[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“نحن غزة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها.. وكما توعدنا العدو في كل مرة أنه حيثما يطمح إلى تسجيل نصر أو إنجاز سيجدنا أمامه، فإن هذا ما حدث ويحدث كل يوم”.. ليست كلمات عادية أطلقها الملثم أبو عبيدة بعد مائتي يومٍ من العدوان ليؤكد فيها أنّ الاحتلال سيبقى غارقًا في رمال غزة يتجرع مرارة الهزيمة علي يد مقاتلين أولي بأسٍ شديدٍ وتخطيطٍ رشيدٍ وعزمٍ مجيدٍ وخطى عن طريق المقاومة وإذلال أنف العدوّ لا تحيد.
واليوم وبعد 230 يومًا، وفي مقطع فيديو لا يتجاوز الثلاث دقائق، يثبت رجال بيت حانون الأشاوس وجبالها الشامخة التي لا تنحني، أنّ رجال المقاومة وإن أحرق العدوّ أرضها فسيخرجون من تحت رمادها، وإن لوث هواءها وسوّد غمامها سيمطرون رصاصًا وقذائف على أعدائها وإن حاصر بحرها ربض له رجالها في أعماقها.. صادقين الوعد غير حانثين باليمين.. يخرجون أينما ذهب العدوّ المجرم وجدهم أمامه، يسومونه سوء العذاب ويرتقون ببصاطيرهم من جنوده الرقاب.
ويُثبت رجال بيت حانون في هذه المشاهد العظيمة، التي لا تحتاج لتحليل عسكريٍ، أنّ المقاومة في غزة مدرسة تُدرّس، وأفعالٌ تتربى عليها الأجيال، ومهما زعم العدوّ أنه فكّك من كتائبهم واغتال من قادتهم، فإنّ الحقيقة الثابتة هي المقاومة ومصداقيتها وما يذوقه العدوّ المجرم من بأسٍ سيدفعه للهرب من غزة مرة أخرى كما فعل أسلافه الذين جربوا ذات مرة، ولكنّ غباء قادتهم حرمهم من تعلم الدرس، فغزة كما هي ولن تحيد وستبقى “مقبرة للغزاة”.
الإعلامي أدهم أبو سلمية يصف مقطع الفيديو بالقول: كتائب القسام تنشر واحد من أقوى عملياتها النوعية في معركة طوفان الأقصى، العملية المركبة تمت في بيت حانون أقصى الشمال الشرقي لقطاع غزة والذي تفاخر قادة العدو بتدميرها وزعموا أنهم قتلوا وفككوا فصائل المقاومة فيها، فإذا بها تخرج بعد 230 يوماً أكثر قوة واستبسال وبعملية نوعية”.
باكورة التحرير
يقول الباحث والأكاديمي براء نزار ريان في تدوينة على منصة “إكس” إنّ (بيت حانون باكورة التحرير.. ومفاجأة الطوفان).
ويضيف ريان بالقول: قلة -من غير أهلها- يعلمون أن بيت حانون احتُلّت سنة النكبة ١٩٤٨، وتهجّر أهلها، ثم انسحب منها جيش العدو سنة ١٩٤٩، في صفقة حققها الجيش المصري بصموده في الفالوجا المحتلة، فكانت أول أرض تتحرر من يد العدو بعد النكبة ويعود إليها المهجرون.
ويتابع بالقول: منذ وعينا الدنيا ومنازل شمال غزة كله متصلة ببعضها، في قلب الشمال معسكر جباليا، وهو متصل من الجنوب بجباليا البلد، ومن الشمال ببيت لاهيا، لا يفصل بين بيوتها شيء.
وأضاف، “وحدها بيت حانون تقف على الحدود بعيدا عن الكتل السكانية الثلاث الأخرى، قطعة تحررت من أراضي الـ ٤٨ تطل على الوطن المسلوب، وهذا جعلها دوما عرضة لاجتياح العدو وتنكيله وحصاره وقطعها عن بقية الشمال”.
واستدرك بالقول: “لذلك تعامل العدو مع بيت حانون وكأنها لقمة سائغة، قطعة من غزة تحت اليد، فإذا هي تحرق يده وقلبه، وتفاجئه وتفاجئنا أيضا، بأطول قتال في طوفان الأقصى، وبكمائن مركبة، وعبوات مسددة، وقنّاصين يشفي بهم الله صدور المؤمنين!”.
لمسات القادة في بيت حانون
أما الإعلامي والباحث إبراهيم المدهون، فيقول: إنّ الاحتلال الصهيوني يدّعي اغتيال القائد القسامي أبو حمزة فياض قائد كتيبة بيت حانون في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وهو رجل دعوي تربوي عسكري قاد بيت حانون، وأعد فيها رجالا تقاتل حتى اللحظة، وعمل على بناء منظومة قتالية هجومية ودفاعية.
