الداخل المحتل/PNN- انتقدت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية، الأحد، ما رأت أنه سير من حكومة الاحتلال في الطريق الذي رسمه رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار، بشأن صفقة الأسرى التي يجري التفاوض بشأنها.
ورأت الصحيفة أن السنوار كان قد أمر قواته بأسر المواطنين الإسرائيليين في الـ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول؛ بغية استغلالهم كورقة للمساومة، ومن ثم ينجح السنوار في ذلك، ويدفع باتجاه المساومة على الأسرى مقابل وقف الحرب.
وذهبت الصحيفة إلى حكومة الاحتلال كان عليها أن تحدد قواعد اللعب، وأنها لو وافقت على الصفقة بوضعها الراهن، فإنها بذلك تكون قد استسلمت لحركة حماس، كما خطط السنوار منذ البداية.
ولم تنكر الصحيفة أهمية إعادة المحتجزين بالنسبة للإسرائيليين، وأثنت على جهود طاقم المفاوضات.
إلا أن تلك كانت مقدمة فقط من الصحيفة، قبل أن توضح أنه على الجمهور الإسرائيلي أن يعلم أن مصطلح “تفاؤل حذر” بشأن التقدم على صعيد المفاوضات لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الاتفاق وشيك.
وأوضحت أن هناك أسبابًا عديدة للحديث عن عدم حدوث تقدم في الدوحة عاصمة قطر، وقدّرت أن الأقرب هو عدم الوصول إلى اتفاق.
التقدم مع الوسطاء لا مع “حماس”
وعللت ذلك بأن التقدم الذي يجري الحديث عنه كان مع الوسطاء وليس مع حركة “حماس”، وأن إسرائيل لا تعلم أي رد سيقدمه السنوار على ما اتفق المجتمعون في مصر وقطر بشأنه، وسط توقعات بأن السنوار لن يتراجع عن شرط سحب القوات الإسرائيلية من محور فيلاديلفيا.
وادعت أن كل طفل صغير يمكنه أن يفهم ببساطة أن الانسحاب من محور فيلاديلفيا في وقت تبقى فيه حركة حماس قادرة على العمل، سيعني إعادة إحياء الحركة من جديد.
حرب نفسية
إلا أن هذا المحور ليس العقبة الوحيدة من وجهة نظرها، إذ قالت إن حركة حماس لم توافق بعد على آلية فحص العائدين إلى شمال القطاع، وقالت إن السنوار لا يريد فحصًا أمنيًا للعائدين، لكي يمكنه إعادة بناء قدراته العسكرية.
ووضعت يدها على حالة “مقلقة” من عدم اليقين بشأن عدد المحتجزين الإسرائيليين الذين سيُفرَج عنهم، وقالت إن الجمهور الإسرائيلي يعيش على وقع حرب نفسية تخلق توقعات وتطلعات مبالغ فيها بشأن إطلاق سراح 33 أسيرًا دفعة واحدة.
وبيّنت أن الواقع مختلف في تلك الصفقة، وأن الحديث يجري عن 18 أسيرًا على قيد الحياة، وربما هذا العدد أيضًا غير مضمون.
وتساءلت ما إذا كان الجمهور الإسرائيلي سيقبل بتنازلات كبرى مقابل عدد محدود وأقل من المنشود من هؤلاء الأسرى.
وهم الصفقة الوشيكة
وأردفت الصحيفة العبرية بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تعهد باستئناف القتال عقب الصفقة، وأنه يواصل مطالبة الأمريكيين بالموافقة “المكتوبة” على هذا المبدأ.
وأضافت أن نتنياهو ملتزم بتعهده بشأن تدمير سلطة حركة “حماس” في غزة، عسكريًا ومدنيًا، بيد أن وقف الحرب في إطار الصفقة هو الأمر الذي تريده “حماس” بالتحديد.
ودعت إلى الحذر بشأن “زراعة وهم أن الصفقة قريبة”، وقالت إن الأمريكيين والمصادر العسكرية وكل اللاعبين الآخرين طالما رددوا أن الصفقة أقرب من ذي قبل.
واستطردت: “ربما هذا صحيح، ولكن إذا كانت الصفقة أقرب من ذي قبل، فإنها تبقى أيضًا بعيدة المنال”.
وختمت بأن المؤكد لديها هو أن الصفقة بوضعها الراهن تسير في مسار الاستسلام الذي خططت له حركة “حماس” منذ البداية، وأن على إسرائيل أن تحدد بنفسها قواعد اللعب.