زيلينسكي يتهم روسيا بالعمل على كسب الوقت للمماطلة في محادثات السلام

كييف – أ ف ب: اتهم فولوديمير زيلينسكي موسكو، امس، بالعمل على “كسب الوقت” لمواصلة الحرب ضد كييف، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الطرفين سيجريان مفاوضات مباشرة عقب تواصله هاتفيا مع نظيريه الروسي والأوكراني.
تحدث ترامب هاتفيا، الإثنين، إلى كل من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين في إسطنبول، الجمعة، في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاث سنوات.
لكن المحادثات أخفقت في التوصل لهدنة وانتقد زيلينسكي بوتين معتبرا أنه أرسل “رؤوسا فارغة” إلى طاولة المفاوضات.
وقال ترامب، إن اتصاله الذي استمر ساعتين مع بوتين، وهو الثالث حتى الآن هذا العام، حقق اختراقا.
وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، امس، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ أن الرئيس دونالد ترامب لم يُقدّم “أي تنازلات” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رافضا الانتقادات الموجهة إليه بشأن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا.
ويسعى الرئيس الجمهوري للتوصل إلى اتفاق صعب المنال لإنهاء الحرب، تنفيذا لوعده الانتخابي بوضع حد لها في غضون 24 ساعة.
لكن بوتين رفض مرة أخرى الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري وغير مشروط، وقال في المقابل، إنه مستعد للعمل مع أوكرانيا على “مذكرة” تحدد خريطة طريق محتملة ومواقف مختلفة بشأن إنهاء الحرب.
وتشعر موسكو بالثقة مع تقدم قواتها في ساحة المعركة واستئناف ترامب الحوار مع بوتين بعد قرابة ثلاث سنوات من تجاهل الغرب لزعيم الكرملين.
وقال المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاتشيف لوكالة فرانس برس، إن “المذكرة تمنح روسيا الوقت … وقف الأعمال الحربية ليس شرطا لذلك، ما يعني أن روسيا يمكن أن تواصل هجومها”.
وصرّح زيلينسكي، الاثنين، بأن ليس لديه تفاصيل بشأن هذه “المذكرة”، لكنه مستعد للنظر في أفكار روسيا.
غزت روسيا أوكرانيا في شباط 2022، ودمرت منذ ذلك الحين مساحات شاسعة من شرق البلاد وقتلت عشرات الآف الأشخاص وباتت تسيطر على حوالي خُمس أراضيها.
أبدى أشخاص تحدثوا لوكالة فرانس برس في كييف وموسكو شكوكا بشأن آفاق السلام، معتبرين أن مكالمة بوتين وترامب لم تُقرّب بينهما.
وقالت فيكتوريا كيسيليوفا وهي مُعلّمة متقاعدة، لوكالة فرانس برس في كييف ردا على سؤال عما إذا كانت تفقد ثقتها بترامب، “لم أثق به يوما، والآن ليس لدي أي ثقة على الإطلاق”.
من ناحيته، قال فيتالي المهندس البالغ 53 عاما من كييف، إن ترامب ليس “المخلّص” وأن دبلوماسيته السريعة لم تُغيّر الكثير.
ورأى المحلل السياسي الأوكراني فولوديمير فيسينكو أن مكالمات ترامب الأخيرة زادت من حالة الغموض.
وأوضح، “هذه المحادثة لم تفشل فقط في توضيح مستقبل المفاوضات، بل زادت من إرباك الوضع”.
وأضاف، إن ترامب وقع في فخ محاولة بوتين استخدام المحادثات “كغطاء لمواصلة الحرب وتصعيدها”.
وفي موسكو، سادت روح التحدي والثقة.
وقالت مارينا، البالغة 70 عاما، وهي امرأة متقاعدة عملت مهندسة “أعتقد أننا لسنا بحاجة إلى هذه المفاوضات، سننتصر بأي حال”.
تحاول أوكرانيا وأوروبا الضغط على ترامب كي يفرض على موسكو حزمة جديدة ضخمة من العقوبات بعد امتناع بوتين عن التوجه إلى تركيا لمحادثات مباشرة مع زيلينسكي.
واتهمت كييف مفاوضي موسكو بتقديم مطالب غير واقعية في محادثات إسطنبول، بما في ذلك المطالبة بالاحتفاظ بمساحات واسعة من الأراضي وهو ما ترفضه أوكرانيا.
وصرح زيلينسكي، الاثنين، بأن على كييف وحلفائها “بذل جهود حثيثة” لإقناع ترامب بضرورة فرض المزيد من العقوبات.
وأقر الاتحاد الأوروبي رسميا، امس، الحزمة السابعة عشرة من العقوبات على موسكو والتي تستهدف 200 سفينة مما يُسمى “أسطول الظل” الروسي، ما أثار غضب روسيا.
وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي وكبير المفاوضين الاقتصاديين مع الولايات المتحدة، إن “ساسة الغرب ووسائل الإعلام يبذلون جهودا جبارة لتعطيل الحوار البناء بين روسيا والولايات المتحدة”.
صمدت روسيا في وجه العقوبات وأعادت توجيه إمداداتها الحيوية من النفط والغاز إلى الهند والصين.
وصرح زيلينسكي بأنه ناقش الاستعدادات لحزمة العقوبات المقبلة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
وقال، “النفط الروسي والبنية التحتية لتجارة الطاقة والبنوك والخطط المالية، هذه هي المجالات التي تضر بروسيا أكثر من غيرها، وبالتالي تُسهم بشكل أكبر في تحقيق السلام”.
وأضاف الرئيس الأوكراني، إنه يُنسق عن كثب كل خطوة مع الشركاء الأوروبيين عقب محادثة، أمس، مع ترامب.
كما أعلنت الصين الحليف الرئيسي لروسيا، امس، دعمها للحوار المباشر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ، “نأمل أن تواصل الأطراف المعنية الحوار… للتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم، ومقبول من جميع الأطراف”.

    

مشاركات مماثلة