رئيس بلدية بدو : الوضع المالي الصعب يقف حائلا أمام تطبيق الكثير من الوعود

رام الله /PNN/ في حلقة جديدة من برنامج “ساعة رمل” الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش، استضاف البرنامج رئيس بلدية بدو قضاء القدس، الأستاذ سالم أبو عيد، للحديث عن التحديات الصعبة التي تواجه البلدة وسكانها في ظل ضعف البنية التحتية وتراجع الخدمات الأساسية.

أبو عيد: مشروع الصرف الصحي حلم مؤجل بسبب التكلفة وغياب الدعم
استهل أبو عيد حديثه بالإشارة إلى أن تطوير البنية التحتية كان من أبرز الوعود الانتخابية عام 2021، لكن الواقع يشير إلى ضعف كبير، خاصة في ظل الغياب التام لشبكات الصرف الصحي. ووصف مشروع الصرف الصحي بأنه “يدخل في باب التمني” نظرًا لتكلفته المالية العالية التي تتجاوز 27 مليون يورو وفقًا لدراسة أعدتها الحكومة الفنلندية.

وأكد رئيس البلدية أن المنطقة الممتدة من النفق باتجاه الغرب ما زالت تعتمد على الحفر الامتصاصية في التعامل مع قضايا المياه العادمة، وحذر من أن هذا الوضع ينذر بأزمات بيئية واجتماعية خطيرة قد تنجم عن التسربات والتلوث، مما يهدد بشكل مباشر السلم الأهلي بين السكان.

وأوضح أبو عيد أن البلدية تواصلت مع الحكومة ووزارة الحكم المحلي بشكل مستمر بحثًا عن دعم للمشروع الحيوي، لكن جميع المحاولات لم تثمر عن أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، وشدد على أن هذا المشروع، رغم تكلفته العالية، يعتبر حاجة ماسة لمجتمع البلدة.

شبكة المياه مُتهالكة والفاقد يتجاوز 26%
وفي حديثه عن وضع شبكة المياه في بدو، أشار أبو عيد إلى ارتفاع نسبة الفاقد المائي التي تتجاوز 26% في الدائرة كاملة، وأوضح أن البلديات تحملت ديونًا كبيرة ووضعتها في دائرة المياه والصرف الصحي، مطالبًا الحكومة بالوقوف إلى جانب هذه الدائرة لتوفير المياه للمواطنين في ظل تهالك الشبكة التي يبلغ عمرها 13 عامًا وتحتاج إلى صيانة يومية. كما أشار إلى مشكلة سرقات المياه التي تتفاقم نتيجة ضعف الواقع الأمني.

شوارع لم تُعبد منذ 1967.. وشح الإمكانيات يعيق التطوير
وفيما يتعلق بشبكة الطرق، أكد أبو عيد أن هناك شوارع فرعية في بلدة بدو لم تشهد أي تطوير أو تعبيد منذ عام 1967، وأقر بمسؤولية البلدية في هذا الجانب، لكنه أوضح أن الحصار المالي والاقتصادي المفروض على السلطة ينعكس سلبًا على قدرة البلدية على تنفيذ مشاريع البنية التحتية، مشيرًا إلى أن التمويل الذاتي يعتمد على التزام المواطنين بتسديد الرسوم، وهو ما يتأثر بالظروف الاقتصادية الصعبة.

تراجع الخدمات الصحية ومطالبات بمركز يعمل 24 ساعة
عبّر أبو عيد عن حرجه الشديد في التعامل مع المواطنين في ظل غياب المشاريع وتراجع الخدمات خاصة الصحية، وأشار إلى تراجع كبير في تقديم الخدمات الصحية في البلدة، مع زيادة عدد المراجعين ونقص التخصصات والمختبرات المتقدمة.
وكشف أن البلدية طالبت وزارة الصحة مرارًا وتكرارًا بتطوير المركز الصحي وتحويله إلى مركز يعمل على مدار 24 ساعة، لكن الرد دائمًا ما يكون بعدم وجود توظيف جديد في السلطة، مما يبقي المشكلة قائمة وعلى حساب المواطن. وناشد وزارة الصحة بتحمل مسؤولياتها والبحث عن مشاريع صحية تخدم المنطقة.

تفاقم المشاكل الاجتماعية وارتفاع نسب الطلاق والمخدرات
وتطرق رئيس بلدية بدو إلى التحديات الاجتماعية المتزايدة في البلدة، مشيرًا إلى ارتفاع كبير في نسب الطلاق بعد السابع من أكتوبر نتيجة لتوقف عدد كبير من العمال عن العمل داخل الخط الأخضر وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
كما حذر من تفشي آفة المخدرات التي يعتبرها “جزءًا من الاستهداف للمنطقة والمجتمع”، مطالبًا الأجهزة الأمنية ببذل المزيد من الجهود للحد من هذه الظاهرة. وشدد على أن الاحتلال يعمل على تقوية هذه الظاهرة التي تهدد النسيج المجتمعي والأسرة الفلسطينية.

مطالبات بتطوير واقع الأجهزة الأمنية في ظل ضعف الحالة الأمنية..
أكد أبو عيد أن البلدية تواجه صعوبات كبيرة في تطبيق القرارات البلدية في ظل انتشار المشاكل الاجتماعية والخلافات على الأراضي والشيكات. وطالب بتقوية وزيادة عدد أفراد الشرطة وتأهيل مركز الشرطة المُتهالك الذي يعاني من نقص الإمكانيات واللوجستيات.
اهتمام حكومي غير كاف وتصريحات لا تترجم إلى أفعال
وفيما يتعلق بالمشاريع الحكومية، أوضح أبو عيد أن البلدة لم تتلق سوى مشروع واحد كل سنتين تقريبًا من صندوق دعم البلديات، وقيم اهتمام الحكومة ببلدة بدو بـ “جيد” مع التأكيد على أن المنطقة بحاجة إلى اهتمام أكبر كونها جزءًا من القدس، وانتقد التصريحات المتكررة للمسؤولين الحكوميين حول دعم صمود المقدسيين، معتبرًا أنها “لا تترجم إلى أفعال على أرض الواقع”.
وكشف عن ديون كبيرة للحكومة على البلدية تتجاوز 700 ألف شيكل، مما يؤثر سلبًا على قدرة البلدية على تقديم المشاريع والخدمات.

مخططات مستقبلية رغم التحديات وعراقيل الاحتلال
أشار أبو عيد إلى وجود مخططات مستقبلية لبناء مدرسة جديدة ودعم معلمي الوكالة، لكنه لفت إلى أن الجدار الإسرائيلي يعيق التوسع العمراني ويزيد من إخطارات الهدم للمنازل. وكشف عن ارتفاع كبير في إخطارات الهدم بعد السابع من أكتوبر، حيث تم هدم العديد من المنشآت دون سابق إنذار.

رسالة إلى المواطنين والحكومة
في ختام حديثه، وجه رئيس بلدية بدو رسالة إلى المواطنين بضرورة الالتزام بما هو ممكن، مؤكدًا أن “السياسة فن الممكن”.
كما وجه رسالة إلى الحكومة بضرورة النظر بعين الاهتمام إلى منطقة شمال غرب القدس وبلدياتها بشكل أكبر.

مشاركات مماثلة