خبير عسكري يقرأ دلالات عملية تحرير الأسرى الصهاينة.. ويوجه رسائل للمقاومة وحاضنتها الشعبية

[[{“value”:”

حذّر الخبير العسكري الدكتور محمد المقابلة من تداعيات عملية تحرير العدوّ الصهيوني لأربعة من اسراه في عملية إجرامية كبيرة راح ضحيتها المئات، وما تبعها من نقاشات وتحليلات ذهبت بعيدًا عن تحليل الدروس المستفادة والأهداف الحقيقية التي يجب أن نسعى لوضع يدنا عليها وتوصيفها بالشكل الصحيح على الصعيد العسكري وعلى صعيد الحرب النفسية لتجنب تكرارها والوقوع فيها وتقديم النصح الحقيقي للمقاومة في سياقاتها الصحيحة وتحصين الحاضنة الشعبية بوجه الإشاعات والأكاذيب التي تمّ ترويجها خلال هذا الحدث الصعب.

وقال الدكتور محمد المقابلة في تصريحاتٍ للمركز الفلسطيني للإعلام: إنّ تحليل العملية التي شنّها الكيان الصهيوني في سبيل تحرير الأسرى يجب أن ننظر لها من خلال منظارين، منظار تحليلي عملياتي ابتداءً، ومن ثمّ نظرة من ناحية إطار الحرب النفسية.

وفي سياق التحليل الميداني، عبّر المقابلة عن أسفه أنّ معظم المحللين ذهبوا باتجاه تحليل الأحداث التي حصلت خلال يوم العملية، وأنّ القوة الصهيونية دخلت عبر شاحنة مساعدات أو كانوا بعشرات الكوماندوز، ولكنّهم في ذلك لم يصيبوا كبد الحقيقة، بأنّنا يجب أن نعترف بعيدًا عن العواطف، أنّ العدوّ الصهيوني، حقق في هذه العملية ثلاثة أركان لنجاح العملية، بالنسبة لهم ومن الناحية العسكرية البحتة.

وقال الخبير العسكري: إنّ مقياس الأخلاق والالتزام بالقوانين، فهذا ليس من مقاييس هذا الجيش الإرهابي على الإطلاق في عملياته، إذن هو لا ينظر لمقاييس أخلاقية لأنّه جيش بلا أخلاق.

وتابع بالقول: أما مقاييس العسكرية التي أنظر لها كمحلل عسكري أنّ العدوّ الصهيوني في هذه العملية نجح بها، ويجب أن نقول ذلك حتى نتدارك الأخطاء.

ولفت المقابلة إلى أنّ “هذه الأركان الثلاث بهذه العملية استطاع العدوّ الصهيوني أن يحققها، وهنا يجب أن نحللها لتتمكن المقاومة من التنبه لها مع قناعتي بأنّهم سيدرسونها”، على حد تعبيره.

وفي التفاصيل أوضح الخبير العسكري بالقول: العامل الأول، القدرة على الوصول إلى المعلومة: هذا يعني أنّ هناك وسيلة حصل العدوّ الصهيوني من خلالها على معلومات تفيد بمكان وجود الأسرى الذي تتحصن فيه المقاومة.

وأضاف، كيف تمّ ذلك؟ وهنا نحلل ونقول احتمالات، هل هو عامل بشري، احتمال، لكن أنا أستبعد العامل البشري في هذه اللحظة، من خلال العامل الثاني، وهو الدقة في المعلومات، لأنها تعني أن المعلومات لدى العدوّ الصهيوني كانت تُحدّث وتُدام لحظة بلحظة، لأنّ هذه العملية تحتاج لأسبوع من التخطيط على الأقل قبل التنفيذ.

