تقرير أمريكي: “طوفان الأقصى” استهدف إعادة غزة للنضال الفلسطيني

 ​   

واشنطن/PNN- أرجع تقرير لمجلة “فورن أفيرز” الأمريكية، دوافع “الجناح العسكري لحركة حماس” لشن هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل إلى أنه محاولة لتعزيز هدف الحركة المتمثل بإعادة ربط غزة بالنضال الأوسع من أجل تحرير فلسطين.

وبحسب التقرير، فإن الحصار المفروض على غزة أسهم إلى حد كبير في عزل القطاع عن بقية أنحاء العالم، وإن الهجمات الصاروخية التي اعتادت حماس أن تنفذها باتجاه إسرائيل بين فترة وأخرى، لجلب انتباه العالم لم تعد تحقق النتيجة المطلوبة، بسبب الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية المتطورة، على نحو متزايد.

وعلى النقيض من ذلك، كانت الضفة الغربية ساحة صراع أكثر وضوحًا. ومع توسع المستوطنات الإسرائيلية والتوغلات المتكررة للجنود والمستوطنين الإسرائيليين في القرى الفلسطينية، اجتذبت الضفة الغربية، إلى جانب الأماكن المقدسة في القدس، اهتمام وسائل الإعلام الدولية المستمر.

دفع هذا قيادات حماس في القطاع إلى تغيير إستراتيجيتهم . وبعد أن كانت غزة تُدار إلى حد كبير من خارج الأراضي الفلسطينية من قبل قادتها الموجودين في بعض العواصم العربية، انبرى السنوار ابتداءً من عام 2017 إلى ترسيخ قواعد استقلالية القطاع عن قياداته الخارجية. وعمل على تعديل إستراتيجيات الحركة لتأخذ في الاعتبار التطورات في الضفة الغربية والقدس، بما في ذلك التوترات المتزايدة عند المسجد الأقصى.

وأضاف التقرير، أن السنوار، الذي أمضى 22 عاماً في السجون الإسرائيلية، وتم إطلاق سراحه في أكتوبر 2011 كجزء من صفقة شاليط، يعد إحدى الشخصيات الحاسمة بتأسيس الجناح العسكري لحركة حماس في الثمانينيات.

وبعد أن أصبح رجل حماس القوي في غزة، بدأ بوضع هذه الرؤية موضع التنفيذ. وهكذا، سعى إلى استخدام سيطرة حماس على القطاع لانتزاع المزيد من التنازلات من إسرائيل، واستمر بتوسيع كتائب القسام، التي يقدر المحللون أن عددها ارتفع من أقل من 10 آلاف مقاتل في العقد الأول من هذا القرن إلى نحو 30 ألف مقاتل أو أكثر.

ورجّح التقرير أن يكون قرار هجمات السابع من أكتوبر قد اتُخذ في غزة دون حتى الرجوع لقيادات حماس في الخارج التي تبين أنها تراقب المشهد كما يراقبه العالم أجمع. ويُدلل على ذلك ما نشهده حاليًا من تصدر كتائب القسام نفسها لتغطية عملياتها العسكرية ومقارعة الإعلام الإسرائيلي وفق إستراتيجية إعلامية منسقة اقتصرت على الناطق باسمها أبو عبيدة، والقيادي أسامة حمدان، الذي يشترك مع السنوار في الأفكار نفسها، وتربطهما علاقة وثيقة.

وخلص التقرير إلى أن “حماس في غزة” استطاعت لغاية الآن، جلب انتباه العالم وتمكّنت من تحقيق هدفها في ربط نضال غزة والضفة الغربية معًا لصالح القضية الفلسطينية.

وتابع: “إن قدرة حماس على المحافظة على قوتها، في ظل قيادة منظمة للغاية، تؤكد استقلاليتها عن قادتها في الخارج حتى حلفائها من الدول، مثل إيران، وحضورها الإعلامي، تُثير تساؤلات جدية حول جميع المناقشات الحالية بشأن مستقبل الحكم في قطاع غزة.”

المصدر: مجلة “فورن أفيرز” الأمريكية

  

المحتوى ذو الصلة