حي الزيتون عقدة قتالية تواجه السحق العسكري لتحقيق خطة تقسيم غزة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يواجه حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة عملية سحق عمراني بالقوة النارية الإسرائيلية، ترافقها عملية تهجير قسري لسكانه، حيث يقوم جيش الاحتلال بعملية نسف للمباني وتسويتها بالأرض مد البصر من شارع 10 إلى شارع 8، فما الذي يجري هناك؟

ويُعد حي الزيتون قريبًا من مناطق تمركز الاحتلال في جحر الديك وسط قطاع غزة، كما أنّه المنطقة الأقرب إلى الفاصل الجغرافي المعروف باسم محور “نتساريم” الذي تعمل سلطات الاحتلال على توسعته ليشمل الزيتون كاملاً مع جزء كبير من حي الصبرة، كجزء من خطة تقسيم القطاع إلى مناطق أمنية والسيطرة على مرافق الحياة المدنية واستبعاد المنظمات الإنسانية الدولية، وإنشاء ما يسمى “قيادة مدنية” تُدير توزيع المساعدات الإنسانية.

🔴🔴🔴 مهم جدا جدا جدا

الجيش الإسرائيلي يوسع “محور نتساريم” حيث وصلت حدوده حتى شارع 8 بمنطقة حي الزيتون ويضم (شارع 8، صالات الأفراح، وجامعة غزة) وهو طريق حيوي ورئيسي يربط حي الزيتون بحي تل الهوى ومناطق غرب غزة حتى البحر وشارع الرشيد pic.twitter.com/v3xPrcCiAK

— صاحب السعادة (@16_Gouda) September 3, 2024

ومنذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة بداية نوفمبر/ تشرين ثاني 2023، نال حي الزيتون النصيب الأكبر من الاجتياحات الإسرائيلية التي خلفت دمارًا هائلًا في منازله وبنيته التحتية، فضلًا عن استشهاد وإصابة المئات من أهله.

ففي الـ20 من فبراير/ شباط الحالي، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة لواءين من الفرقة 162، عملية عسكرية على حي الزيتون، استمرت أسابيع، واجه خلالها معارك ضارية وصعبة مع قوى المقاومة الفلسطينية.

حي الزيتون هو المنطقة الوحيدة التي جرى اجتياحها ثلاث مرات، وهو الشاهد الأول على فشل المرحلة الثالثة، وسقوط الحل العسكري كأداة لإخضاع الحي.

في الاجتياح الثاني للحي، كان يحلم غالانت أن يسقط سلطة المقاومة فيه، ويستبدلها بحكم العائلات والعشائر، إلا أنه باء بالخيبة والفشل، وعاد جيشه… pic.twitter.com/LDCz6W8A1Q

— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) May 27, 2024

وفي 4 مارس 2024 الماضي أعادت قوات جيش الاحتلال انتشارها في الجانب الشرقي من الزيتون، في إشارة لإصرارها على البقاء في الحي الذي تراه ضمانة لسيطرتها على شمال قطاع غزة. وفي 5 مايو 2024 نفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية استمرت 6 أيام، لمواصلة ما أسماه “تفكيك البنية التحتية” للمقاومة في المنطقة، وفي 24 أغسطس 2024 عاد جيش الاحتلال للتوغل البري في الحي مصحوباً بعمليات قصف جوي، حيث يواجه مقاومة عنيفة كبدته قتلى وجرحى.

وتحوّل الحيّ صاحب التجربة الكبيرة في مواجهة الاجتياحات الإسرائيلية إلى جحيم لقوات الاحتلال حيث تصدت المقاومة منذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023 لألوية متنوعة في الجيش، والتحمت مع قوات المدرعات والمشاة، على الرغم من تركيز اعتماد الاحتلال على الألوية المدرّعة في “جيشه” في محاولات تقدّمه ومحاولة استهدفه للمقاتلين في الحيّ. وقد دلّ استقدام هذه الألوية على الخشية الإسرائيلية من المعارك الشرسة التي قد توقع جنوده في القنص والأسر.

