[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
مع إتمام معركة طوفان الأقصى يومها الـ200 خرج الملثم أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، في خطاب بث فيه جرعات من الأمل والاعتزاز والفخر بالمقاومة، وبعث برسائل مهمة في مساري الحرب والسلم.
واستقبل أحد المغردين خطاب أبو عبيدة بقوله: “اشتقنا للصوت المقاوم الهادر الذي يرعب أعداء الله، اشتقنا للصوت الذي يثلج صدور قوم مؤمنين، اشتقنا لفارس وحبيب الأمة، اشتقنا لصوت عمنا الملثم”.
وكما اعتاد في خطاباته الـ24 الماضية منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، استهل الناطق العسكري باسم كتائب القسام خطابه بآيتين من سورة البقرة كما ظهرت في خلفية الفيديو صورة لمسجد قبة الصخرة بالقدس المحتلة واقتباس من الآيتين اللتين تلاهما “رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًۭا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ”.
صناعة الرجال
“قبل أن نصنع العتاد صنعنا الرجال”، عدها مغردون أقوى جملة تحدث بها أبو عبيدة في خطابه، في إشارته إلى فوارق القوة بين بين الاحتلال والمقاومة.
وببلاغته المعهودة وصوته الهادر، صوّب الملثم سهام بيانه لجيش الاحتلال بأبيات من قصيدة الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، جاء فيها:
لقد عرفنا الغزاة قبلكم، ونشهد الله فيكم البدعُ
ستون عاما وما بكم خجل، الموت فينا وفيكم الفزعُ
أخزاكم الله في الغزاة فما رأى الورى مثلكم ولا سمعوا
الأردن منا ونحن منه
وتصدر وسم #أبو_عبيدة قائمة الترند في الأردن بعد أن قال “أبو عبيدة”: “إن أهم الساحات العربية -ومن أهمها شعبيا وجماهيريا وأكثرها إشغالا لبال العدو- هي الجماهير الأردنية العزيزة التي نوجه لها التحية، وندعوها لتصعيد فعلها، فالأردن منا ونحن منه”.
وما إن ذكر “أبو عبيدة” هذه الكلمات حتى انتفضت منصات التواصل في الأردن، ورد مغردون أردنيون على دعوة “أبوعبيدة” بالقول وأنتم منا ونحن منكم، مشيرين إلى أن خطاب أبو عبيدة اليوم أشعل النار داخلهم وأيقظ فيهم روح الثائر المنتفض، وأنهم سيلبون النداء.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر تجمع العشرات من المواطنين الأردنيين بالقرب من السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان، تلبية لدعوة “أبو عبيدة”، مرددين “الملثم صرح وقال الأردن منا وإحنا منه تسلم يا سيد الرجال صوتك والله ما في منه مين قال الشعب مات هيو بيهتف بالساحات”.
وأضاف آخرون أن جملة الأردن منا ونحن منه بأجمل تحية ونيشان عز للشعب الأردني من رجال غزة وأبطالها إلى النشامى.
عبر مآذن المساجد
وفي كلمته -التي رصدت بعض صفحات منصات التواصل بثها عبر مآذن إحدى قرى الضفة الغربية المحتلة- شدد أبو عبيدة على أن محاولة الاحتلال إيهام العالم بالقضاء على كل فصائل المقاومة هي “أكذوبة كبرى”، متوعدا إسرائيل “بمواصلة الضربات والمقاومة بأشكال متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة”.
انسجام مع الميدان
وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري: إن تقييم أبو عبيدة في أحدث خطاباته منطقي وينسجم مع المجريات الميدانية.
ولفت إلى أن كتائب القسام الـ21 في مختلف مناطق القطاع “لا تزال فاعلة، وتتراوح كفاءتها القتالية بين 65 و85%”.
واستدل الدويري بكمين الزنة في خان يونس جنوبي القطاع، والذي قال إنه أجبر جيش الاحتلال على سحب ما تبقى من ألوية فيها ومن ثم الانسحاب كليا، مضيفا أن فصائل المقاومة لا تزال متعافية وتدير معركتها بنجاح ونجاعة واقتدار.
ونبه – وفق حديثه للجزيرة- إلى أن خطاب أبو عبيدة ترجم الواقع الميداني، ولم يكن خطابا شعبويا، مشيرا إلى تأقلم المقاومة مع التطورات الميدانية والسياسية وانغلاق أفق المفاوضات من خلال الاقتصاد بالجهد، وتفعيل غرفة عمليات المقاومة المشتركة.
ويعتقد الدويري أن أبو عبيدة استند في خطابه إلى معلومات دقيقة بتأكيده على استمرار ضربات المقاومة في حال حاول الاحتلال البحث عن نصر بأي مكان، مضيفا أن المقاومة قادرة على خوض قتال مفتوح “وإلا لن يكون الخطاب فيه صيغة تشدد”.
أحد الرموز
من جانبه، وصف الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين ظهور أبو عبيدة بأنه الأكثر إرباكا في الشارع الإسرائيلي لكونه أحد رموز حماس المعروفة، مبينا أن إسرائيل فقدت السيطرة على التسريبات الإعلامية.
ورأى جبارين أن خطاب أبو عبيدة يأتي في خضم مرحلة حساسة في إسرائيل، واصفا حديثه عن جزئية رون آراد بأنها الأكثر إيلاما للداخل الإسرائيلي.
“}]]