وتابع بالقول: إنّ كتائب القسام نشرت مجموعة متنوعة من العمليات في بيت حانون، وحين نستمع لابي حمزة ندرك انه بالاضافة لعسكريته الفذة، فهو رجل مثقف وكاتب مميز، وخطيب مفوه، ويحمل حسا انسانيا راقيا، يتلطف بشبابه يواسيهم ويشجعهم يشاركهم بكل مهمة ويتقدمهم ولا يتأخر.
ويضيف: استمعوا لحديثه وتصميمه وادعوا له ولبيت حانون البطولة، فإن قتل فمن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
مقاتلو الشمال الأشداء
بدوره يقول الكاتب سعيد زيد: أثبت مقاتلو لواء الشمال، خاصة مقاتلو بيت حانون ومعسكر جباليا، أنهم لا يضاهيهم أحد من المقاتلين، بما يملكون من جلد وجسارة وشدة بأس.
ويلفت إلى أنّ هؤلاء المقاتلين، يكمنون ويقاتلون في أصعب الأماكن على الإطلاق، وأكثر من ذلك ينفذون عمليات مركبة، ولا يقاتلون بطريقة عشوائية.
ويتابع زيد بالقول: أصبحت بيت حانون أرضًا محروقة، تماماً، يعيث فيها العدو فساداً منذ 230 يوماً، ولا يزال عاجزاً عن السيطرة عليها حتى اليوم !
ويلفت إلى أنّ أنفاقها تعمل، ومقاتلوها ينصبون الكمائن والأفخاخ، ومهندسوها يفرشون الأرض بالعبوات، وقناصوها يصطادون الأهداف.
ويقول: عملية تستمر ليلة ونهاراً كاملين، يجري فيها تجهيز مقتلة ضد الأفراد، يتبعها رصد الهدف بشكل دقيق، وصبر على وصوله، بعد تمرير قوة مدرعات، ثم تفجير العبوة في قوة المشاة، والإجهاز عليها بالقنابل اليدوية.
ويستدرك زيد بالقول: ثم انتظار قوة الإسناد، وقوات إجلاء القتلى والجرحى، واصطيادهم كالبط، في وضح النهار، وكل ذلك وجيش العدو لا يرد برصاصة، وغافل عن كل أمره، كأنه جيش من الحمقى لا المقاتلين.
ويخلص زيد إلى أنّه “لو أن أي جبهة في الأرض واجهت ما واجهته بيت حانون لسقطت في أسبوع، لكنها صمدت ببطولة عجيبة، لتكتب عن نفسها أسطورية عظيمة لا تضاهيها أسطورة”.
ويدعو في ختام حديثه: “حفظ الله شبابك يا بيت حانون، وحفظ الله قادتك”.
نحن غزة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها
وما سبق يلخصه الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في خطاباته وبلاغاته العسكرية حيث يقول: كما توعدنا العدو في كل مرة أنه حيثما يطمح إلى تسجيل نصر أو إنجاز سيجدنا أمامه، فإن هذا ما حدث ويحدث كل يوم.
ويضيف أبو عبيدة: نحن غزة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها، والتي سنذكركم في كل مرة لأنها مقبرة للغزاة، نحن نقاوم المحتلين عبر العصور، فلكم في التاريخ والحاضر عبرة، والقادم أدهى وأمرّ عليكم بعون الله تعالى وأمره.
وقال أبو عبيدة: إن متلازمة الفشل والتخبط بقيادة العدو السياسية والعسكرية في المعركة البرية تتطلب ما يسمى بالضغط العسكري لتحرير الأسرى والمحتجزين، وهي وصفةٌ لتسريع ذهاب أسرى العدو إلى المجهول.
وأضاف أننا نُعلن باستمرار وبكل وضوح بالأسماء والصور عن بعض حالات القتل والموت لأسرى العدو بسبب عدوان جيشهم وتعنت وإجرام حكومتهم ورئيسها الفاسد.
وتابع حديثه: نقول ذلك لوضع عائلات وجمهور العدو أمام الحقائق الدامغة مقابل كذب وتضليل حكومتهم لهم، وعندما تتكشف حقائق أخرى بخصوص الأسرى لاحقاً، فعليهم حينها أن يحصوا عدد المرات التي حذرنا فيها وأنذرنا بمصير أبنائهم وتضحية نتنياهو وتضحيته وحكومته بأسراهم لمصالحهم السياسية لتجريب حظهم في معركة خاسرة.
وكان أبو عبيدة قال في بلاغٍ عسكريٍ مقتضب سابق: إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث عن رفات بعض الأسرى الذين تعمّدت استهدافهم وقتلهم سابقًا.
وأضاف أبو عبيدة في تصريح مقتضب: نتنياهو يُفضّل أن يُقتَل جنودُه وهم يبحثون عن رفاتٍ وجثامين على الذهاب لتبادل أسرى لا يخدم مصالحه السياسية والشخصية.
“}]]