الداخل المحتل/PNN- رغم الضغوط التي تمارسها عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، على حكومة بنيامين نتنياهو، ورفع سقف طموح تلك العائلات بحديث عن صفقة وشيكة تارة قبل الإعلان عن رفضها تارة أخرى، فقد سربت مصادر إعلامية جانبًا من المخاوف التي تنتاب إسرائيل بشأن تداعيات صفقة الأسرى المحتملة التي تتباين بشأنها التقديرات.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الاثنين، أن ثمة مخاوف عميقة في إسرائيل جراء صفقة محتملة، “لأنها ستمنح حماس في المقابل مساحة من الوقت تُمكِّن الحركة من تنظيم صفوفها، وفي الوقت ذاته ستبدد الزخم القتالي لدى الجنود الإسرائيليين في الميدان”.
وقالت على لسان محللها يوسي يِهُوشُوَّاع، “إن هناك شكوكًا في إمكانية عودة الجيش الإسرائيلي إلى الحرب بالأداء القوي ذاته لو حصلت هدنة”.
وبيَّن أن “إسرائيل تشهد يوميًّا انضمام عائلات جديدة إلى (نادي العائلات الثكلى)، بعد 3 أسابيع من الحرب البرية ووصول عدد الجنود القتلى في غزة إلى 66 جنديًّا بحلول هذا الصباح”.
وأضاف المحلل الإسرائيلي أن”الجمهور أصبح على دراية بأن الحرب البرية في قطاع غزة أصبحت في غاية الضراوة”.
وأقر بأن من سمّاهم “مخربي حماس” لا يفرون أمام الجيش في مناطق مثل حي الزيتون وجباليا، بل يستغلون معرفتهم للساحة، مرجحًا أن وتيرة الاحتكاك المباشر خلال الأيام المقبلة لن تتراجع، إلا إذا دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ”.
ونبَّه إلى أنه “لا يتعيَّن العمل بوتيرة سريعة؛ إذ إن القتال والتقدم ببطء وحذَر يقلل من نسب المخاطرة بأرواح الجنود الإسرائيليين”، راصدًا طبيعة الدعم الذي يوفره الطيران الحربي الإسرائيلي للجنود على الأرض.
وقال إن الناطق العسكري نشر صورًا، تُظهر رئيس هيئة الأركان العامة هارتسي هاليفي وقائد الجبهة الجنوبية، بينما ينظران إلى خرائط، في إطار المصادقة على خطة مواصلة الحرب؛ إذ تبين أن الوجهة التالية هي جنوب القطاع، على أن تكون خان يونس البداية.
ووجد أنه إلى جوار العمل الميداني “تحلق في الأفق التطورات الخاصة بصفقة الأسرى، بعد أن أكدت إسرائيل أن زعيم حماس، يحيى السنوار، أنهى حاليًّا شعوره بالغضب، وعادت حماس إلى طاولة المفاوضات”.
ووفق الصحيفة، أطلع مجلس الحرب الإسرائيلي على التفاصيل الجديدة بشأن الصفقة، تنص على تحرير نساء وأطفال من الأسر مقابل تحرير عدد رمزي من الأسيرات الفلسطينيات وصغار السن في سجون إسرائيل، ووقف إطلاق النار لبضعة أيام”.
وأبلغ الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي “أن بمقدوره العودة للقتال بعد الهدنة”، على حد قول الصحيفة.
لكن المحلل الإسرائيلي رأى أنه “يتعيَّن هنا النظر إلى العدو (حماس) كعدو غير تقليدي، بل هو شرس ومرير بطريقة هوليوودية (سينما هوليوود)”، على حد الوصف الذي استخدمه.
وأوضح أن “المخاوف السائدة في إسرائيل، والتي يتفق عليها شخصيات داخل القيادة الإسرائيلية، هي أن السنوار القيادي “الشرس” في الحركة سيربح مُتنفسًا يحتاج إليه بالفعل، ومن ثم سيُقسم الصفقة إلى دفعات وعلى مراحل”.
الضغط على السنوار
وقدَّر أن الأمر “سيسبب فوضى في المجتمع الإسرائيلي”، وقال “إنه يتعين أن نسأل بكل جدية: هل يستطيع الجيش الإسرائيلي مواصلة الحرب بالقوة ذاتها؟ وهل الأفضل هو الضغط على السنوار في خان يونس؛ من أجل تحرير المخطوفين والمخطوفات؟”.
ومضى قائلًا: “إن القلق بشأن سلامة المخطوفين لم يتبدد، كما إن المعلومات التي كشفها الناطق العسكري بالأمس بشأن مصير الجندية نوعا ميرتسيانو، طيب الله ثراها، والتي زهقت روحها في المستشفى، تعزز حالة النفور من زمرة مجرمي الحرب الذين أسروا الرُضّع أيضًا (رواية إسرائيلية شائعة)”، على حد التعبير الذي استخدمه.
وخلص إلى نتيجة بأن “الصفقة بمضمونها الحالي تعد خطرًا يهدد قدرة (الجيش) على تغيير الواقع في قطاع غزة”.