غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد الخبير العسكري الدكتور محمد المقابلة، أنّ الرسالة العسكرية من ظهور أبو عبيدة بالصوت والصورة بعد مائة يومٍ من العدوان الصهيوني على غزة، باعتباره “الرمز العلني” الذي ينتظره الملايين، وهو بصحة وعافية وخير، بعد غيابٍ طويلٍ، وكثرت حوله الإشاعات والأقاويل، يعني أنّ رمز المقاومة وصوتها الناطق بصحة وعافية وخير، ويدلّل على أنّ المقاومة ما زالت من فضل الله بخير.
وفي تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام يقرأ المقابلة العديد من الرسائل العسكرية الاستخبارية في سياق الحرب النفسية ضد العدوّ الصهيوني، ورفع المعنويات للداخل الفلسطيني ولكل أنصار الشعب الفلسطيني في كل العالم.
ولفت المقابلة إلى أنّ خطاب أبو عبيدة جاء من الناحية العسكرية، مليئًا بالمعلومات الحقيقية التي ترفع المعنويات، والتي أيضًا كم من المعلومات الاستخبارية التي زادت العدوّ إعماءً وحيرة.
وقال الخبير العسكري: أقرأ خطاب أبو عبيدة، من الناحية العسكرية، باستعراضه الإنجازات العسكرية التي تم إنجازها عبر مائة يوم، عندما قال إنّ هناك ألف آلية دمّرت، ولما نتحدث عن هذا الرقم، فإنّ هذا العدد يعادل ثلاثة فرق، آلياتها خرجت عن العمل، وهذا إنجازٌ عظيمٌ جدًا، تحققه المقاومة، لا سيما وأنّ ثلاثة فرق تعادل جيشًا بأكمله وبكل معنى الكلمة.
ولفت إلى أنّ تعداد الفرقة تختلف من دولة لأخرى، لكنّ تعدادها في دولة الكيان الصهيوني من 15 ألف إلى 18 ألف جندي، كعدد قوى بشرية، والآليات في الفرقة الواحدة عندهم قد يصل بين 300 إلى 350 آلية، ما بين دبابة مدرعة وناقلة جند وناقلة أفراد، وآليات مصفحة خفيفة (آليات عجل) وليست آليات جنزير.
الرهان على استنزاف المقاومة فشل
وتابع المقابلة بالقول: إنّ مما نقرأه أيضًا، فيما تحدث به أبو عبيدة في جانبين رئيسيين أفهم منهما أنا كعسكري، أنّه يوجه رسالة إلى العدوّ الصهيوني إن كانوا يراهنوا على استنزاف قوة المقاومة النارية من السلاح والعتاد فهذه أبطلتها تصريحات الناطق باسم الكتائب عندما قال إن القسام تصنع ذخائرها وصواريخها داخل غزة، ولسنا بحاجة أن نأتي بشيء من خارج غزة، حتى ولو أردتم إغلاق محور فيلاديلفيا الذي تدّعون أنه يستخدم لتهريب السلاح، فهذا ينفيه نفيًا قاطعًا، لأنّ العتاد والذخائر تصنّع داخل غزة.
واستدرك بالقول: إذن المقاومة صنعت ما يكفيها خلال الفترة السابقة وهي ليست بحاجة إلى أنفاق أو تهريب ذخائر إلى الى السلاح وهذا يدل على اكتفاء من الناحية اللوجستية.
وقال المقابلة: أيضًا، نفى من ناحية عسكرية ادّعاءات العدوّ الكاذبة من أنّهم قاموا بالقضاء على المقاومة في شمال غزة وتدمير منصات الصواريخ، وهذا أتى من قوله، إنه لا يوجد لدى المقاومة في غزة منصات مذخرة، وهو ينفي الصور التي عرضها الكيان الصهيوني ويثبت أنّها “صور مزيفة”.
وشدد الخبير العسكري على أنّ “منصات الصواريخ لدى المقاومة تكون مخفية وليست مذخرة، ولا تكون حاملة للصواريخ، وعندما يتخذ القرار بالإطلاق، يتم إحضار الصواريخ من مكانٍ ما، وتجهيزها وإطلاقها”.
