سياسية قمعية بحق الأسرى ينتهجها الاحتلال

 ​   

بيت لح/PNN- تنتهج إسرائيل منذ السابع من اكتوبر سياسة قمعية بحق الاسرى تتضمن ممارسات عنصرية واعتداءات مخالفة للقوانين الدولية التي تضمن حقوق الاسرى وحماية ارواحهم وضمان تلقيهم العلاج والطعام لكن ما يجري في سجون الاحتلال بحق الاسرى

ويظهر تقرير اعدته شبكة فلسطين الاخبارية PNN ضمن مشروع الاستثمار في حقوق الانسان الذي تنفذه جمعية الرواد للثقافة والفنون اشكال انتهاكات عديدة بحق الاسرى بدء من مداهمة منازلهم وترويع عائلاتهم و اعتقالهم بشكل همجي والاعتداء عليهم خلال عمليات الاعتقال بالضرب واجبارهم على خلع الملابس والتعري وضربهم ومرورا بمصادرة اغراضهم في السجون حتى المحكومين منهم وانتهاء بمنع الطعام عنهم في صورة تعكس معاناة انسانية تمتد الى عائلاتهم التي يتم حجب معلومات و واقع الاسرى ومكان اعتقالهم.

وتعرض عدد من الاسرى لعمليات تنكيل مختلفة فما واجهه الاسير خضر لطفي من مخيم عايدة يمثل صورة من صور هذه الاعتداءات حيث تعرض للضرب من قبل جنود الاحتلال كما تعرض الاسير اياد بنات من مخيم الفرار بمحافظة الخليل لاعتداء همجي من قبل جنود الاحتلال وهي اعتداءات تم توثيقها من قبل جنود الاحتلال للتفاخر بجرائمهم

وفي هذا الاطار يقول عبد الله الزغاري رئيس نادي الاسير في الضفة الغربية، أنه منذ بداية العدوان البربري والهمجي على قطاع غزة يوازي ذلك حملة اعتقالات واسعة ومكثفة ينفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي في مختلف المحافظات الفلسطينية حيث منذ السابع من أكتوبر يتم بكل ليلة أقتحام بمختلف المحافظات والمدن والمخيمات بأعداد كبيرة من جيش الاحتلال مدججين بالاسلحة والكلاب البوليسية ويقومون بتفجير أبواب المنازل واقتحام غرف المواطنين العزل ودب الرعب في نفوسهم.

وأشار بأنه يتم الاعتداء على مختلف أفراد الأسرة وخصيصاً المعنيين باعتقاله، حيث يتبين بتلك الممارسات نزعة انتقامية شديدة تتمثل باعتداءات وحشية غير مسبوقة وربما هي الاخطر والأصعب في تاريخ معاناة الفلسطنيين مع الاحتلال الاسرائيلي تتبين بتكسير المنازل وتحطيم محتوياتها وابتزاز المعتقل بأهله عن طريق احتجازهم لأحد افراد العائلة لإجباره بتسليم نفسه للاحتلال.

وأوضح الزغاري أن الاحتلال حول السجون إلى زنازين وأقسام للعزل بشكل كامل بالاضافة لمصادرته لكافة المقتنيات الخاصة بالاسرى مثل الملابس والصور وحتى كتاباتهم وكتبهم، موضحاً أنه لم يبقى مع المعتقل سوا اللباس الذي يرتديه.

ومن جهة أخرى قامت سلطات مصلحة السجون الاسرائيلي بابلاغ الاسرى بأنها أصبحت تتبع لادارة جيش الاحتلال ومن بعدها تم قطع المياه والكهرباء لساعات طويلة وحرمان الأسرى من الخروج إلى ساحة السجن وتقديم كميات قليلة وبجودة رديئة لأسرانا مع منعهم للمحاميين من لقاء الاسرى وإيقاف الزيارات لهم مما جعلهم أوضاعهم يتخللها الضبابية والمصير الغير معلوم.

وأضاف الزغاري أن منظمة الصليب الأحمر لم تقم بواجبها ومهمتها كمنظمة انسانية حقوقية دولية ولم تتواصل مع الاسرى لتعرف وضعهم داخل المعتقلات وكشف الظروف الذين يعيشونها.

وقال الزغاري أنهم يعرفون بعض المعلومات من خلال المحاكم العسكرية التي أصبح هي حلقة الوصل بين الأسير وذويه بتواجد المحاميين فيها والبعض الاخر يعرفونه من قبل الأسرى الذين ينالون حريتهم والمصدرين أقروا بأن المعتقلين يتعرضون لأشد أنواع التعذيب والضرب المبرح فدمائهم تسيل بكل الاقسام وناقلات الاسرى مع عدم أهمالهم طبياً.

