جبهة الشمال، هل يغامر كيان الابادة بالعدوان على لبنان؟….بقلم رشيد شاهين

 ​   

بعد حوالي تسعة اشهر من الحرب العدوانية على غزة، لا زالت تهديدات كيان الابادة بشن حرب على لبنان تتوالى، علما بأن كل من تصدر عنه مثل هذه التصريحات يعلم يقينا ان حربا على لبنان لن تكون شبيهة بحال من الاحوال بتلك التي يخوضها في غزة.

برغم ارتفاع وتيرة او “لهجة” التهديد، الا ان قرارا واضحاً بشن العدوان ليس قاطعا بعد، خاصة في ظل التحذيرات التي يطلقها العديد من قادة الكيان كما الموقف الامريكي الذي يبدو انه لا يؤيد مثل هذه الحرب برغم اعلان امريكا انها ستقف الى جانب الكيان في حال قرر ذلك.

إن عدم اتخاذ قرار ” حاسم” في مسألة العدوان يعود للعديد من الاسباب والتي من اهمها ان المقاومة الاسلامية في لبنان وفي المقدمة حزب الله، تمتلك من القوة اضعاف ما تمتلكه المقاومة في غزة، والجميع بات يعلم ما الذي يواجهه جيش الابادة في غزة، فما بالك اذا انتقل الى لبنان.

لقد بات من المعلوم ان المقاومة الاسلامية في لبنان وحزب الله بشكل خاص يمتلك ترسانة من الصواريخ المتنوعة والتي تتراوح بين الاحجام والمسافات التي يمكن وصولها ابتداء من مديات 10 كيلومتر مثل بركان و فلق،  وفجر 3 و 5 ورعد التي يصل مداها الى 50 او 100 كم، وفاتح وسواها التي يصل مداها الى 110 و 300 كم.

قدرة هذه الصواريخ ورؤوسها التفجيرية التي تصل الى 600 كغم في بعض الأحيان يعني انها يمكن ان تحدث اضرارا وتدميرا كبيرا حيثما تسقط.

هذا بالإضافة إلى ما لدى الحزب من صواريخ موجهة ودقيقة وهي القادرة على الوصول حيث يشاء مطلقها.

اما اذا انتقلنا الى المسيرات، فحدث ولا حرج، حيث تمتلك المقاومة العديد من الانواع وهي بحسب التقديرات تشير الى الالاف والتي يمكن استخدامها في اغراض متعددة ابتداء من “التجسس” والرصد والتصوير وانتهاء بالهجوم والانقضاض والتدمير.

سلاح المسيرات بات يشكل هاجسا لجيش الابادة وقادته ذلك انه اثبت فاعلية وقدرات عالية ، وقد كتب مراسل هآرتس للشؤون العسكرية بانيف كوبوفيتش عن المسيرات ” الجيش الاسرائيلي لم يجد طريقة تتيح له التعامل مع تهديد المسيرات”.

شن عدوان على لبنان يعني ان على جيش الابادة مواجهة مقاتلين تمرسوا على القتال في حرب طاحنة ضد داعش في سوريا اكتسبوا خلالها من الخبرات ما جعلهم متمرسين في القتال وذووا خبرة عالية في التخطيط والتنظيم والتكتيك وقدرة على المواجهة بشكل كبير.

يعلم قادة الكيان إن شن عدوان على لبنان يعني ان المقاومة لن تتردد في قصف عشرات وربما مئات المواقع الاستراتيجية و العسكرية و الصناعية وأي هدف ضمن بنك الأهداف “المزدحم ” المتوفر لديها، كما يعلم انه اذا كان عشرات الالاف الاف من المستوطنين قد غادروا شمال فلسطين المحتلة خلال الاشهر التسعة الماضية، فان هذا العدد سوف يصل الى مئات الالاف اذا ما اقدم على الهجوم على لبنان.

إضافة الى كل ما تم ذكره وسواه مم لم يذكر، فان لبنان ليس مجرد شريط ساحلي مغلق كما هو حال قطاع غزة المحاصر، حيث ان خطوط الامداد في الحالة اللبنانية مفتوحة على مصاريعها مما يعني مد المقاومة بكل ما يلزم من اسلحة وذخائر لا بل وبالرجال الذين يقال انهم بالالاف وعلى جهوزية تامة للقدوم الى لبنان والانخراط في القتال.

قرار شن عدوان على لبنان بجيش منهك واقرب الى الهزيمة منه الى الانتصار  في ساحة غزة وبعد تسعة اشهر من القتال، ليس بالقرار السهل الذي يمكن اتخاذه هكذا ببساطة او لتنفيذ رغبات او طموحات شخصية للفاشي نتانياهو وحكومته المتطرفة.

اخيرا، فانه اذا ما قرر قادة الكيان شن عدوان على لبنان، فسيكون الثمن الذي سيدفعه باهظا جدا واكبر بكثير مما يتخيلون وهذا ما سوف يجعل من اتخذ مثل هذا القرار يعض اصابع الندم.

  

المحتوى ذو الصلة