[[{“value”:”
رفح – المركز الفلسطيني للإعلام
على مرأى من العالم بأسره وبعد نحو 50 ساعة من قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم العسكري على رفح جنوب قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق الأبرياء في خيام النزوح غرب المدينة في منطقة ادعت أنها من ضمن المناطق الإنسانية.
وفي تفاصيل المجزرة، أطلق الاحتلال أكثر من 7 صواريخ وقنابل عملاقة تزن الواحدة منها أكثر من 2000 رطل من المتفجرات، تجاه تجميع يضم خياما للنازحين يعرف باسم مركز نزوح بركسات الوكالة شمال غرب رفح، ما أدى إلى اشتعال النيران في الخيام والبركسات البسيطة وداخلها النازحين ما أدى إلى 40 شهيدًا وعشرات الإصابات.
مشاهد مروعة
مشاهد مروعة نقلتها مقاطع الفيديو للحظات الأولى بعد المجزرة في المخيم الذي يؤوي أكثر من 100 ألف نازح، فقد تفحمت جثامين الأطفال والنساء في مشاهد تدمي القلب.
ويقع المخيم المستهدف في تل السلطان غربي مدينة رفح، وذكرت مصادر أن عددا كبيرا من جثث الشهداء، ومن الإصابات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وصلوا إلى عيادة تل السلطان.
وأشار شهود عيان إلى أن القصف أدى إلى تدمير وإحراق عدد كبير من الخيام في مخيم رفح الذي لا يقع ضمن المنطقة التي طالب جيش الاحتلال بإخلائها في مدينة رفح حيث يقيم به آلاف النازحين.
مزاعم مردود عليها
جيش الاحتلال حاول تبرير مجزرته بالزعم أنه نفذ ضربة دقيقة على مجمع لحركة حماس وأنه قتل مدير مكتب الضفة الغربية في حماس ياسين ربيع، وقياديا آخر في الحركة يدعى خالد النجار.
ويفند الباحث الحقوقي محمد أحمد مزاعم الاحتلال بالتأكيد أن ادعاء الاحتلال اغتياله قيادي من حماس لا يبرر هذه المجزرة، مبينًا أن جرائم الإعدام خارج نطاق القانون هي جرائم تنتهك قواعد القانون الدولي.
وأضاف أحمد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال استخدم قوة نارية هائلة وقصف عدة خيام تؤوي نازحين وهو يدرك أنهم مدنيون، وفي النهاية يدعي أنه ينفذ ضربة دقيقة.
وأوضح أن الاحتلال لديه قدرات عسكرية دقيقة سواء على صعيد القذائف والاستخبارات وبالتالي كان قادرا في أسوأ الأحوال أن ينفذ اغتيالا دون أي مساس بالمدنيين ومع ذلك قرر عن إرادة واعية قتل المدنيين كرد وقع على قرار محكمة العدل الدولية المطالب بوقف الهجوم العسكري على رفح.
تعمد قصف مراكز الإيواء
وما يدلل على افتضاح رواية الاحتلال أن هذا الاستهداف لمركز الإيواء لم يكن الوحيد، فقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال قصف أكثر من 10 مراكز نزوح للأونروا خلال الساعات الماضية، في مناطق عدّها الاحتلال آمنة.
وأكد المكتب الإعلامي في غزة استشهاد وإصابة 190 مواطنا في قصف إسرائيلي استهدف مراكز الإيواء بالقطاع خلال 24 ساعة الماضية.
وأوضح أن رسالة الاحتلال من استهداف مراكز النزوح هي أن المحرقة ضد الفلسطينيين مستمرة.
وحث المكتب الإعلامي الحكومي محكمة العدل الدولية والمنظمات الحقوقية على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وطالب المكتب الفلسطيني بفتح معبر رفح للمساعدة في علاج الجرحى نظرا لانهيار المنظومة الصحية بغزة.
فرض عقوبات
ودعا الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي العالم إلى فرض عقوبات فورية على إسرائيل لإجبارها على تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الخاص بوقف هجومها على رفح جنوبي قطاع غزة.
وقال إن إسرائيل تتنكر لقرار محكمة العدل الدولية وتقصف خيام نازحين عزل لا يملكون شيئا للدفاع عن أنفسهم، وتحرقهم وهم أحياء.
ووصف المجزرة في رفح بأنها وحشية لا مثيل لها وتعبر عن فشل إسرائيلي عسكري وسياسي وعن روح انتقامية خطيرة.
وكانت محكمة العدل الدولية قالت إن على إسرائيل أن توقف فورا هجومها على مدينة رفح، وذلك في قرار أصدرته الجمعة الماضي بناء على طلب جنوب أفريقيا ضمن دعوى شاملة تتهم تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع.
وتستدعي المجزرة الإسرائيلية ضد النازحين برفح فرض عقوبات فورية على إسرائيل، وكل دولة تصمت على ذلك فهي مشاركة في الجريمة، كما قال البرغوثي الذي اتهم حكومة بنيامين نتنياهو بأنها مصابة بالجنون الذي أوصلها إلى حد اتهام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنها منظمة إرهابية.
والجنون الإسرائيلي يمكن إيقافه، بحسب البرغوثي، بفرض عقوبات على إسرائيل لردعها، وبإيقاف تزويدها بالأسلحة، لكنه تساءل عن دور الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وعن القانون الدولي، وهي تشاهد إسرائيل تقصف الفلسطينيين أحياء.
ونفى البرغوثي مزاعم الجيش الإسرائيلي بأنه قصف مجمعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رفح أثناء وجود مسلحين رئيسيين بداخله، وقال إنه يكذب، وإنه أراد الانتقام لحقيقة أن جنوده ورجال استخباراته وقعوا أسرى لدى المقاومة الفلسطينية، مذكّرا بأن المنطقة المستهدفة هي التي قال عنها الجيش الإسرائيلي إنها آمنة ومسموح للفلسطينيين بأن يذهبوا إليها.
“}]]