الداخل المحتل / PNN – أثار إعلان حركة حماس عن نيتها الإفراج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، ردود فعل واسعة داخل إسرائيل، وسلط الضوء على خلافات سياسية حادة وانتقادات موجهة لحكومة بنيامين نتنياهو.
وكانت حماس قد أعلنت في وقت سابق أنها أجرت اتصالات مباشرة مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية، وأبدت خلالها “إيجابية عالية” تجاه مقترحات تتعلق بوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأكدت الحركة استعدادها للإفراج عن عيدان ألكسندر كخطوة أولى، في إطار تحرك أوسع يشمل مفاوضات مكثفة لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار القطاع، عبر إدارة مهنية مستقلة، كما ثمنت جهود الوساطة التي تبذلها كل من قطر، ومصر، وتركيا.
هذا الإعلان قوبل بانتقادات حادة داخل إسرائيل، لا سيما من قبل عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، الذين عبروا عن صدمتهم من أن حكومتهم لم تكن طرفا في هذه الخطوة.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عنهم قولهم إن الحرب لم تؤد إلى استعادة أبنائهم، وأن الوقت قد حان لإنهائها، والدخول في صفقة شاملة لإعادتهم.
في السياق نفسه، شن رئيس المعارضة يائير لبيد، هجوما سياسيا على حكومة نتنياهو، معتبرا أن المفاوضات المباشرة بين حماس والولايات المتحدة تمثل “فشلا سياسيا ذريعا”، داعيا إلى أن يكون إطلاق سراح عيدان بداية لتحرك أوسع لإعادة جميع المختطفين.
من جهته، قال يائير غولان، رئيس حزب “الديمقراطيين” إن رئيس الحكومة “تخلى فعليا عن مواطنيه وتركهم لرحمة قوى أجنبية”، مشددا على ضرورة استعادة جميع المحتجزين فورا. كما طالب رئيس حزب “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، نتنياهو بتحمل مسؤولياته والبدء بتنفيذ صفقة شاملة دون تأخير.
وقال الوزير آفي ديختر، في تصريح نقلته هيئة البث الإسرائيلية، إن إسرائيل ليست النجمة رقم 51 على العلم الأميركي، في إشارة إلى رفض أي تبعية كاملة للولايات المتحدة أو خضوع لتوجهاتها السياسية.
وأضاف ديختر أن أهداف الحرب لم تتغير، مؤكدا أن إسرائيل مستمرة في عملياتها العسكرية وفق رؤيتها، رغم الضغوط الدولية المتزايدة والدور المتنامي لواشنطن في المفاوضات مع حركة حماس.
في المقابل، أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة الإسرائيلية مسبقا بعزم حماس الإفراج عن عيدان ألكسندر كبادرة حسن نية، ودون تقديم أي مقابل أو شروط.
وأوضح المكتب أن إسرائيل على استعداد لتنفيذ هذه الخطوة، ضمن سياق خطة طرحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، والتي سبق لإسرائيل أن وافقت عليها.
وشدد مكتب نتنياهو على أن المفاوضات ستستمر حتى تحت إطلاق النار، مع الالتزام بتحقيق أهداف الحرب كما حُددت في السياسة الإسرائيلية، في حين لم يُعلن عن أي وقف دائم لإطلاق النار في هذه المرحلة.
وفي أول تعليق أميركي، وصف المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن، آدم بولر، إعلان حماس بأنه “خطوة إيجابية إلى الأمام”، مطالبا الحركة بالإفراج عن جثث أربعة أميركيين آخرين لا يزالون في غزة.
من جانبها، رحبت كل من قطر ومصر بخطوة حماس، واعتبرتاها بادرة حسن نية وخطوة مشجعة للعودة إلى مفاوضات تهدف إلى تهدئة شاملة. وأكدتا استمرار جهودهما في الوساطة بالتنسيق مع واشنطن.