مشاهد جديدة من عملية استهداف قناصي سرايا القدس وكتائب القسام جنوداً من جيش الاحتلال في محاور حي الزيتون بمدينة غزة. pic.twitter.com/gKmNlDETbd

— رضوان الأخرس (@rdooan) September 3, 2024

وقد قادت الفرقة 36، وهي فرقة مدرعات تصنّف من أكبر التشكيلات في جيش الاحتلال، الهجوم على الحي، وتتبع لها 4 ألوية، أشهرها غولاني، إلى جانب اللواء المدرعات 401 الذي يُعرف بـ”آثار الحديد”، وهو يتشكل من كتائب مدرعات، ومن فرق مشاة وكتيبة هندسة، ويصنّف بأهميته في المعارك الميدانية.

وشارك في معارك حي الزيتون فوج المدفعية 215 التابع لسلاح مدفعية جيش الاحتلال، وهو يتشكل من كتيبة الخدمة العادية، إضافة إلى كتائب احتياط، وهو سلاح عن تشغيل المدفعية المتوسطة والطويلة المدى.

يضم أسرار حماس تحت الأرض.. ما قصة دليل أنفاق غزة الذي عثرت عليه قوات الاحتلال في حي الزيتون وما أبرز ما يحتويه؟ إليك التفاصيل 👇 pic.twitter.com/hqzdWObBVv

— أنا العربي – Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) September 3, 2024

شارك أيضاً في هذا الحيّ “لواء ناحال” الذي تأسسّ عام 1982، وهو أحد الألوية التي تسمى بـ”النخبة” في “جيش” الاحتلال، وعادةً ما يكون نطاق خدمته العسكرية في المناطق الخطرة، وتتضمّن مهامه الدوريات القتالية وعمليات المراقبة، إضافة إلى الدعم التكتيكي لعمليات التوغل.

ولطالما شكل الزيتون عقدة قتالية قوية بمقاومتها وأهلها أمام توغلات الاحتلال التي لم تتوقف من إبان انتفاضة الأقصى، بعدما فجّر مجموعة من مقاتلي سرايا ناقلة جندٍ إسرائيلية عام 2004، ما أدى إلى مقتل 6 جنود من سلاح الهندسة في جيش الاحتلال.

بين الاحتلال ومخيم جباليا قصص ومرويّات، لديهم تاريخ قاسِ وثأر دفين ضد المخيم، كان ولا زال شوكة سامّة في حلقهم عبر التاريخ.

الصورة لأول عملية مصورة ضد جنود الاحتلال في حي الزيتون بتنفيذ من عماد عقل ابن مخيم جباليا، قتلهم ثم ترجّل ليلتقط صورهم ويسلمها لوسائل الإعلام.. جبروت! pic.twitter.com/gCZxJDOWAd

— معتصم ️ (@Muatsim) November 1, 2023

واليوم، تعيد معركة طوفان الأقصى والمعارك البرية إلى ذاكرة الاحتلال ما شهده في العدوانيين عام 2008 و2014، حين واجهت المقاومة في “الزيتون” محاولات التوغّل الإسرائيلي بالكمائن النوعية التي أوقعت الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح وأجبرتهم على الانسحاب.

واكتسب حيّ الزيتون، أكبر أحياء قطاع غزّة، أهميته الاستراتيجية انطلاقاً من مواجهته أبرز محاور التوغلات العسكرية الإسرائيلية تاريخياً، إضافة إلى أنه نافدة على شارعي الجلاء وصلاح الدين الذي جهد جيش الاحتلال للسيطرة عليهما، كشارعين رئيسين، بهدف عزل مناطق القطاع عن بعضها البعض.

مشهد يبث الرعب ليس في قلب الجنود الاسرائيليين وإنما في قلب نتنياهو ووزرائه كتائب القسام تبث مشاهد بطولية خارقة من التحام مجاهدي القسام اليوم بآليات جيش الاحتلال شرق حي الزيتون وتدمير إحداها من مسافة صفر بعبوة العمل الفدائي وقذيفة الياسين 105 #غزة_تنتصر #Gaza pic.twitter.com/DtQZqYXhg7

— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) November 2, 2023

وعلى مساحة 9 آلاف دونم تقريبًا في قلب المدينة القديمة جنوب شرقي مدينة غزة، يقع الحي الذي اكتسب اسمه من كثرة أشجار الزيتون التي تُغطي معظم أراضيه الجنوبية، ويُعد واحدًا من أقدم أحياء غزة، وثاني أكبرها سكانًا، إذ يبلغ عددهم 80 ألف نسمة.

