صندوق الأشلاء بمجزرة “حفصة”.. فصلٌ جديدٌ برواية الألم والصمود الغزيّ بوجه الإبادة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

على الرغم من إصرار الاحتلال بآلته الحربية وصواريخه الإجرامية كسر إرادة الصمود التي تحلّى بها أهل غزة لقرابة العام، والسعي لتضييق الخناق عليهم عبر التركيز على استهداف مراكز الإيواء والمدارس التي تُعدّ الملاذ الأخير للنازحين، عبر ارتكاب العديد من المجازر البشعة التي ارتقى فيها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، إلا أنّ الردّ كان يأتي غالبًا مزلزلًا للاحتلال رغم الوجع والألم: “أروح الشهداء فداء للمقاومة”.

هكذا يظهر شابٌ بعمر الزهور، بعد المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة حفصة في الفالوجا، وراح ضحيتها عددٌ من أهله وذويه، ليصرح بهمّة وعزمٍ تناطح عنان السماء: “والله فداء للمقاومة.. كل أرواح الشهداء مش خسارة فداء للمقاومة.. فداء الضيف وفداء للسنوار”.

ماذا قال شهداء مجزرة مدرسة حفصة بالفالوجا بمدينة غزة؟ pic.twitter.com/VUNJBCSF6j

— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) September 26, 2024

ويؤكد هذا الشاب أنّ من رحل من الشهداء كانوا على الطريق ذاته يرفعون الشعار ذاته ويؤمنون به ويعتقدونه حتى تحقيق النصر على الاحتلال الغاشم، فيقول: “والله الشهيد قالها قبل أن يستشهد فدى المقاومة رحمة الله عليهم جميعا”.  

ورغم دماء أبنائهم والوداع الذي يحرق القلوب والأرواح، تتعهد الأمّهات في أكثر من مشهد رصدته كاميرات الصحافة بأنّ الثأر من جيش الاحتلال قادم وأنّه سيدفع الثمن لا محالة.

وعلى الرغم  من خبزٍ ملطخٍ بالدمّ، وحكايا مؤلمة يرويها الشهود على المجزرة، لمن كانوا يعجنون الألم ويخبزون الوجع، ليكتبوا قصة الصمود التي يسطرها اهل غزة، تسطر المجزرة في مدرسة حفصة في الفالوجا، شهادة أخرى على قصة صمود ترى فيها كل الفصول التي تكتبها الحرب الغاشمة بالدماء، ويوثقها الصحفي إسلام بدر في أربعة دقائق كملخص يتشح بالصبر والقهر، الوداع .. الغضب .. الفقد .. الصمود ..

ليؤكد بدر في روايته المصورة والموثقة بدمائها وكل ما فيها من ألم: “هذه غزة وهؤلاء ناسها بلا رتوش”.

الصندوق الأسود للصمود

يدوره أكد المتحدث باسم الدفاع المدني الرائد محمود بصل أنّ الاحتلال ما زال يستهدف مراكز الإيواء والمدارس التي تعتبر شيئًا رئيسيا يعتمد عليه بعد تدمير منازل أهل غزة وإخراجهم منها.

المتحدث باسم الدفاع المدني الرائد محمود بصل يكشف “للأقصى” تفاصيل جريمة الاحتلال البشعة في مدرسة حفصة بمنطقة الفالوجا بجباليا شمال قطاع غزة pic.twitter.com/7XjO0RNH5I

— Jamal Salem 🇯🇴 🇵🇸 🇱🇧 🇾🇪 (@Jamal_A_Salem) September 26, 2024

ويتابع بالقول: بالتالي لم يبق للمواطن أي مكان يلجأ إليه سوى هذه المدارس والاحتلال الإسرائيلي يقصف حتى اللحظة المدارس، ونتحدث عن مدرسة الفالوجا في جباليا، التي استهدفها الاحتلال وأدى ذلك كحصيلة أولية لارتقاء ١٥ شهيدًا منهم أطفال، ومنهم نساء.

هل تشاهدون قطعة القماش البيضاء هذه جيدا ، تحتمي تحتها سيدة نازحة بعدما قصفت خيمتها فجأة، فلم يبقى لها سوى قطعة القماش البيضاء ، تمسكت بها بشدة.،لتتشبث بالكرامة وستر عراها صمتكم وخذلانكم pic.twitter.com/yDalooTMy8

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) September 27, 2024

وأضاف أن هناك كميات كبيرة من أشلاء المواطنين، وهناك مفقودون، وما زالت عمليات البحث التي تقوم بها طواقم الدفاع المدني والطاقم الطبية متواصلة.

من وسط الدمار والشهداء
شاهد عيان يروي تفاصيل المجزرة التي ارتكبها الاحتلال على مدرسة حفصة شمال قطاع #غزة.

تصوير : موسى سالم pic.twitter.com/xfYPT7x566

— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) September 26, 2024

وأشار إلى أن الاحتلال استهدف عددًا كبيرًا من المدارس في شهر أيلول وشهر أغسطس، وهناك تركيز واضح من الاحتلال في استهداف المدارس.

#عاجل
طائرات الاحتلال تستهدف مدرسة حفصة في الفالوجا غرب مخيم جباليا شمال غزة، مخلفةً عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى بين آلاف النازحين الذين لجأوا إليها. pic.twitter.com/jeu0QCQoQ3

— Islam Bader | إسلام بدر (@islambader1988) September 26, 2024

وأكد الناطق باسم الدفاع المدني أنّ المطلوب من المنظمات الدولية أن تقف أمام مسؤولياتها في حماية هؤلاء الأطفال والنساء والمواطنين المتواجدين في قطاع غزة.

