غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي “ارتكب جريمة حرب وحشية” باقتحامه واعتدائه بالدبابات على مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
وأوضح القيادي في “حماس” أسامة حمدان، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، أن اقتحام الاحتلال لمجمع الشفاء “انتهاك صريح لحرمة مؤسسة صحية محمية بحكم اتفاقية جنيف الرابعة”.
ونوه حمدان إلى أن جنود الاحتلال “عبثوا بكافة الأقسام والصيدلية ودمّروا مستودع الأدوية، وعطّلوا جهاز الرنين المغناطيسي في المشفى”.
واستطرد: “بعد 20 ساعة من الاعتداء على كافة مرافق المستشفى خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال كعادته برواية هزيلة سخيفة، ليقول وجدنا عدة قطع بنادق كلاشينكوف، وجهاز لابتوب، وبزّة عسكرية، وحذاء”.
ووصفت حماس ما حدث في مجمع الشفاء الطبي بـ”مسرحية هزيلة”، لجأ إليها الاحتلال وأعدّها للتغطية على سقوط روايته المزعومة.
وأكملت: “تبيّن للقاصي والداني كذب الاحتلال والإدارة الأمريكية التي روّجت لمزاعم الاحتلال، دون دليل أو بيّنة”.
واستطرد: “لذلك كنّا ولا زلنا نطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، منذ أسبوعين، بتشكيل لجنة دولية للاطلاع على واقع المستشفيات، وللوقوف على كذب الاحتلال، لأننا نُدرك بأن هذا الاحتلال سيلجأ إلى التضليل والكذب واختلاق الروايات”.
وتابع القيادي في حماس: “بعد ظهور ركاكة رواية الاحتلال وهشاشة الأدلة على مزاعمه التي أصبحت موضع سخرية العالم، لا نستبعد أن يلجأ الاحتلال الى فبركة مسرحية جديدة لتسويق أكاذيبه”.
وحمّل “حمدان”، قادة الاحتلال والرئيس الأمريكي المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، وعن كافة الجرائم بحق أطفال ونساء ومدنيي غزة العزّل الذين يُقتلون بسلاح أمريكي، وغطاء من الرئيس بايدن وإدارته، الشركاء في هذه الجريمة.
وقال إن “العالم والأمم المتحدة والصليب الأحمر وكافة المؤسسات الدولية، يَعْلَمون ويصمتون عن تحميل الاحتلال مسؤولية جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غزة”.
متسائلًا: “أين أنتم مما يفعل الاحتلال؟، وأين مسؤولياتكم القانونية والأخلاقية لحماية المؤسسات الطبية المحمية دولياً؟!”.
وأفاد بأن “الاحتلال أخرج 25 مشفى من أصل 35 عن الخدمة، ولا زال يقطع الكهرباء والوقود ويمنع وصول الأدوية عن كافة المستشفيات والمراكز الطبية المتبقية، ويعرّض كافة المرضى لخطر الموت”.
معبر رفح والممرات الإنسانية
وصرح أسامة حمدان: “لا زلنا ننتظر تطبيق قرار القمة العربية والإسلامية الطارئة، الداعي لكسر الحصار، وإدخال المواد الإغاثية والوقود والأدوية (فوراً) منذ 6 أيام مضت على هذا القرار”.
وشكرت حماس، الدول التي قدّمت المساعدات الإغاثية والإنسانية وأوصلتها إلى مصر تمهيدا لدخولها لغزة.
ودعا تلك الدول، وكافة الدول العربية والإسلامية، إلى ممارسة الضغط على واشنطن، لإدخال الأدوية والوقود، ولرفض أية صيغة يتحكّم فيها الاحتلال بدخول الأدوية والوقود والمواد الإغاثية التي هي حق طبيعي للشعب الفلسطيني عبر معبر رفح المصري الفلسطيني.
واستطرد: “وهنا لا نُعفي وكالة الأونروا والأمم المتحدة من مسؤولياتها القانونية والدولية عن رعاية النازحين واللاجئين في قطاع غزة؛ فهناك مسؤولية واضحة ومباشرة ملقاة على عاتقكم”.
الأسرى في سجون الاحتلال
أوضح القيادي في “حماس” أن الحركة تُتابع أوضاع الأسرى الأبطال، والانتهاكات الجسيمة اللاإنسانية بحقهم “وسط صمت المؤسسات الدولية والعمى الذي أصابها عن الانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني”.
ونبهت إلى أن المتطرف إيتمار بن غفير، ومنظومة الاحتلال الأمنية النازية، لا زالوا يحاولوا عبثاً الضغط على الأسرى، عبر التضييق عليهم، بحرمانهم من حقوقهم القانونية، ويمارسون بساديّة ونازية، أشكالاً متعدّدة من التعذيب الجسدي والأذى النفسي.
وجدد التأكيد: “شاء الاحتلال أم أبى هؤلاء الأبطال سيخرجون من السجون. ولن نتوقف حتى يخرجون وينعمون بالحريّة، فذلك عهدٌ قطعناه على أنفسنا ولن نتراجع عنه”.
الحراك العالمي والتضامن مع الشعب الفلسطيني
وثمّنت حركة حماس عالياً الحراكات الشعبية التي لا زالت تجوب العواصم، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ورفضاً للعدوان والإبادة الجماعية التي يرتكبها “النازيون الجدد” في قطاع غزة.
وأكمل القيادي أسامة حمدان: “معاً وسوياً سنواجه هؤلاء القتلة الأشرار، الذين يهدّدون العالم بالفوضى. فهذه مهمّة مقدّسة ملقاة على عاتق الجميع، ونحن مطمئنون بأننا سويّاً سننجح في وضع حدٍ لهذه الوحشية المُنْفلتة، وسنحمي البشرية منهم”.
وجدد الدعوة للشعوب العربية والإسلامية، ولكافة الشعوب الحرّة، لأن يستمر الحراك والتظاهر بكثافة في العواصم وأمام السفارات “الإسرائيلية” والأمريكية، حتى يتوقف العدوان، وحرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.