وذكر بأن تجاوز عدد المعتقلين داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي ٧٥٠٠الاف اسير حيث تم أعتقال ما يقارب ٢٥٠٠ معتقل منذ ٧ أكتوبر والجزء الأكبر من هؤلاء المعتقلين هم من الأسرى المحررين الذين معني الاحتلال باستهدافهم أما بالاغتيال أو الاعتقال الاداري الذي تجاوز معتقليه ٢٢٠٠ معتقل .

وأوضح الزغاري أن ابشع ما استخدمه الاحتلال في عمليات الاعتقال الماضية هو امتهان كرامة الانسان الفلسطيني المعتقل الذي يتعرض للاعتداء الوحشي من خلال جنود الاحتلال الذين كانوا يقومون بتصوير بعض المعتقلين أثناء الاعتقال وهم مكبلين الايدي ومعصبين الاعين وفي بعض الاحيان تم تشغيل موسيقى صاخبة للسخرية منهم في مخالفات واضحة لكل القوانين الدولية الانسانية الأمر الذي يؤكد لنا بأن الاحتلال يتعامل مع الانسان الفلسطيني بكونه ليس من البشر ويمتهن به الكرامة الانسانية الأمر الذي يتطلب تحقيقات دولية بمختلف المنظمات القانونية لمحاسبة هذا الاحتلال على مختلف الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني أجمع.

هذه الجرائم الاسرائيلية ادت لاستشهاد خمسة اسرى في سجون الاحتلال منذ السابع من اكتوبر حيث يتخوف اهالي الاسرى والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية على حياتهم في ظل عدم مقدرة الصليب الاحمر الدولي والامم المتحدة على اجبار إسرائيل على الالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الاسرى في زمن الحرب.

وقال عبد القادر هيلان مدير الاعلام في مؤسسة الضمير أن الاحتلال منذ السابع من اكتوبر يشن حملة  اعتقالات شرسة ضد ابناء الشعب الفلسطيني كله ، طالت لغاية اليوم الذي جرت فيه هذه المقابلة نحو ١٥٠٠ معتقل بمعدل ٧٠ حالة اعتقال يومياً وهذه الحملة لا تقتصر لمنطقة معينة بل طالت جميع المناطق بمختلف الفئات.

وأوضح هيلان أن هذه الحملة الأشد شراسة من التي شهدها ابناء شعبنا بالسابق فهي اشتملت على ضرب وتكسير وتنكيل بالمعتقل وببيته وممتلكاته ، وذكر بأن هنالك حوالي ٢٠٠ طفا داخل سجون الاحتلال.

وأشار إلى سياسية جديدة يستخدمها الاحتلال لابتزاز ابناء شعبنا المطلوبين للاعتقال وهي احتجاز عائلاتهم أو اطفالهم كرهائن لإجبار المعتقل لتسليم نفسه للاحتلال مشيراً لمثل طفل لم يتجاوز عمره ثلاثة سنوات تم احتجازه للضغط على والده.

وأوضح هيلان أن الاحتلال يحول اعداد كبيرة من المعتقلين إلى الاعتقال الاداري دون تهمٍ واضحة ، موضحاً صور الاعتداءات والتنكيلات بحق الاسرى داخل السجون فهم يتعرضون لاقتحامات متكررة للاقسام يتخللها ضرب وتفتيش، وقطع الكهرباء والمياه عنهم وادخال كميات قليلة من الطعام بنوعية رديئة.

وأضاف أن الاحتلال يستخدم سياسية العنف المفرط ضد أسرانا البواسل وهذا ما شاهدناه بمقاطع فيديو يتداولها ضباط جنود الاحتلال مفتخرين بتعذيب ابناء شعبنا، مضيفاً أن واقع الاسرى في السجون صعب جداً لا يمكن المرور عنه مرور الكرام ويجب تسليط كل الضوء عليه.

وذكر هيلان الشهداء الذين تم اغتيالهم في سجون الاحتلال ومنهم عمال من قطاع غزة واحداً تم الاعلان عن هويته والاخر لم يعلن وظلت معلوماته غامضة بظروفها.

وأوضح أن هذا الواقع لا يخفى عن العالم بمجتمعه الدولي والمؤسسات العاملة بمجال حقوق الانسان.

ووجه هيلان رسالته لجميع الجهات المختصة والتي تعنى بالاسرى بتساؤل “ أين انتم وأين دوركم لمحاسبة الاحتلال لجرائمه المرتكبة بحق ابناء شعبنا من ابادة واغتيالات واعتقالات”، وقال أنه لا يرى أي جهد فعلي على أرض الواقع من تلك الجهات المختصة.

  

المحتوى ذو الصلة