#عاجل
طائرات الاحتلال تستهدف مدرسة حفصة في الفالوجا غرب مخيم جباليا شمال غزة، مخلفةً عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى بين آلاف النازحين الذين لجأوا إليها. pic.twitter.com/jeu0QCQoQ3

— Islam Bader | إسلام بدر (@islambader1988) September 26, 2024

أحد مرتبات الدفاع المدني، قال في تصريحات صحفية: “عاجزون عن إحصاء عدد الشهداء، فالمجزرة مروعة ويتم انتشال الشهداء كأشلاء، بعد مجزرة بحق الآمنين في مدرسة الفالوجة، انتشلنا عشرات الشهداء من أطفال ونساء والجثامين كأشلاء”.

“الجثامين مقطعة إلى أشلاء”.. مسؤول في الدفاع المدني يصف المشهد المأساوي عقب قصف مدرسة حفصة المليئة بالنازحين في غزة@islambader1988 pic.twitter.com/ErcNr68pRH

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 26, 2024

أما ميّ طاهر فتقول: 356يوم ومازالت المجازر والإبادة مستمرة.. إلى متى هذا الصمت وهذا الخذلان حسبنا الله ونعم الوكيل 😭 💔 أشلاء ودماء وبقايا بشر! حالُ غزة في كلّ يوم من أيّامها.

تفاجأت بكلمات هذه المواطنة أثناء تغطيتنا للمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال.
سنظل نحمل هذه الأمانة ما حيينا، نحن عين أهلنا وصوتهم، وجعنا واحد، وأملنا جميعًا أن يصل صوتنا وأن يحدث حراك حقيقي يوقف هذه الجرائم والإبادة.
ما دام فينا عرق ينبض، ستظل التغطية مستمرة بإذن الله. pic.twitter.com/JNlbjhgRYP

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) September 26, 2024

صندوق الأشلاء يحكي بقية القصة

أشلاء ودماء وبقايا بشر! حالُنا في كلّ يوم من أيّامنا.

من مجزرة مدرسة #حفصة في مخيّم #جباليا شمال قطاع #غزة، والتي استهدفها الاحتلال الآن! pic.twitter.com/nC06R0Z8L7

— أَحْمَد وَائِل حَمْدَان (@AHM3D_HAMDAN) September 26, 2024

لا تتوقف مشاهد الألم في مجزرة مدرسة حفصة عند حد، فأشلاء الشهداء التي اضطر ذووهم لجمعها بالوجع والقهر في صناديق، تحكي قصة أخرى من الإبادة الجماعية وفصولها التي يمارسها العدوّ الصهيوني منذ قرابة العام، ولم تفت في عضد هؤلاء من أنّ القصة لم تنته، وسوف يكون فصلٌ قادمٌ من فصول النصر، رغم كل شيء.

صرخة قهر من فلسطينية فقدت أحد ذويها بمجزرة إسرائيلية استهدفت مدرسة “حفصة” التي تؤوي نازحين في جباليا #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/UB2o95uXAV

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 26, 2024

ولكنّ ذلك لن يمنع ذوي الشهداء من بث صرخات القهر والألم، والشعور بالخذلان من عالمٍ عربيٍ وإسلاميٍ أدمن المشهد ولم يعد تحرك فيه هذه المجازر ساكنا، ليتحرك للإغاثة ومد يد العون ووقف العدوان، بدلاً من مواصلة الصمت والخذلان.

فتبث أمٌ مكلومةٌ من وسط المجزرة سؤالا يحمل الغصة والقهر والسخرية والغضب واللعنة لكل العالم الظالم الذي يراقب ويصمت، ويتآمر أحيانا ويدعم الإجرام، أو يواصل التباكي على العجز والالتزام في مقاعد المتفرجين الحزانى: “هل نحن فيلم رعب تشاهدونه وتنتهي القصة؟”.

الدكتور هاني الدالي، قال في تدونته على منصة (إكس): لا تعتادوا المشهد من أجل صرخاتهم.. من أجل مأساتهم.. من أجل إخوانكم في الدم والعروبة لا تعتادوا المشهد!

لا تعتادوا المشهد من أجل صرخاتهم.. من أجل مأساتهم.. من أجل إخوانكم في الدم والعروبة لا تعتادوا المشهد!

الفيديو من مجزرة مدرسة حفصة بمنطقة الفالوجا شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/bxLlsUDOtR

— د. هاني الدالي #غزة 🇵🇸 (@DrHaniAlDali) September 26, 2024

أما كرم حسّان، فيقول في تدوينة له: صرخات أهالي الشّهداء وصلت عنان السّماء! والله وحده يعلم مدى هذا القهر!

صرخات أهالي الشّهداء وصلت عنان السّماء! والله وحده يعلم مدى هذا القهر!

استهداف الاحتلال مدرسة حفصة في منطقة #الفالوجا في مخيّم #جباليا شمال قطاع #غزة pic.twitter.com/7yczuFxzCH

— كرم حسّان | Karam Hassan (@karam_naji1) September 26, 2024

ويدوّن أحمد حمدان للتذكير بالوجع، فيقول: أشلاء ودماء وبقايا بشر! حالُنا في كلّ يوم من أيّامنا.

أما أدهم شرقاوي فيعلق بالقول: مصاصو الدِّماء لم يشبعوا من دمنا بعد، مجزرة جديدة في قصف مدرسة حفصة التي تأوي النازحين في الفالوجا في خانيونس، لطفك يا الله.

مصاصو الدِّماء لم يشبعوا من دمنا بعد
مجزرة جديدة في قصف مدرسة حفصة التي تأوي النازحين في الفالوجا في خانيونس
لطفك يا الله 💔 pic.twitter.com/E3q2kLO0BK

— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) September 26, 2024

“}]] 

المحتوى ذو الصلة