بيت لحم / PNN/ تقرير استبرق موسى – مونتاج احمد جبران – في بلدة الخضر الواقعة إلى الغرب من مدينة بيت لحم، يواصل المزارع الفلسطيني خالد محمد يعقوب، صموده في أرضه رغم الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها من قبل المستوطنين الإسرائيليين وقوات الاحتلال.
خالد يعقوب الذي ورث هذه الأرض عن أجداده، يعمل يوميًا في حقوله الزراعية المزروعة بكروم العنب على الرغم من محاولات المستوطنين المتكررة للاستيلاء على أراضيه واراضي القرية التي تقع في وسط التجمع الاستيطاني غوش عتصيون.
تُعتبر أرض المزارع خالد يعقوب جزءًا من سلسلة أراضٍ خصبة في بلدة الخضر، حيث تعتمد العديد من العائلات الفلسطينية على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش. ومع ذلك، فإن هذه الأراضي تتعرض لتهديدات دائمة بسبب توسع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية.
يرويخالد يعقوب قصصًا عن المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها منق بل المستوطينين قائلاً: “الأرض بالنسبة لنا هي الكرامة والبقاء. لن أتركها مهما كانت الظروف”.
في الفترة الأخيرة ومنذ بداية الحرب يقول المزارع خالد ل PNN انه يواجه تصاعد الاجراءات والتهديدات بحقهم حيث قام جيش الاحتلال والمستوطنين باغلاق الطريق لارضه مما يجعله يسير ما لا يقل عن 300 متر يوميا بين المكان الذي يركن به سيارته وبين ارضه وفي بعض الاحيان يضطر للعودة من والى السيارة عدة مرات وهو يحمل 40 كيلو غرام من منتجات ارضه من العنب مما اثقل همومه كرجل ومزارع كبير.
ويضيف انه يخاف ان يحضر معه ابناءه وبناته الشباب بسبب اجراءات وممارسات الاحتلال الذي يراقب ارضه التي تقع في تجمع غوش عتصيون الاستيطان حيث ينصب مئات الكاميرات وعند مشاهدته لابناءه الشباب يقوم الجيش والمستوطنيين بالحضور والتنكيل بهم لذلك هو يفضل عدم قدومهم للاراض في هذه المرحلة .
ومن اشكال ومحاولات الاحتلال ضد المزارع خالد يعقوب هو اقتلاع الاشجار حيث تصاعدت التهديدات في الفترة الاخيرة كما قام المستوطنون بتدمير أجزاء من محاصيله الزراعية وإتلاف أشجار العنب التي يعتبرها مصدر رزق أساسي. ومع كل هذه التحديات، يصر خالد على البقاء في أرضه وزراعتها. وقال: “سأستمر في زراعة هذه الأرض لأنها حياتنا و جزء من هويتنا الفلسطينية. إنهم يريدون أن يخيفونا، لكننا أقوى”.
وقال ان الاحتلال الاسرائيلي اطلق في السنوات الاخيرة غزلان وخنازير برية بحجة حماية الطبيعة ولكنها بالاساس تهدف لتخريب مزروعاتنا واراضينا من اجل جعلنا نترك الارض موضحا انه والمزارعين بالمنطقة قاموا بصنع حماية من الاسلاك الشائكة لمنع هذه الحيوانات لابرية من الاضرار بهم وبمزروعاتهم.
يُعتبر صمود خالد رمزًا للنضال الفلسطيني المستمر ضد مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني. وعلى الرغم من القيود المفروضة من قبل قوات الاحتلال والتي تشمل منع وصوله إلى بعض أجزاء أرضه في بعض الأيام، إلا أنه يجد طرقًا للاستمرار في العمل اليومي، مدفوعًا بإرادة لا تلين للحفاظ على تراثه الزراعي.
هذا و تواجه بلدة الخضر، شأنها شأن العديد من القرى الفلسطينية، مخاطر دائمة بسبب الجدار الفاصل والمستوطنات المحيطة بها. ومع ذلك، يواصل المزارعون النضال اليومي في سبيل الحفاظ على أراضيهم والمساهمة في دعم الاقتصاد الفلسطيني.
وكانت تقارير دولية قد قالت ان المستوطنات الإسرائيلية تشكل تهديدًا مباشرًا وحادًا على الأراضي الزراعية الفلسطينية، حيث يؤثر التوسع الاستيطاني بشكل كبير على سبل عيش آلاف العائلات الفلسطينية التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل. منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، قامت إسرائيل ببناء العديد من المستوطنات غير القانونية بموجب القانون الدولي على الأراضي الفلسطينية، مما أدى إلى مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة.
وتشير التقارير الدولية ان أحد أبرز المخاطر التي يشكلها الاستيطان هو تدمير الأراضي الزراعية والتضييق على وصول المزارعين الفلسطينيين إلى أراضيهم. كثيرًا ما يُمنع المزارعون من الوصول إلى أراضيهم بسبب القيود المفروضة على الحركة، وإقامة الحواجز العسكرية، والجدار الفاصل، والمناطق العسكرية المغلقة التي تخصصها السلطات الإسرائيلية للمستوطنات. علاوة على ذلك، يعاني المزارعون من اعتداءات المستوطنين المتكررة، التي تشمل تدمير المحاصيل، اقتلاع أشجار الزيتون، وتلويث مصادر المياه.
إلى جانب هذه التهديدات المباشرة، يؤدي التوسع الاستيطاني إلى تقليص المساحات الزراعية المتاحة، حيث يتم تحويل الأراضي الخصبة إلى مستوطنات إسرائيلية أو مناطق صناعية للمستوطنات. كما يؤثر الاستيطان على استدامة القطاع الزراعي الفلسطيني بشكل عام، من خلال تقليص المساحات الزراعية المتاحة وتدمير المحاصيل، ما يساهم في تراجع الإنتاج الزراعي وزيادة الاعتماد على الواردات.
الاستيطان أيضًا يؤدي إلى تدمير البيئة الطبيعية في الأراضي الفلسطينية، حيث يُجرف التربة وتُقطع الأشجار، مما يضر بالتنوع البيئي ويؤثر سلبًا على النظم البيئية الزراعية التي تعتمد على هذه الأراضي. كل هذه العوامل تؤدي إلى تهديد الأمن الغذائي الفلسطيني، وتعميق الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها القطاع الزراعي، وتزيد من تدهور أوضاع المزارعين.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.