حنان أبو ريا : واحدة من الامهات الفلسطينيات اللواتي فقدن ابنائهن بحرب الابادة بغزة شاهد ماذا تقول PNN فيديو

 ​   

غزة / بيت لحم / PNN / يقال ان المأساي في الحروب تبدا في الظهور بعد ان تسكت اصوات المدافع لكنها في غزة تظهر بشكل يومي امام اعين العالم الصامت على جريمة الحرب والابادة اجمع الذي لا يحرك ساكنا لوقفها.

حنان ابو ريا “ام فايز” فلسطينية من غزة و واحدة من الامهات الفلسطينيات اللواتي لن يسامحن ويغفرن للعالم اجمع لانه لم يوقف حرب الابادة التي تعرضت لها عائلتها من بينهم ابنها وبناتها الاربع في قصف همجي اسرائيلي على منازل العائلة في حي تل الهوى بعد ان فروا جميعا من حي الرمال الذي كان يتعرض للمسح عن الوجود

تقول ام فايز ريا ام لاربعة بنات وثلاثة ابناء و التي نجت من المذبحة التي تعرضت لها عائلتها انها تتمنى أن ترى بناتها وتحتضنهم ولو لمرة واحدة وتشتمهم  رائحتهم لمرة واحدة فقط لكنها لن تستطيع لانهم ببساطة رحلوا في قصف همجي إسرائيلي لمنزل تجمعت به العائلة هربا من القصف.

ام فايز التي نجت من الموت مع ابنها فادي الذي يعاني من شلل بعد ان سقط في شهر نيسان من العام الماضي عن الطابق الخامس خلال عمله باخد شركات الانشاءات في القطاع حيث عانى من الغيبوبة في الاسابيع الاولى واستفاق بعدها ليبلغهم الاطباء باصابته بالشلل حيث بدات رحلة بحثهم عن العلاج له.

وتضيف توجهنا لخارج القطاع لداخل الاخضر حتى نتفاجىء ثاني يوم في دخولنا بأن ابني فادي عمل العملية فور وصوله للمشفى على الساعة 2 بعد منتصف الليل، حيث قاموا بإدخاله للعملية فورا بعد  عمل صورة رنين له، و وجدوا نزيف في رأسه، وقالوا له انه لو انتظر لساعات الفجر كان سيموت بسبب النزيف.

واوضحت ان المشفى في غزة قالوا لنا لا يوجد شيء برأسه، الاصابة بعيد عن الرأس، و تبين أن الفقرة الخامسة والسادسة والسابعة مكسورين، كما ان الحبل الشوكي تضرر وحدث له شلل كامل وليس شلل نصفي حيث استمروا بالبحث عن علاج له بين مشافي الداخل والضفة الى ان بدات الحرب حيث وصلوا لمستشفى بيت جالا الحكومي الحسين بتاريخ الثاني من اكتوبر اي قبل خمسة ايام من اندلاع الحرب في السابع منه.

وتقول انها لم ترى بناتها منذ ستة اشهر حيث كن يتواجدن في المنزل بغزة حيث كانت تتواصل معهن ليل ونهار عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي وعندما بدأت الحرب اول يوم وثاني يوم وثالث يوم كانوا يصرخون وهم يتحدثون معي ، “ماما يا ماما احنا بنموت فش أمان القذائف فوق رأسنا”.

تقول المواطنة ريا ان هذا الخوف الذي سمعته من  بناتها نقلته لأخواتها على مجموعة تواصل اجتماعي للعائلة حيث طلبت منهن رعاية بناتها واسرتها وقالت لهن انهن المسؤولات اذا حدث لبناتها شيء وني بعيدة عن منزلها وبناتها في الضفة الغربية من اجل علاج ابنها فادي..

وتوضح ام فايز ان احد شقيقاتها قامت بارسال سيارة اجرة بسرعة لبناتها وطلبت منهم المكوث في منزلها وقالت ان ملكة ونوران وتوتو وعواد، ذهبوا اليت خالتهم وهربوا عندها من منزلهم بحي الرمال الى منطقة تل الهوى حيث تعيش خالتهم في فيلا هناك حيث بقوا هناك لحين استشهدوا.

وعن تلقيها خبر استشهادهم تقول ام فايز ريا انها وصلت الطايق الرابع في مستشفى بيت جالا و على باب الغرفة رأيت شخصا واقفاً، انا كنت خارجة من الغرفة، سألني انتي أم فادي؟ قلت له نعم انا، قال لي تعالي معي، ذهبت معه ودخلت غرفة رأيتها مليئة بالناس و في تلك اللحظة شعرت ان شيء غطى على عيناي، رأيت الدنيا بيضاء وشعرت ان هناك امر ما خطير وكبير.

و تضيف قلت لهم ماذا هناك، هل بناتي استشهدوا؟ قالوا لي اجلسي، قلت لهم وضحولي لي ماذا يجري؟  هل أختي استشهدت؟ قالوا لي “لا” بس تعالي.. وبعدها قلت لهم في غصة بقلبي، أقول لكم هل بناتي استشهدوا؟ هل ابني استشهد؟ وحينها قالت احدى الممرضات لي “والله يا حبيبتي أتمنى ان أقول لك لا، بس هذا الذي حصل حيث قلت لهم قولوا لي من؟ ملكة، نوران، توتو، عواد، أختي، زوجي، من؟ فهموني من الذي حي ومن الذي مات؟ هل هم مقطعين أشلاء أو كويسين أو جرحى؟ ماذا هناك اشرحوا لي”.

واضافت ام فايز :”أتذكر أنها قالت لي كلمة نحن تواصلنا معهم بغزة والفيلا الخمس طوابق تم قصفها وكلهم تحت الركام، صرخت وقلت يا ليتهم انتظروني.. بعدها لم استيقظ الا ثاني يوم، لا اعلم ما الذي جرى”.

ام فايز الحزينة الصابرة بالم و التي ثكلت بكافة الراد اسرتها واحبائها تعيش حالة غضب وحزن في مستشفى جمعية بيت لحم العربية حيث يتلقى ابنها الناجي معها من مجزرة الاحتلال العلاج نتيجة اصابته بالعمل قبل الحرب وادت لاصابته بالشلل تقول وهي تبكي حيث لم تجف دموعها لم يعد لدي حياة بعد بناتي وابني، لا بغزة ولا بأي مكان اخر، هؤلاء أخواتي الذين ذهبوا أيضا ليسوا فقط بناتي هؤلاء حياتي و قلبي من الداخل، لا يوجد فرق بينهم وبين بناتي بأي شيء، هم الذين  كانوا سندي في كل شيء”.

وتختم حديثها بحزن ودموع وتقول :”لا يوجد حياة الان في غزة لمن اعود لا بيت، لا بنات لا أولاد لم يبقى أحد”.

  

المحتوى ذو الصلة