وتابع المقابلة حديثه: إذن الحصول على المعلومات، غير الدقة في المعلومات، لأنها تعني أنه كان هناك تحديث للمعلومات حول الأسرى وحول المقاومة تُدام لحظة بلحظة، وأنا أعزو الدقة في المعلومات وإدامتها وأقول في تحليلي لذلك أنها تعود لأجهزة تجسس أو أجهزة بصمة صوتية أو كاميرات مخفية تمّ وصولها من خلال (المساعدات الأمريكية الخبيثة) التي وصلت إلى أيدي الناس، وكان ممّن وصلت إلى أيديهم سواء طعام أو شراب أو احتياجات بشرية للأسرى (وخاصة الاحتياجات النسائية الخاصة) بطريقة عفوية إلى المقاومة والأسرى من خلال المساعدات الأمريكية، التي نتوقع أنها كانت مزودة بأجهزة بصمة صوتية أو تصوير متصل بأقمار صناعية ومن خلال هذه البصمة الصوتية استطاعوا أن يحددوا مكان الأسرى واستطاعوا أن يديموا المعلومات (لأنّ هذا يعني أنّ المادة التي وصلت بقيت لدى الأسرى تستخدم ومن خلالها استطاعوا أن يديموا دقة المعلومات).

واستدرك بالقول: أيضًا بعد الحصول على هذه المعلومات أنا كلي يقين أنّه تم الاستعانة بعنصر بشري من خلال دسّه داخل مخيم النصيرات لمراقبة المنطقة تحت غطاء بائعين أو سكّان أو تجار أو نازحين لمراقبة المنطقة التي حصروها وإدامة المعلومات للحظة المناسبة، وهذا الأمر أعزوه بقدرة العدو في الحصول على المعلومات ودقة المعلومات التي يجب أن تتنبه إليه المقاومة في ضمان دخول المساعدات، لأنّ كل ما يدخل الآن غزة هو من باب المساعدات وتصل إليه الأيدي الخبيثة الإسرائيلية والأمريكية والصهاينة العرب.

وشدد على أنّ هذا كله يتطلب إعادة قواعد التعامل مع المساعدات سواء الطعام أو الشراب أو ما يحتاجه الإنسان وإعادة تفتيشه والتعامل مع من جديد.

وفيما يتعلق بالعامل الثالث، الخدعة والتضليل، قال المقابلة: هذه أعزوها لنجاح العدوّ ونجح بها، وهذا يتطلب من المقاومة أن يكون هناك طوق إنذار مبكر في محيط يبعد على الأقل 2 كيلومتر من مكان الاحتفاظ بالأسرى، وذلك من خلال أفراد يراقبون حركة ودخول جميع النازحين وجميع شاحنات المساعدات، ومراقبتها من نقطة انطلاقها لنقطة وصولها، وهذا يتطلب زيادة الحرص.

واستدرك الخبير العسكري: أمّا التعامل مع الأسرى، فيجب تفعيل بروتوكولات أمنية جديدة من حيث التضييق على الأسرى، حتى لا يكونوا قادرين على الحركة في حال قيام عمليات تخليص وإنقاذ لهم، ليعيقوا القوات المنقذة، والمقاومة هنا أعرف وأعلم كيف تعيق حركتهم لتسبب لهم الإعاقة، ويهمنا في هذا الجزء ضمان عدم تكرار هذا في أي مرات قادمة لا قدّر الله.

وأكد المقابلة على ضرورة إعطاء الحدث حقه ووزنه الحقيقي، قائلا: نحن يجب أن لا نجزع ولا نستسلم لكل حدثٍ نسمعه، وهذا أمرٌ طبيعي في كل المعارك والحروب، والمقاومة الجبارة التي صمدت ثمانية شهور لا يمكن في الوقت الذي حققت فيه عشرات بل مئات الانتصارات على العدوّ الصهيوني على المستوى العالمي والإقليمي، وعلى مستوى الميدان، وفي لحظة معينة وحادثٍ بسيطٍ لا يعتبر له أي قيمة عسكرية على الإطلاق أن نصاب نحن كحاضنة شعبية باليأس والجزع والقنوط وكأنّ المقاومة انهزمت، فهذه ليست من أسس دعم المقاومة، فهذه حربٌ فيها صفعاتٌ متبادلة.

