رام الله /PNN / قام رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، د. أحمد أبو هولي، وكادر الدائرة، بزيارة ميدانية إلى مخيم قلنديا، حيث اطلع على أوضاع اللاجئين في المخيم والتحديات التي يواجهونها. وقد استقبله رئيس اللجنة الشعبية في المخيم، سامي الكسبة، وأعضاء اللجنة الشعبية ومؤسسات وفعاليات المخيم.
ورحب عضو اللجنة الشعبية، د. راضي يعقوب، باسم المخيم ومؤسساته بوفد دائرة شؤون اللاجئين، ممثلاً برئيس دائرة شؤون اللاجئين وعضو اللجنة التنفيذية، د. أحمد أبو هولي، مثمناً جهود الدائرة في دعم حقوق اللاجئين وحماية وجودهم.
وخلال اللقاء، قدم أبو أسعد أصلان لمحة عن المخيم، مسلطاً الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها اللاجئون في ظل استمرار استهداف الأونروا وتصاعد الضغوط على المؤسسات الخدمية التي تديرها. وشدد على الدور الحيوي الذي تلعبه الأونروا في تقديم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين.
من جانبه، نقل د. أحمد أبو هولي تحيات فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس (أبو مازن) وتأكيده على دعم القيادة الفلسطينية لحقوق اللاجئين الفلسطينيين ودور الأونروا في حمايتهم.
وتحدث رئيس دائرة شؤون اللاجئين عن استهداف وكالة الأونروا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى علان سلطة أراضي إسرائيل عن مصادرة الأرض المقام عليها مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، وتحويل الموقع إلى بؤرة استيطانية تضم 1.440وحدة سكنية مؤكدة بأن القرار تعدياً على الأمم المتحدة ومنظماتها وانتهاكاً لميثاقها. وأكد أن تنفيذ هذا القرار سيؤدي إلى إنهاء عمل الأونروا في القدس، مما سيؤثر بشكل مباشر على حياة 110 آلاف لاجئ في مخيم شعفاط.
وأوضح د. أبو هولي أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع لتصفية الأونروا، مترافقة مع حملة تشريعية في الكنيست الإسرائيلي، حيث يتم التصويت على قوانين تهدف إلى “وقف أنشطة الأونروا في إسرائيل والمناطق التي تسيطر عليها” و”رفع الحصانة الدبلوماسية عن الوكالة وقطع الاتصال معها”. ومن المقرر إجراء التصويت النهائي على هذه التشريعات قبل نهاية أكتوبر الجاري، بعد أن صادقت لجنة شؤون الخارجية والأمن في الكنيست على هذه القوانين.
وأشار د. أبو هولي إلى أن هذه القوانين تشكل خرقاً لكافة الاتفاقيات المبرمة بين إسرائيل والأونروا، والتي تهدف إلى تسهيل عمل الوكالة وضمان حصانة مقراتها وموظفيها. ضمن اتفاقية “كوماي” المبرمة عام 1967، والتي تضمن للأونروا حق ممارسة مهامها دون تدخل، مشيراً إلى خطورة تبعات هذه التشريعات على وجود الأونروا واستمرارية خدماتها في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية.
وأشار د. أبو هولي إلى أن هذه التشريعات ستضر بشكل كبير بالخدمات التي تقدمها الأونروا، خاصة في مجال التعليم، حيث سيُحرم 350 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية، القدس، وغزة من مواصلة تعليمهم في مدارس الأونروا في حال تم إيقاف عملها. واعتبر أن هذا الاستهداف يأتي في إطار محاولة تجهيل وتهجير الشعب الفلسطيني.
وشدد أبو هولي على الأهمية الاستراتيجية لمعهد قلنديا المهني، محذرًا من خطورة القرار الصادر عن بلدية الاحتلال في القدس والذي يطالب وكالة الغوث (الأونروا) بإخلائه وتسليمه. وأكد أن هذا القرار يمثل تهديدًا مباشرًا لاستمرار تقديم الخدمات التعليمية والمهنية لأجيال من اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستقبلهم وعلى استقرار المجتمع المحلي.”
من جهته، أكد مدير عام الإدارة العامة للمخيمات، السيد محمد عليان، على أهمية دور المخيمات باعتبارها “رأس الحربة” في الدفاع عن المشروع الوطني وعن حقوق اللاجئين الفلسطينيين. وأوضح عليان أن الاهتمام بالمخيمات ومتابعة أحوالها بشكل مستمر هو جزء من استراتيجية الدائرة للوقوف على الأحداث والاحتياجات والتطورات الميدانية والسياسية.
وأضاف عليان أن الدائرة تقود توجهات استراتيجية للحفاظ على حقوق اللاجئين والدفاع عن وجود الأونروا ومصالح اللاجئين. وشدد على أن هذه الزيارات الميدانية تأتي ضمن تعزيز العلاقات والنهوض بواقع المخيمات، وتعزيز صمودها، وتقوية عمل اللجان والمؤسسات العاملة فيها وتمكينها من مواجهة التحديات.
بدوره أشار مدير المكتب التنفيذي الأخ ناصر شرايعة، لأهمية الحفاظ على المخيمات ووكالة الأونروا، مشدداً على دورها الحيوي في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين. كما أشار إلى ضرورة تعزيز العمل المشترك بين كافة الجهات المعنية لضمان استمرار هذه الخدمات وحماية حقوق اللاجئين في ظل التحديات المتزايدة.
وأكد مدير مكتب محافظة القدس، زكريا فيالة، خلال الزيارة على تقديم الدعم والمساعدات لمخيم قلنديا، مشدداً على أهمية معهد قلنديا المهني ودوره الحيوي في تعليم وتدريب الشباب الفلسطيني. كما نقل تحيات محافظ القدس، عدنان غيث، وتأكيده على دعم المحافظة لجهود تعزيز صمود اللاجئين في مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال.
هذا وقدّم رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي والوفد المرافق واجب العزاء لأمين سر اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا الأخ رائد أبو صامد باستشهاد نجله ياسر الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ختام الزيارة، أكد د. أبو هولي على جاهزية دائرة شؤون اللاجئين للعمل جنباً إلى جنب مع اللجنة الشعبية ومؤسسات المخيم لدعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في مواجهة هذه التحديات.