حشرات وقوارض وحرٌّ شديد.. هكذ حَلَّ صيف الحرب في غزة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
قبل دخول فصل الصيف فلكيًّا، ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة، ظهرت ملامح جديدة لمركبات أخرى من مركبات المعاناة والأمل الناجم عن حرب الإبادة الجماعية في غزة.

قطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق، وندرة في وجود الآليات والمعدات الخاصة بنقل النفايات بسبب تدمير معظمها في قصف صهيوني، يشهد تراكمًا للنفايات وعدم ترحيلها من المجمعات المؤقتة وتراكمها في الشوارع والأزقة ومخيمات النزوح المنتشرة، وعدم ترحيلها لأماكنها المخصصة، و”طفح” المياه العادمة في الشوارع بفعل القصف الصهيوني المتكرر، ما جعل من غزة كلها مرتعًا خصبًا لتكاثر الحشرات والقوارض، وانتشار الروائح الكريهة وهو ما يعني بالضرورة انتشار الكثير من الأمراض الجلدية والتنفسية.

هذه المعاناة لا تقتصر على من يسكنون الخيام ومخيمات النزوح فحسب، بل تتعداهم إلى من بقوا في بيوتهم.

بعوض وقوارض

“أم كرم” وهي أم لخمسة أبناء، نزحت مؤخرًا من بيتها في مخيم يبنا في رفح إلى مخيم للنازحين غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تعاني معاناة شديدة نتيجة تراكم النفايات حول المخيم، والحر الشديد الذي جعل من الخيمة التي تقطنها موقدًا، حسب تعبيرها.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” زار مخيم النازحين الذي تقطنه أم كرم، وعاين بنفسه أطنانًا من النفايات غير المرحلة، التي تفوح منها روائح صعبة وتنتشر عليها الحشرات والذباب، ما يجعل مجرد المرور بجانبها أمرًا لا يطاق.

“البعوض في الليل والذباب في النهار، والفئران أصبحت جزءًا من حياتنا هنا.. نحن لا ننام الليل ولا نستطيع الجلوس في النهار بسبب الذباب والبعوض، والريحة قتلتنا”.. بهذه العبارة وصفت أمر كرم معيشتها في مخيم النزوح.

وتقول لمراسلنا، إن قرص البعوض يجعل الواحد منا يحك جلده حتى يصل الأمر لخروج الدم أحيانًا بسبب شدة القرص الذي يتسبب به البعوض كبير الحجم الذي ينتشر مع حلول المساء، ويجعل من الليل قطعة من العذاب.

وتشير إلى الحر الشديد داخل الخيام، والذي يزيد الأمر سوءًا قلة المياه اللازمة للنظافة والاستحمام، علاوة على ندرة مياه الشرب النظيفة.

جحيم الخيمة

“مالك”، وهو أب لثلاثة أطفال ويعيش معهم إضافة لزوجته في خيمة أقاموها وسط مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يقول نحن نعيش في جحيم يطلق عليه الناس خيمة، حر شديد لا يطاق، حتى الماء داخل الخيمة يصبح ساخنًا، نشربه “فلا يروي عطشًا ولا يبل الريق” حسب تعبيره.

وبصوت يمتزج فيه التعب مع الغضب، يتحدث مالك لمراسلنا، عن الحشرات وخاصة البعوض، مؤكدًا أنه لم ير في حياته حشرة بعوض بالحجم الذي يراها عليه هذه الأيام، وقال: “النوم هنا أصبح حلمًا وإن نمت من فرط التعب تصحو على قرص البعوض في كل أنحاء جسدك”.

ويعبر “مالك” عن خشيته من انتقال الأمراض لأطفاله بسبب انتشار القمامة والحشرات وطفح مياه الصرف الصحي شبه الدائم في الشوارع المحيطة بمخيم النزوح، داعيًا العالم إلى وقف إجرام الاحتلال رحمة بأطفاله وأطفال غزة.

وفي منتصف أبريل المنصرم قال رئيس بلدية النصيرات وسط قطاع غزة، إياد المغاري، إن العدوان الاسرائيلي المستمر، حرم السكان من أبسط الخدمات الإنسانية الأساسية كالمياه والصرف الصحي وجمع النفايات، وأدى ذلك لانتشار الأمراض بسبب شح المياه وانتشار الحشرات والقوارض بفعل تكدس النفايات في الشوارع.

وطالب المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية بضرورة التدخل العاجل وإنقاذ ما تبقى من الحياة الإنسانية في قطاع غزة التي كفلها القانون الدولي، والعمل على توفير احتياجات البلديات، وخاصة السولار بكميات كافية لتشغيل ابار المياه ومضخات الصرف الصحي واليات النظافة والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وانتشال جثامين الشهداء، بالإضافة إلى العمل على ادخال قطع الغيار اللازمة لإصلاح خطوط المياه الرئيسية والاليات الثقيلة.

أزمة تتصاعد

ووفق مؤسسات أممية فإنه خلال هذا العدوان نقلت الحشرات والقوارض والحيوانات الضالة الكثير من الأمراض بين المواطنين.

وحسب منظمة الصحة العالمية، تستأثر الأمراض المنقولة بنسبة تزيد على 17 في المائة من الأمراض المعدية إجمالاً، وتتسبب في حصد أرواح أكثر من 700 ألف شخص سنويًّا حول العالم، ويمكن أن تنجم تلك الأمراض عن الطفيليات أو البكتيريا أو الفيروسات.

وأكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في تصريحات سابقة لها، استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المعدية في غزة.

وأشارت إلى تسجيل 614 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي و330 ألف حالة إسهال بين النازحين في مراكز الإيواء منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحتى نهاية الأسبوع الأول من إبريل المنصرم,

ولفتت إلى رصد 83 ألفا و500 حالة جرب، و48 ألف طفح جلدي، و7300 حالة جدري الماء، واليرقان لدى 21 ألفا و300 شخص.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة