عمّان – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد الخبير العسكري محمد المقابلة، اليوم الجمعة، أنّ الرسالة التي بثتها كتائب القسام لعائلات أسرى جنود الاحتلال الصهيوني في “سياق الحرب النفسية” من شأنها أن تزيد الضغط على نتنياهو وحكومته وستصعد الأزمة التي تعيشها دولة الاحتلال اليوم في ظل تصاعد المشاعر لدى الإسرائيليين بأنّ نتنياهو بات يشكل “خطرًا وجوديًا” على الكيان بأكمله.
وعبّر المقابلة في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام عن تقديره وإعجابه الكبيرين بـ “العقول الإستراتيجية” التي تملكها المقاومة في كل المجالات العسكرية والحربية والعملياتية والتخطيطية والإعلامية، وطريقة توظيفها في سياق “الحرب النفسية”.
وقال المقابلة: إنّ الفيديو الذي صدر اليوم بخصوص تحذير عائلات أسرى جنود الاحتلال في غزة من أن نتنياهو يستغل الحالة النفسية التي يعيشها والمتعلقة بقصة أخيه يوناتان، وطريقة مقتله خلال محاولة تحرير رهائن إسرائيليين من طائرة اختطفتها المقاومة الفلسطينية عام 1976، واصفًا طريقة توظيف المقاومة لهذه القصة بأنّها “سابقة للتفكير”.
وتابع المقابلة حديثه: أنا أعرف القصة بتفاصيلها تماما منذ فترة لكن لم يخطر في بالي لحظة أن تحوّر ويتمّ توظيفها من قبل كتائب القسام بهذه الطريقة، وأصلاً هو من المعروف أن نتنياهو لديه مشاكل نفسية سابقة، وهم تنبهوا إلى ذلك.
تفاصيل قصة يوناتان
وأوضح المقابلة تفاصيل تلك القصة التي قتل فيها شقيق نتنياهو، قائلا: إنّ يوناتان كان كولونيلا برتبة عقيد وشارك في قيادة قوة خاصة في عملية عنتيبي التي تمّ فيها اختطاف طائرة على يد جماعات فلسطينية في عالم 1976، وتم توجيه الطائرة إلى منطقة في دولة أوغندا تسمى عنتيبي.
وتابع بالقول: إنّ المقاومة الفلسطينية أخرجت كل الركاب غير الإسرائيليين وأبقوا فيها فقط الركاب الإسرائيليين، وكان عددهم يتجاوز المائة، وطلب المختطفون في حينه مقايضة هؤلاء مقابل تبييض السجون الإسرائيلية من كل الأسرى الفلسطينيين والعرب.
واستدرك بالقول: لكنّ الكيان الصهيوني تعنت وأرسل مائة من قواته الخاصة، وكان قائدها العقيد يوناتان نتنياهو الأخ الأكبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو.
وقال المقابلة: إنّ القوة الخاصة الصهيونية التي نسقت مع الجيش الأوغندي كانت تهدف إلى تحرير الرهائن، وعندما وصلوا إلى المطار الذي هبطت فيه الطائرة في عنتيبي.
إجرامٌ قديمٌ جديدٌ
ولفت إلى أنّ القوة الخاصة الصهيونية التي يقودها يوناتان بعملية إجرامية لدرجة أنهم قتلوا 11 جنديًا من الجيش الأوغندي، ولم يكن لهم أمان ولم يميزوا في الهجوم حتى جنود القوات الأوغندية التي كانت تساندهم، كما دمّروا بصواريخ أرض أرض أكثر من خمس طائرات جاثمة على أرض المطار من دول مختلفة.
وتابع أنّ القوة الخاصة قامت بعملية هجوم على المقاومين في الطائرة، والذين بدورهم تصدوا لهم حتى آخر نفس، ولكن ألحقوا خسائر بالمقاومة لأنّ عددهم لم يكن يتجاوز عشرة إلى اثنا عشر فردًا في حينه.
وأشار المقابلة إلى أنّه قد قتل من الصهاينة عدد لا يتجاوز الخمسة، وكان يوناتان يريد أن يقوم بعملية تحرير الرهائن، فدخل الطائرة، لكن كان بانتظاره مقاومٌ فلسطينيٌ مصابٌ ما زال على قيد الحياة واستطاع أن يقتل يوناتان نتنياهو على سلم الطائرة، وفي نهاية المطاف تمكنوا من تحرير الرهائن.
ولفت الخبير العسكري إلى أنّ هذه القصة تركت عقدة نفسية عند نتنياهو، ومن يومها وهو يتصرف بعدوانية مبالغ فيها ضد الفلسطينيين.
ذكاء قسّامي إستراتيجي
وشدد المقابلة على أنّه من الذكاء الإستراتيجي أن تسترجع كتائب القسام هذه الحادثة، لأنّ ننتياهو عنده عقد نفسية كثيرة جدًا، وهو يترجم ماضيه وكثير من الأزمات التي مرّ بها، وهذه واحدة منها، أنّ لديه مشكلة مع قضية الرهائن وأنه لا ينسى قضية أخاه، ولذلك قد يصفي الرهائن والأسرى وكل من تحالف معه من الأوغنديين كما فعل أخوه، وهو اليوم يكرر المشهد ويقدم على قتل الأسرى الذي يخصون مجتمعه الإسرائيلي “بدون وعي”.
ولفت إلى أنّ “توظيف قصة شقيق نتنياهو في هذه الحالة سابقة لتفكيرنا، وهي حقيقية وليست ضربًا من الخيال”.
تأثير المشاهد على المجتمع الصهيوني
وحول تأثير رسالة القسام على المجتمع الإسرائيلي وخاصة عائلات الأسرى، قال المقابلة:
اليوم بعد هذه القصة والمجتمع الصهيوني ستعود له حالة الوعي لأنه لا يستحضر هذه القصة ولا يذكرها، الأجيال الشابة في مجتمعهم سيعيدوا قراءة هذه القصة ويربطوها بالرسالة التي ارادتها المقاومة.
وأضاف، أن المجتمع الإسرائيلي سينتبه إلى أنّ نتنياهو يعيش حالة نفسية تشكل خطرًا على أبنائهم الأسرى، وهو عنده حالة من الروح الانتقامية ضد الفلسطينيين بشكل هستيري، ولو أدى إلى مقتل الأسرى اليهود.
وشدد على انّ “هذه القصة ستزيد تخوف الإسرائيليين والقيادة السياسية والعسكرية من نتنياهو، وقبل أيام شهادنا كيف أنّ أحد السياسيين الإسرائيليين حذر من أنّ نتنياهو هو احد أسباب التهديد الوجودي لإسرائيل.
والفيديو الذي بثه القسام اليوم في ظل هذه الظروف سوف يزيد الجبهة الداخلية الصهيونية حنقا وغضبا على نتنياهو وقراراته التي يتخذها، وستصعد الحراك المعارض في المجتمع الإسرائيلي وخاصة عائلات الأسرى ضد نتنياهو، فرسالة الحرب النفسية القسامية سيتخذها المجتمع الإسرائيلي سببًا للتصعيد ضد إدارة نتنياهو.