يلعب الجيل الشاب دوراً حاسماً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا يوم 14 مايو/أيار المقبل، فكيف سيؤثرون على نتيجة الانتخابات ولمن سيدلون بأصواتهم؟ وكم تبلغ أعداد هؤلاء الشباب الذين يُرمز إليهم في البلاد باسم جيل Z.تختلف معظم مراكز الأبحاث واستطلاعات الرأي في تركيا حول العدد الكلي لجيل Z، لكنها تتفق على انحياز غالبيتهم إلى الأحزاب المعارضة عوضاً عن التحالف الحاكم الذي يضم حزبي “العدالة والتنمية” الذي يتزعّمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و”الحركة القومية” اليميني الذي يقوده دولت بهتشلي.وفي هذا السياق، أوضح مراد غيزيجي، مدير مركز أبحاثٍ تركي يحمل اسم عائلته، أن “فئة الشباب ستدخل الانتخابات بخيبة أمل يرافقها استياء وغضبٌ شديد، فهي تعتقد أن النظام الحالي لا يسمح لها بالتعبير عن مطالبها ولا يأخذها على محمل الجدّ، ولهذا يحلم الشباب بشكلٍ كبير في قيام نظامٍ ديمقراطي في البلاد”.كما أضاف مدير مركز “غيزيجي” للأبحاث، الذي يجري بشكلٍ دوري استطلاعاتٍ للرأي حول الانتخابات أن “لدى هؤلاء الشباب أسبابا اقتصادية أيضاً تجعلهم في صف الأحزاب المعارضة ضدّ التحالف الحاكم لاسيما أنهم يرغبون
يلعب الجيل الشاب دوراً حاسماً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا يوم 14 مايو/أيار المقبل، فكيف سيؤثرون على نتيجة الانتخابات ولمن سيدلون بأصواتهم؟ وكم تبلغ أعداد هؤلاء الشباب الذين يُرمز إليهم في البلاد باسم جيل Z.
تختلف معظم مراكز الأبحاث واستطلاعات الرأي في تركيا حول العدد الكلي لجيل Z، لكنها تتفق على انحياز غالبيتهم إلى الأحزاب المعارضة عوضاً عن التحالف الحاكم الذي يضم حزبي “العدالة والتنمية” الذي يتزعّمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و”الحركة القومية” اليميني الذي يقوده دولت بهتشلي.
وفي هذا السياق، أوضح مراد غيزيجي، مدير مركز أبحاثٍ تركي يحمل اسم عائلته، أن “فئة الشباب ستدخل الانتخابات بخيبة أمل يرافقها استياء وغضبٌ شديد، فهي تعتقد أن النظام الحالي لا يسمح لها بالتعبير عن مطالبها ولا يأخذها على محمل الجدّ، ولهذا يحلم الشباب بشكلٍ كبير في قيام نظامٍ ديمقراطي في البلاد”.
كما أضاف مدير مركز “غيزيجي” للأبحاث، الذي يجري بشكلٍ دوري استطلاعاتٍ للرأي حول الانتخابات أن “لدى هؤلاء الشباب أسبابا اقتصادية أيضاً تجعلهم في صف الأحزاب المعارضة ضدّ التحالف الحاكم لاسيما أنهم يرغبون في أن توفر لهم الدولة فرص العمل، وهو ما لا يستطيع التحالف الحاكم فعله في الوقت الحالي، وبالتالي سيخسر أصواتهم في الانتخابات”.
الديمقراطية والحرية
ولفت في حديث لـ”العربية.نت” إلى أن “55% من جيل Z يثقون بالسياسيين، وتبلغ نسبة المعارضين منهم للنظام الرئاسي الحالي 54.7%، وهذا يعني أن الناخبين الشباب في تركيا يشيرون إلى تغيير قادم، حيث تختلف مواقفهم عن بقية فئات المجتمع، فعلى سبيل المثال حين ننظر إلى الثقافة السياسية السائدة في البلاد سنرى أنها تتشكل من الانقسام الأيديولوجي، لكن الشباب يتجاهلون الهويات الدينية والقومية كالتوجهات الإسلامية والقومية والكمالية (نسبة إلى مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية)”.
وتابع قائلا: “الجيل الشاب ليس منقسماً، وهو يتجاهل الفروق الأيديولوجية ويدافع عن بعض القيم العالمية المهمّة كالديمقراطية والحرية وتحرير المرأة والبيئة، ويؤيد هذا الجيل تشكيل نظامٍ يهتم بالقيم الليبرالية ويقلل من التوتّر السياسي ويضمن الحقوق والحريات الفردية سياسياً”.
غضب كبير
إلى ذلك، أشار إلى وجود “غضبٍ كبير في صفوف الشباب الأتراك، فهم يشعرون بخيبة أمل ويعتقدون أن مستقبلهم قد تلاشى في السنوات الماضية، ولهذا يريدون تغيير واقعهم بشكلٍ أساسي عبر الانتخابات”.
وأوضح أن “الأسباب الاقتصادية تلعب أيضا دورا أساسيا في لجوء الشباب إلى التصويت لصالح المعارضة، وهذا يعني أن مواقفهم ستنعكس في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات المقبلة”، لافتاً إلى أن “العامل الوحيد الذي ربّما يخفف من نسبة مشاركتهم هو تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد الشهر الماضي، إذ يوجد بينهم من يفضّل البقاء مع عائلته بعد إغلاق الجامعات عند إجراء الانتخابات”.
ويشكّل العدد الإجمالي للناخبين الشباب، موضع جدلٍ بين مراكز الأبحاث واستطلاعات الرأي، لكن أعدادهم بحسب تلك المراكز يتراوح بين 9 و13 مليون شاب تقل أعمارهم عن 25 عاماً وبينهم حوالي 6 ملايين و400 ألف سيصوّتون في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لأول مرة في حياتهم.
يشار إلى أنه مع انتهاء موعد جمع التواقيع المخولة للترشّح وعددها 100 ألف عن كل مرشّح لا يحظى بكتلةٍ نيابية، تقدم 4 فقط من أصل 11 بطلبات ترشيح للانتخابات الرئاسية، ونجحوا في استيفاء الشروط وهم أردوغان، وكمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب “الشعب الجمهوري” ومرشح تكتل “الطاولة السداسية” المعارض، والمرشّح الرئاسي السابق محرم إينجه، وسنان أوغان عن تحالف “الأجداد”.