غزة/PNN- قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الجيش الإسرائيلي تعمد خلال اجتياحه البري لحي الزيتون جنوب غزة وجباليا شمال غزة، تدمير مدارس ومنشآت صحية، في إصرار على تدمير شامل لجميع مناحي ومقومات الحياة في قطاع غزة في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين هناك.
وقال المرصد في بيان له إن انسحاب القوات الإسرائيلية من حي الزيتون جنوب مدينة غزة صباح الأربعاء، بعد سبعة أيام من الاقتحام البري، تكشف معه تدميرها لثلاثة مدارس هي: عين جالوت، وعطا الشوا، وحسن النخالة، التي سبق أن شيدت بتمويل ياباني، إلى جانب تدمير مستوصف الزيتون الطبي الذي كان يخدم نحو 80 ألف نسمة من سكان الحي.
وأبرز الأورومتوسطي أن العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في حي الزيتون التي بدأت فجر الخميس الماضي، وهي الثالثة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، تضمنت توغلًا بريًّا بآليات عسكرية وغارات جوية ومدفعية كثيفة، ما أجبر مئات العائلات على النزوح القسري، ورافقها نسف المزيد من المربعات السكنية، لتحول الحي إلى أكوام من الركام.
وأبرز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إقدام الطائرات الإسرائيلية الحربية الساعة الرابعة والنصف فجر الأربعاء على قصف مبنى عيادة الصبرة المكون من 4 طوابق، والتي تتوكل للأونروا في حي الصبرة جنوب غزة، والذي كان يؤوي نحو 50 نازحا منهم نساء وأطفال ومصابين، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم، ونجاة البقية بعد انتشالهم من تحت الأنقاض.
وأشار إلى أن القصف الجوي للعيادة جاء بعد يومين من توغل القوات الإسرائيلية وتدميرها السور الخارجي للعيادة، ومن ثم لم تطلب من الموجودين داخلها بالإخلاء، ما أعطاهم شعورا بالأمان، قبل أن تغدر بهم القوات الإسرائيلية وتقصف العيادة عليهم بالطيران الحربي دون سابق إنذار.
وأفادت السيدة صفية رشدي ارحيم (43 عاما)، لطاقم الأورومتوسطي: إنها كانت نازحة مع زوجها وأبنائها من حي الزيتون في عيادة الصبرة، وفوجئوا بتحليق طائرات حربية اف 16 عدة مرات قبل أن تطلق 4 صواريخ على الطوابق الأربعة ودمرتها على من فيها.
وأضافت أن زوجها تيسير سليمان ارحيم (47 عاما) وكان جريحا، أصيب للمرة الثانية على التوالي، خلال هذه الحرب، هو وابنها سليمان (24 عاما).
وذكرت أنها وباقي النازحين كانوا يشعرون بالأمان النسبي في العيادة خاصة بعد أن توغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة ودمرت سورها الخارجي بالجرافات، ولم تطلب منهم مغادرة المكان، بل أوصلت لهم رسائل عبر الهاتف بعد الاقتراب من حي الزيتون، لذلك بقوا في مكانهم حتى جاءت الطائرات ودمرت العيادة عليهم.
وأكدت أنها وأفراد أسرتها خرجوا من تحت الأنقاض، فيما هناك قتلى وجرحى من عدة عائلات.
كما أشار الأوروتوسطي إلى أن القوات الإسرائيلية اقتحمت خلال الأيام الماضية 6 مدارس للأونروا في جباليا شمال قطاع غزة، كانت تؤوي آلاف النازحين بعد أن قصفتها وأطلقت النار تجاهها، وهجرت النازحين داخلها مرة أخرى، واعتقلت وقتلت أعدادًا منهم، ولا يعرف على وجه الدقة حتى الآن إن كانت استكملت تدميرها أم اكتفت بالدمار الجزئي الذي لحق بها جراء القصف.
وأشار إلى أن هذه المدارس تضاف إلى مئات التي دمرتها القوات الإسرائيلية كليًّا أو جزئيًّا، منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، سواء بالقصف الجوي أو المدفعي أو من خلال نسفها بالمتفجرات، أو تجريفها بالجرافات.
وأبرز المرصد الأرومتوسطي أن إسرائيل دمرت 80% من مدارس قطاع غزة بين كلي وجزئي في هجومها العسكري منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وهو ما وصفه خبراء الأمم المتحدة في بيان مشترك صدر في 18 نيسان/أبريل الماضي، بأنه يمثل إبادة تعليمية ويحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم.
وأشار إلى أن هذه المعطيات أكدتها دراسة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز، وكشفت أن أكثر من 80% من المدارس والجامعات في غزة دمرت أو تعرضت لأضرار بالغة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وأوضحت الدراسة، أن أكثر من 200 مدرسة في القطاع تعرضت لضربات مباشرة بالصواريخ أو القنابل أو المدفعية.
ولفت الأورومتوسطي إلى أنه حتى المدارس التي تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إدارتها، والتي تحولت إلى مراكز إيواء لمئات آلاف المدنيين النازحين قسرا، تعرضت وما تزال لهجمات إسرائيلية مكثفة -بعضها بشكل متكرر وفي فترات متفرقة- بما في ذلك في المناطق التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها مصنفة “آمنة”.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي عمل بشكل منهجي على عسكرة الأعيان المدنية، بما في ذلك تحويل مدارس ومرافق تعليمية ومستشفيات إلى قواعد عسكرية، في إطار هجومه العسكري المستمر للشهر الثامن على قطاع غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد الحرب.