خفافاً وثقالاً !

وفي كل مرّة تفرحون فيها بِطلَّة الملثّم فإنّه يتوّجه إليكم بنداء لا يسمعه إلا قليل:
“انفِروا خفافاً وثقالاً”:

وأنّ الله قد ندبكم إلى الأمر كافّة.

ولم يجعل لأحد عذراً في التخلّف، ولم يعطك الخيار بـ”أو” فقال “خفافاً وثقالاً”، فانفِر بما معك وبمن معك أفواجاً وأَرْسالاً، موسرين ومعسرين، مشاةً وركباناً، شبّاناً وشيوخاً، مختصّين وناشطين، برّاً وبحراً وجوّاً ، حضوراً أو تجهيزاً، لساناً ويداً…

إذ تقرّر لدى الربّ الأعلى المتعالي ألا مساواة بين مؤمنٍ قاعدٍ ومقاتل في أمر الله قائم عليه.

وإنما عُذِر أولوا الضر من المرضى والضعفاء غير القادرين والذين لا يجدون ما ينفقون، ولا يُعذَر الجبناء، ولا المتمارِضون، ولا الحَسّابون المتثاقلون إلى الأرض، ولا الغارقون في تذكاراتهم وتاريخهم القريب والبعيد.

والعدوّ هالكٌ لا محالة إن اجتمعنا عليه، ورأى خيوطَ النار تتسلّل إليه حيث كان في أقطار الأرض، ألمْ ترَوْا أن رأس العدوّ أعلن المعركة الشاملة في كل مكان على القائم والقاعد منّا، والمتكلم والصامت، والمتكاسل والناشط كذلك!

وإنما يَزهد عامّة الناس لقلّة مَن يرون ممّن عَلِم ذلك ثم لم يعمل بما علِم، فهل أنتم فاعلون !

 

المحتوى ذو الصلة