بيت لحم – نجيب فراج – روى الاسير المحرر مهند الحاج العزة من سكان مخيم العزة الى الشمال من مدينة بيت لحم اوضاع الاسرى الفلسطينيين التي تفاقمت بشكل كبير بعد السابع من اكتوبر، وقدم معطيات خطيرة تقشعر لها الابدان لدرجة ان الاسرى وصفوا ما يحدث لهم في هذه الايام شبيهة الى حد كبير بسجن ابو غريب الذي سيطرت عليه القوات الامريكية بعد غزوها للعراق في العام 2003 ومارست تعذيبا ساديا بحق الاف المعتقلين وانتشرت بعض هذه الممارسات عبر الصور التي وثقت ذلك.
واطلقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي سراح الاسير العزة في الثلاثين من الشهر الجاري بعد ان امضى محكوميته البالغة 13 عاما خلف القضبان، وقال ان ما شاهده خلال فترة ما بعد العدوان على غزة من ممارسات لم يشاهده على مدى طيلة فترة اعتقاله من حيث العدوانية والسادية رغم ان الممارسات ضد الاسرى لم تتوقف ولكنها تصاعدت بشكل كبير وسط تمتع جنود الاحتلال بفاشية غير معهودة وباطلاق اياديهم بشكل مفتوح للتغول على الاسرى من قبل قياداتهم، وضرب مثلا على ذلك يوم الافراج عنه حيث من المعتاد ان تكون الافراجات بشكل عام سهلة ويتعامل الجنود الذين ينقلون الاسرى الى المعابر المختلفة بسهوله وبدون اية استفزازات ولكن ما حصل معه عكس ذلك وهذا ينطبق مع كل الاسرى المفرج عنهم منذ اندلاع الحرب البربرية على غزة، فقام الجنود بتعصيب عينيه منذ اللحظة الاولى للاستعداد لاخراجه من محيط السجن ومن ثم طلبوا منه ان يسير وظهره منحني وراسه باتجاه الارض حتى وصل الى الحافلة وهذا يدل على مدى تغير اسلوب الجنود مع الاسرى المفرج عنهم.
ولكن وكما يقول مهند ان الممارسات العنيفة الكبرى بحق الاسرى حصلت ما بعد الحرب حيث عمل الجنود في سجن النقب مثلا على اقتحام الاقسام بشكل يومي وهم يحملون اسلحتهم وهذا غير مالوف داخل غرف الاسرى فالقانون الاسرائيلي يحظر ادخال الاسلحة عندما يفتحون غرف الاسرى هذا اضافة الى التهديد الغليظ والكلمات النابية وشرعوا بنقل الاسرى مرارا من قسم الى اخر في وضع مهين وتحت صراخ الجنود والتهكم عليهم وضرب بعضهم، ولكن الاجراء الصارخ وكما حصل معه ومع كافة الاسرى انه حينما يمرون من ممر طوله نحو مائه متر وهو يؤدي الى مقر الادارة يجبروننا على خلع كل الملابس بما فيها الملابس الداخلية لنسير في هذا الممر عراة كما ولدتنا امهاتنا ويدخلونا الى الغرف ونحن عراة وهم يصادرون ملابسنا لنبحث في الغرف عن ملا بس تستر عوراتنا وهذا ما حصل مع كافة الاسرى ، ولعل حادثة الاعتداء على الاسير محمد الصيفي من مخيم الدهيشة حادثة ستبقى بالذهن حينما انهال عليه اكثر من خمسة جنود بالضرب المبرح لا لشيء وانما على ما يبدو لامتلاكه عضلات بارزة وضربوه حتى اغمي عليه لدرجة اننا اعتقدنا بانه قد فقد الحياة.
واوضح العزة ان هذه المناظر لا يمكن وصفها بالكلام وان الحدث اكبر بكثير من الكلام ولهذا اطلقنا على ما حصل معنا بانها احداث وممارسات تشبه سجن ابو غريب ببشاعته والذي اصبح مثلا يحتذي في تعذيب الاسرى وها هم يكررون هذه المشاهد في دلالة على ان اسرائيل تلميذة ماهرة لسيدتها الولايات المتحدة الامريكية.
وقال العزة ان ما يحصل في السجون يجب ان يشعل الخطر الاحمر لدى جماهير شعبنا ومالمؤسسات الحقوقية وما استشهاد الاسيرين عمر دراغمة وعرفات حمدان في الاسبوع الماضي جراء الضرب المبرح الا دليل على ان القادم اخطر ولا بد ان لا يتكرر