وتابع المقابلة: ايضًا، قال أبو عبيدة عبارة، هي معلومة استخبارية حيرت الجميع، وستوقع العدوّ في حيرة كبيرة، وهي أنه قبل السابع من أكتوبر لا يوجد لدى المقاومة مستودعات صواريخ داخل قطاع غزة، وهذه الأمور لم تكشف تفاصيلها ولا أريد الخوض فيها، وهو بذلك يكذب العدوّ في إعلاناته المتكررة بأنّه دمّر مستودعاتٍ للصواريخ.
ونوه إلى أنّ “هذا يدلّ على أنّ العدوّ يكذب في عرض الإنجازات المتوهمة لجبهته الصهيونية الداخلية، وانّ هذه الصواريخ والمنصات بخير وعافية، وأنّ عملية وجودها بطريقة عبقرية لا نعرف ما هي ولكن ليست مستودعات”.
وأضاف بالقول: وكذلك، ثبت لنا أنّ المقاومة ما زالت قادرة على إطلاق الصواريخ من الشمال الذي ادّعى العدوّ أنّه قام بتفكيك قدرات حماس فيه والقضاء على الصواريخ، ولكنّها ما زالت تطلق من شمال غزة ومن بين أماكن تواجد الجنود الصهاينة.
بين رسائل الطمأنة والحرب النفسية
وقال المقابلة: إنّ هذا كله يعطينا رسائل طمأنينة بأنّ المقاومة من الناحية العسكرية، ما زالت بخير وعافية، من حيث عدد المقاتلين، وأكد اليوم هذا الكلام ما صراح به المسؤولون الصهاينة من أنهم لم يلحقوا خسائر بقيادات حماس والمقاومة وجنودها، وأنّهم ما زالوا بخير.
وخلص الخبير العسكري إلى أنّ المقاومة من الناحية اللوجستية ومن الناحية “العملياتية” والقوى البشرية، ما زالت بخير، حتى وإن لحقت بها خسائر لم تصل إلى الحد الذي -لا سمح الله – يؤثر على المقاومة، وهي أقل من النسب الطبيعية المتوقعة خلال مائة يوم.
وفي السياق ذاته، لفت المقابلة إلى أنّ أبو عبيدة استخدم أسلوب الحرب النفسية بطريقة ماهرة جدًا في أنّه ترك العدوّ تحت ضغط الجمهور الإسرائيلي عندما تطرق إلى موضوع الأسرى بطريقة ذكية جدًا، لم يوصل منها واقع الأسرى الحقيقي، لكنّه أوحى أنّ الأسرى منهم من قتل بيد جيشهم الصهيوني، والآخر مصيره مجهول.
وختم بالقول: إنّ خطاب أبو عبيدة سيدفع من باب الحرب النفسية الجمهور الإسرائيلي إلى زياد الضغط عل حكومته الإرهابية خوفًا على أبنائهم وأسراهم، وأنّ الوقت يسابقهم وكلما قصف العدوّ الصهيوني فهو يقتل أسراه، وهذا سلاحٌ قويٌ استخدمه خطاب المقاومة في إطار الحرب النفسية الموازية للحرب بالنيران.
جيش الاحتلال: حماس لم تخسر قادتها وأغلبية مقاتليها أحياء
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة لم تخسر قادتها، وإن أغلبية مقاتليها لا يزالون على قيد الحياة بعد 100 يوم من الحرب.
وذكرت الصحيفة أن تقديرات الجيش تشير إلى أن عدد مقاتلي كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس عشية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بلغ نحو 30 ألفا.
ويزعم جيش الاحتلال أنه قتل 9 آلاف مقاتل في قطاع غزة، من بينهم نحو 50 من قادة كتائب القسام.
وأمس الأحد، أكد الناطق العسكري باسم الكتائب أبو عبيدة أن ما يعلن عنه العدو من إنجازات عسكرية مزعومة خلال عدوانه على غزة “هي أمور مثيرة للسخرية بالنسبة لنا، وسيأتي اليوم الذي نثبت فيه كذب هذه الدعاوى وعيبتها”.
في المقابل، أكد أبو عبيدة أن جيش الاحتلال تكبد خسائر باهظة تفوق تكلفتها ما تكبده في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.