وشدد على أنّ فلسفة المقاومة في غزة اليوم تقوم على توجيه الصفعات للعدوّ الصهيوني، وإنهاكه وضمان عدم استقراره، وليست فلسفة أنها لا يمكن أن تتعرض لأي خسارة، فهذه معركة من بين المعارك، ويجب علينا أن نكون قادرين على تقبل هذه المعارك ونتائجها مع يقيننا أن المقاومة حققت انتصارات كبيرة إستراتيجية على العدوّ الصهيوني، وهو حتى اللحظة لم يحقق أي انتصار تكتيكي؛ بل أجزم أن تحرير هؤلاء الأربعة أسرى سيظهر لنا نتائجه الإيجابية لصالح المقاومة في الأيام القادمة، لأنّ هذه العملية أمام المقاومة تسببت بقتل أسرى آخرين، وتسببت بتأليب الشارع الإسرائيلي لعدم تكرار مثل هذه العمليات التي تخاطر بحياة الأسرى.

وأكد المقابلة بالقول: أنا كلّي يقين أن المقاومة ستعيد التعامل مع الأسرى وتضيّق عليهم وهذا ما لا يريده اهل الأسرى في الشارع الإسرائيلي.

وفي هذا السياق استهجن المقابلة ما يتم ترديده في سياق الحرب النفسية وبث الأكاذيب والسعي لشيطنة المقاومة والقول إنها وضعت الأسرى بين المدنيين ما تسبب باستهدافهم وقتلهم.

وأكد المقابلة أنّ بعض المثبطين الذين لو خرجوا فينا ما زادونا إلا خبالا وهزيمة، لم يجدوا عيبًا في الذهب إلا أنّ لمعانة ووميضه يؤذي العيون، فالمقاومة تحتفظ وتخفي هؤلاء الأسرى في قطاع غزة، ونحن نعلم جغرافية وديمغرافية القطاع، فأين سيخفونهم.

وشدد على أنّ الإجرام ليس في سؤال أين أخفيهم ولكنّ الإجرام في الذي يرتكب مجازر في حياة المدنيين والأطفال والنساء والأبرياء وفي حياة أسراه ليظهر بمظهر المنتصر أمام شعبه وأمام العالم، والمجرم هو نتنياهو الذي خاطر بحياة أسراه لأنّ نسبة القتلى في هذه العملية من أسراه فاشلة، فهو حرر أربعة وقتل آخرين.

ونوه إلى أنّ مثل هذه العمليات إذا لم تكن نسبة نجاحها عسكريًا فوق الـ ٨٥٪ تكون فاشلة، فكيف يخاطر بعملية نسبة نجاحها ٥٠٪، وكادت أن تكون صفر بالمائة وتسببت بقتل أسراه.

وأشار المقابلة بالقول: هو بالنسبة للمقاييس الأخلاقية في قتل المدنيين، يجب أن نوجه اللوم كله للمجرم ليفتضح أمام العالم كله في إجرامه وعدم حرصه لا على حياة مواطنيه ولا على حياة الأبرياء من أهل غزة.

أما المقاومة فتفعل ذلك لأنّها مجبرة على إخفاء هؤلاء الأسرى في قطاع غزة، وأين ستذهب بهم؟

واكد أنّ هذا أمر من باب التثبيط وليس له أي سند حقيقي أو منطقي، وفي ثمانية اشهر أبيدت أسواق ومربعات سكنية وشقق وعمارات وأبراج وخيام دون أن يكون بها أحد، لماذا نأتي الآن ويسعى البعض لترديد الرواية الصهيونية في تحميل المقاومة مسؤولية الدم الفلسطيني.

وشدد المقابلة على أنّ هذا هو الأسلوب الصهيوني في سعيٍ مفضوح لتحميل وزر الدم الفلسطيني للمقاومة، فمن يقول ذلك هو يدعم الآلة الصهيونية والفكر الصهيوني ولا يريد تحميل هذا الوزر للمجرم الحقيقي، ورأينا كيف قتل العدوّ الصهيوني أطفالاً في الخيام وفي المخابز والأسواق والمستشفيات دون أن يكون هناك أسرى، سوى محاولات فاشلة لشيطنة المقاومة لن تنطلي على أحد.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة