تل ابيب /PNN / قررت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية إنهاء مهمة قوة “يونيفيل” الأممية المنتشرة في جنوب لبنان منذ عام 1978، بحسب ما ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، اليوم الأحد، وذلك في أعقاب الحرب الأخيرة على لبنان والتي أدت إلى إضعاف “حزب الله”.
وبحسب التقرير، تسعى الولايات المتحدة إلى تقليص التكاليف المرتبطة بتشغيل القوة التابعة للأمم المتحدة، بينما ترى إسرائيل أن التنسيق القائم مع الجيش اللبناني كافٍ وفعّال إلى درجة تُغني عن الحاجة إلى استمرار مهمة “يونيفيل” في المنطقة..
وذكّرت الصحيفة بأن هذه القوة الدولية “لم تنجح” منذ إنشائها في منع تعزيز قدرات من وصفتهم بـ”عناصر إرهابية” في الجنوب اللبناني، في إشارة إلى “حزب الله”، ما جعل فاعليتها موضع تشكيك دائم من قبل السلطات الإسرائيلية.
ولفت التقرير إلى أنه من المقرر أن يُتخذ القرار النهائي بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي خلال شهر آب/ أغسطس المقبل.
وأفاد الصحيفة بأن الأسابيع الأخيرة شهدت نقاشات مكثفة في المستويين السياسي والأمني في إسرائيل حول جدوى استمرار مهمة القوة الدولية “يونيفيل” جنوب لبنان، في ظل ما وصفته بأنه “فشل تاريخي في تنفيذ تفويضها بمنع تسليح حزب الله”، وفقًا لقرار مجلس الأمن 1701.
وذكر التقرير أن التقديرات الإسرائيلية السابقة كانت ترى أن “وجود يونيفيل على الأرض، رغم ضعفه، أفضل من غيابه”، إلا أن هذا التقدير تغيّر في الأشهر الأخيرة، بعد أن “أبدى الجيش الإسرائيلي ارتياحه من الإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني ضد تسليح حزب الله، وهي خطوات غير مسبوقة منذ بدء وقف إطلاق النار في الخريف الماضي”.
وادعى أن “الجيش اللبناني بدأ يتخذ إجراءات ميدانية فعلية ضد عناصر حزب الله”، إلا أن التقرير أشار إلى أن “هذه الجهود لا تزال بعيدة عن الكمال”، وأضاف “في الأسبوع الماضي، قصف سلاح الجو الإسرائيلي مستودعات تابعة لحزب الله، بعدما رفض الجيش اللبناني التعامل معها رغم حصوله على المعلومات الاستخبارية”.
وأضاف التقرير أن “هذه المعطيات، إلى جانب الحسابات الأمنية والمصالح السياسية، دفعت إسرائيل إلى تبنّي الموقف الأميركي بشأن إنهاء مهمة يونيفيل”. وأشار إلى أن مهمة القوة تستند إلى قرار يُجدّد سنويًا في مجلس الأمن خلال شهر آب/ أغسطس، وأن فرنسا تُعد الداعم الأساسي لبقائها، ومن المتوقع أن تطالب بتمديد ولايتها في المناقشات المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع أن “تسوية قد تُطرح، تشمل تقليصًا تدريجيًا لنشاط القوة”، لكنه ختم بالقول إن “القرار النهائي سيعود في نهاية المطاف إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.
وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنّت إسرائيل عدوانًا على لبنان عقب إعلان حزب الله فتح “جبهة إسناد لقطاع غزة”، ما تطور إلى حرب عنيفة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، وأدت إلى استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة الآلاف، ونزوح ما يقارب 1.4 مليون مواطن.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 208 مواطنين وإصابة 501 آخرين. وفي تجاوز واضح لبنود الاتفاق، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من جنوب لبنان، فيما لا يزال يحتل خمس تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
وبوجب اتفاق وقف إطلاق النار، تشكلت لجنة مراقبة خماسية تضم ممثلين عن الجيش اللبناني وإسرائيل وقوة حفظ السلام الأممية المؤقتة “يونيفيل”، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، وهما الدولتان الوسيطتان في اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.