ويتميز الحي وجود العديد من المعالم الأثرية والتاريخية القديمة، أبرزها مسجد كاتب ولاية الذي يضم مئذنة عتيقة، مكتوبا عليها كتابات منذ 735 ميلادية، بالإضافة إلى ومسجدي الشمعة والعجمي، وحمام السمرة، والمستشفى المعمداني، وكنيسة القديس بريفيريوس، وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم؛ وبُنيت في القرن الخامس الميلادي، وقصفها الجيش الإسرائيلي في 17 أكتوبر الماضي.

🔴 ملخص لأحداث اليوم 17 اكتوبر 📝:

هو حدث واحد فقط يلخص كل هذا اليوم :

حدث في مستشفى المعمداني في غزة مجزرة من اكبر المجازر في التاريخ الحديث ، طفال نساء كبار وجميعهم مرضى يتعالجون في هذا المستشفى غير النازحين الذي طردوا من منازلهم وسكنوا في المستشفى وبين جدرانه خوفاً من القصف… pic.twitter.com/NGavpHPZHs

— TRAVIS | تراڤس (@iirode0) October 18, 2023

وتسبب العدوان العسكري على الزيتون بدمار هائل في الحي، وفق أحمد ياسين الذي نزح من الحي قبل أشهر، مشيرا إلى حجم الدمار لا يمكن وصفه بعدما أحرق ودمر جيش الاحتلال غالبية منازله إما جزئيًا أو كليًا، بفعل القصف المدفعي والجوي الذي شهده خلال الاجتياحات المتكررة له.

ويبين أن جيش الاحتلال تعمد في مايو/ الماضي إحراق أكثر من 75 منزلًا بمحاذاة مستوصف الزيتون ومنطقة المصلبة وشارع مسجد علي، عدا عن تدمير المستوصف الذي يخدم عشرات آلاف المواطنين سواء من أهالي الحي أو المناطق المحيطة به، وكذلك تدمير آبار المياه وشبكات الكهرباء والصرف الصحي. 

الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري: جميع محاولات الاحتلال في تفكيك كتيبة الزيتون والقضاء على كتائب القسام فشلت#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/KlgCA5RVsf

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 12, 2024

وفي هذا الإطار، يشير الخبير العسكري فايز الدويري إلى أنّ تكرار العمليات العسكرية في الزيتون تؤكد أن مزاعم الاحتلال بتفكيك كتائب القسام وأطرها التنظيمية بالمنطقة غير حقيقية، وضراوة معارك الزيتون المحتدمة تظهر أنه لم يتم تحطيم البنية المقاومة القتالية بالقاطع الشمالي.

ويوضح أن المشاهد التي ينشرها الإعلام العسكري لفصائل المقاومة وثّقت أدلة سقوط ألوية جيش الاحتلال وجنوده تحت نيرانها، وشكّلت دليلاً على حجم السيطرة الميدانية للمقاومة في حيّ الزيتون.

قراءة عسكرية مع اللواء فايز الدويري لكمين حي الزيتون في مدينة #غزة الذي نفذته كتائب القسام وأعلن الاحتلال عن مقتل جندي فيه وإصابة 12#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/5Ftg5dtBPI

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 23, 2024

يقول الدويري إن الاحتلال يحاول إحكام السيطرة العسكرية على حيّ الزيتون لتحقيق عملية فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه والجنوب، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى قطع إمدادات المقاومة ونقاط اتصالها، وهو هدف مركزي لقوات الاحتلال منذ بدء الهجوم البري على القطاع.

ويشير إلى أن طبيعة الأرض تساعد المقاومة على خوض معارك خلف خطوط العدو وتمنحها فرصة لمهاجمة الموجات اللاحقة من قوات الاحتلال.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة