوات من قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة”.
وذكرت الصحيفة أنّ استقالة حاليفا وغيره من كبار المسؤولين، يطرح معضلة مواجهة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، صعوبةً في إعادة تجميع هيئة الأركان العامة، ومن ثم الاستقالة، لأنه من المعتاد على رأس “الجيش” الإسرائيلي أن يقوم أي رئيس جديد للأركان، أن يضم إلى الأركان “قسماً لا يستهان به من الجنرالات في المراحل الأولى من ولايته، وفقاً لتصوره وخططه”.
تفاعلات متوقعة خلال الصيف
وفي تداعيات استقالة حاليفا على المشهد الإسرائيلي الأمني والعسكري، يعتقد المراسل العسكري للموقع الإلكتروني “واللا” أمير بوحبوط أن استقالته ستتدحرج داخل الجيش، وهي رسالة إلى رئيس الأركان هليفي، مفادها أن الجمهور الإسرائيلي لم ينسَ وأن عليه الاستقالة من منصبه فورا لدوره ومسؤوليته عن الفشل، وكذلك الإخفاق في جهوزية الجيش لحرب متعددة الجبهات.
وأوضح المراسل العسكري أنه لن تتمكن أي حيلة أو مراوغة من إعفاء رئيس الأركان والجنرالات الآخرين من مسؤولية الفشل في مواجهة 7 أكتوبر.
وقدّر بوحبوط أنه بعد انتهاء عيد “الفصح” اليهودي في الأسبوع المقبل سيشهد الجيش الإسرائيلي ورئاسة أركانه موجة استقالات ستتواصل خلال أشهر الصيف، بين عدد من كبار المسؤولين والضباط على خلفية الفشل نفسه، مشيرا إلى إعلان قائد القيادة المركزية يهودا فوكس نيته التقاعد من الجيش في أغسطس/آب المقبل.
وأشار المراسل العسكري إلى أن الإخفاق في 7 أكتوبر، الذي لا يزال يتسبب في النزيف على عدة جبهات قتال، يلزم المستوى السياسي، وكذلك رئاسة هيئة الأركان، وأجهزة الاستخبارات للوقوف أمام الجمهور الإسرائيلي، وتحمل المسؤولية والسير على خُطا حاليفا.
وبرأيه، فإن “مجرد بقائهم في مناصبهم والاعتقاد أنهم سيترقّون يضر ويمس بالجيش، ويضع مستقبل إسرائيل على المحك”.
“}]]