[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
الفتاة الفلسطينية صفاء أبو العطا خريجة لغة إنجليزية، تخصص ترجمة، تجمع أطفال المخيم في منزلها لتدريسهم أساسيات اللغة الإنجليزية، متحدّية الصعوبات الناتجة عن حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة منذ نحو ثمانية شهور.
تعليم وسط الدّمار
يتوافد الأطفال من أنحاء المخيم الذي ناله القصف الهمجي، متخطين الحجارة والبيوت المدمّرة، لكي يجتمعوا في بيت المعلمة صفاء في مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، ليتعلموا ما أمكن من اللغة الإنجليزية.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية، دمرت إسرائيل المئات من المدارس والجامعات ورياض الأطفال، في سياق محاولتها كيّ الوعي الفلسطيني وسحقه.
إلا أنّ هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل الذريع، فالفلسطيني يتسلح دوماً على مدى سنوات الصراع بسلاحي العلم والإرادة.
تقول صفاء لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، إنّ فكرة جمع أطفال المخيم تبادرت إلى ذهنها عندما طال أمد الحرب، فقرّرت أن تساهم بما لديها من العلم، من خلال تدريس الطفال قواعد اللغة الانجليزية، بعد أن حرمهم الاحتلال من الدراسة منذ أكثر من ٨ أشهر.
وأضافت أنّها تهدف إلى تعويض الأطفال ما يمكن تعويضه في ظل استمرار حرب الإبادة، وتدمير المدراس ورياض الأطفال، وتحولها إلى مراكز للإيواء.
وأكّدت الفتاة المعلّمة أنّ الفلسطينيين لا يستسلمون، يحبون الحياة والعلم، ولديهم الأمل بقرب انتهاء الحرب والعودة إلى المدارس والحياة الطبيعيّة من جديد.
وأشارت إلى أنّها بجوار تدريس الأطفال مبادئ اللغة الإنجليزية، تعقد لهم فقرات ترفيه وتسلية، لتخفّف عنهم بعض الضغوط النفسية الهائلة الناتجة عن القصف والرعب الذي تسبّبه الحرب.
ولتسهيل الأمر عليها وعلى الطلاب، أوضحت صفاء أنّها قسّمت الأطفال إلى مجموعتين، بواقع ٣ أيام في الأسبوع وفقاً لفئاتهم العمرية وقدراتهم.
وفي ختام حديثها، أعربت الفتاة المعطاءة عن أملها في انتهاء الحرب قريباً، وأن ينعم الأطفال بالأمن والأمان كباقي اطفال العالم، وأن يعودوا إلى مدارسهم وحياتهم الطبيعية.
استهداف ممنهج للمدارس
لقد أدّى القصف الإسرائيلي المكثف على غزة إلى تغيير معالمها، وأثّر على الأبنية العامّة فيها، وبخاصة المدارس والمرافق التعليمة، حيث تم قصف 212 مدرسة بشكل مباشر، وفقا لتحليل مجموعة التعليم في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وكانت المجموعة التي تشارك في قيادتها اليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة، نشرت تقريراً في أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، عن أوضاع المدارس في غزة في ظل الحرب التي تشنّها إسرائيل على القطاع.
وكشف التقرير عن صور للأقمار الصناعية أظهرت أنّ ما لا يقل عن 53 مدرسة قد “دمرت بالكامل” منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأكدت نتائج التقرير أن ما لا يقل عن 167 مدرسة أخرى قد تعرضت لأضرار شديدة، فيما تشير إلى أن أكثر من 80% من المدارس في قطاع غزة قد تضررت بشكل من الأشكال.
من جهته، ندّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بإصرار جيش الاحتلال الإسرائيلي على عسكرة المؤسسات والمرافق المدنية في قطاع غزة، بما في ذلك تحويل مدارس ومرافق تعليمية إلى قواعد عسكرية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد الحرب.
وقال المرصد في بيان أصدره في 1 مايو/أيار الماضي إنّ جيش الاحتلال لم يكتف بالاستهداف المنهجي وواسع النطاق للمدارس بالقصف والتدمير الهائل، واستهداف المدنيين المحتمين بها بشكل متعمّد، بل حوّل عدداً منها إلى قواعد عسكرية وتمركز لقواته وآلياته ومراكز احتجاز واستجواب وانتهاكات تعذيب، وهو ما يتنافى مع قواعد القانون الدولي الإنساني المقررة لحماية الأعيان المدنية من خطر العمليات العسكرية.
“}]]